-A +A
فهيم الحامد (جدة - هاتفيا)
يبدأخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز اليوم الاثنين زيارة رسمية الى بولندا وهي المحطة الثالثة والاخيرة في جولته الاوروبية حيث سيجري حفظه الله محادثات مع الرئيس البولندي لتيش لاستسينسكي تتعلق بتنمية اواصر العلاقات الثنائية والسعودية الاوروبية وبحث التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط . وسيعقد حفظه الله غدا الثلاثاء محادثات مع رئيس الوزراء البولندي يارسووف كاتسينسكي بهدف تعميق الشراكة الاستراتيجية وبحث السبل الكفيلة لدعم المبادرة العربية والتطورات على الساحتين والعراقية واللبنانية والملف النووي الايراني وتعزيز الجهود الدولية لمكافحة الارهاب. واكد الرئيس كاتسينسكي في حوار موسع اجرته “عكاظ” أن زيارة الملك عبدالله الى بولندا مهمة وتاريخية كونها الاولى له مؤكدا ان البولنديين ينتظرونها منذ فترة بكل اهتمام وترقب. واعتبر ان التوقيع على عدد من الاتفاقيات بين البلدين خلال الزيارة سيعطي زخما كبيرا للعلاقات الثنائية وسيرتقي بها الى مرحلة الشراكة الاستراتيجية. وفيما يلي نص الحوار

العلاقات الاستراتيجية

فخامة الرئيس.. كيف تنظرون الى زيارة الملك عبدالله التى تأتي في ظروف ومتغيرات غاية في الخطورة تمر بها المنطقة؟

- ليس هناك شك في ان زيارة خادم الحرمين الشريفين الى بولندا تعتبر مهمة وتاريخية كونها الاولى له الى بلادنا ونحن ننتظر هذه الزيارة بكل اهتمام وترقب ومنذ فترة من الزمن وللمعلومية ان العلاقات السعودية البولندية تطورت في الاونة الاخيرة تطورا مذهلا وهائلا في كل الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية والجوانب الامنية والبرلمانية.

ومن المؤكد ان هذه الزيارة ستعطي هذه العلاقات المتميزة دفعة قوية للامام وستعزّزها في كافة جوانبها المتنوعة .وفي الحقيقة نحن لدينا رغبة في اعطاء دعم قوي لهذه العلاقات وتعزيزها وفتح افاق جديدة لها اننا نعتبر المملكة دولة لديها الكثير من الامكانيات الهائلة والقدرات وهى مؤهلة تأهيلا اقتصاديا واستثماريا وسياسيا كبيرا.

نقدر دور المملكة

كيف تنظرون إلى علاقتكم مع المملكة؟

- نعم نحن نعتبر المملكة دولة صديقة وحليفة ولهذا فاننا نرغب في تنمية اواصر العلاقات والحوار والتفاهم والتنسيق معها في المجالات السياسية بهدف اقرار السلام والامن في منطقة الشرق الاوسط اقول اننى اقدر تقديرا عاليا دور المملكة في المحيط العربي والاسلامي والدولي وحرصها على استقرار الامن والسلام في المنطقة والعالم.

وفي الواقع هناك حرص متبادل لزيادة تفعيل التعاون السياسي و الاقتصادي والاستثماري بين البلدين. والمملكة تعتبر احدى الدول الرائدة والرئيسية الشريكة لبولندا خارج المحيط الاوروبي. ولقد بلغ حجم التبادل بين البلدين في العام 2001 حوالى 47.7 مليون دولار امريكى وارتفع هذا الرقم في العام 2006 الى 292 مليون دولار امريكى.

واجدها فرصة ان اقول ان الشعب البولندي مازال يتذكر تبني خادم الحرمين الشريفين فصل التوأمتين السياميتين البولنديتين وتحمل نفقات العملية التاريخية الناجحة التى تم اجراؤها في المملكة، وهذه المكرمة الملكية عكست المشاعر الانسانية الحميمة التي يملكها الملك عبدالله تجاه شعبي.

فخامة الرئيس من الواضح ان لديكم اهتماما كبيرا بزيادة التعاون في الجانب الاقتصادي مع المملكة ، اذن كيف تنظرون الى تاثير زيارة خادم الحرمين الشريفين الى بولندا في الجوانب السياسية وتفعيل الدور الاوروبي في المنطقة؟

-في الحقيقة ان الزيارة الملكية تؤكد اهمية بولندا على الصعيد الاقليمى وعلى المسرح الدولى وتعكس رغبة بولندا في تنويع وتوسيع علاقاتها وتعاونها مع شركائها.

ولهذا نحن نرغب في استمرارية وتنشيط الحوار السياسي على كل المستويات مع المملكة . وباعتبار ان المملكة اكبر دولة منتجة للنفط ولدورها الرائد في محيطها العربي الاسلامي والدولي فان الزيارة تكتسب اهميتها القُصْوَى في اطار حرص بلادي على تعميق وتعزيز العلاقات مع الدول العربية والاسلامية.

هل هناك جوانب في العلاقات ترغبون في تنميتها اكثر واستكشافها بشكل اوسع؟

- سأكون صريحا معكم.. فالعلاقات بين بلدينا ممتازة في كل جوانبها خصوصا الجانب السياسي ولكن ارى انها لا تعكس التعاون الشديد والكبير في الجوانب الاقتصادية والاستثمارية في الوقت الذى اقدر تقديرا عاليا الازدهار في الجوانب الاقتصادية. ولكنني ارى ان هناك امكانية لتفعيل الحوار السياسي وزيادة التعاون في النواحى الاقتصادية ايضا واعتقد ان هذا سيتم خلال زيارة الملك عبدالله لبولندا .

واتمنى ان تساهم هذه الزيارة في اعطاء الفرصة لرجال الاعمال السعوديين لفتح افاق التعاون الاقتصادي والاستثمار في بولندا، واتمنى ايضا ان تُجسِّد هذه الزيارة حرص بولندا في تعميق علاقات الصداقة مع العالم الاسلامي.

هدفنا الشراكة

اذن ما هو المطلوب من رجال الاعمال والقطاع الخاص في البلدين ؟

- المطلوب تشجيعهم ودعمهم لبناء علاقات اوسع واشمل بين البلدين ويمكن للمملكة ان تصبح شريكة لنا في مجال الغاز والنفط باعتبار ان هذا المجال يعتبر من المجالات الواعدة .. وعلى سبيل المثال، يمكن لرجال الاعمال السعوديين الاستثمار في بناء وتشييد مصانع للغاز في بولندا واعتقد ان الفرصة اصبحت مواتية لتحقيق ذلك. واجدها فرصة لكي اوضح انه خلال الزيارة سيتم التوقيع على عدد من الاتفاقيات بين البلدين في المجال الاقتصادي والامنى والصحة والتعليم والعلمي والرياضي الى جانب التوقيع على عدد من الاتفاقيات التى تتضمن تشجيع التبادل وحماية الاستثمارات التي هي في مراحل المفاوضات النهائية.وهذه الاتفاقيات ستعطي زخما كبيرا للعلاقات السعودية البولندية المتميزة.

كيف تنظرون اذن الى الدور الذى تلعبه المملكة في ارساء الامن والسلام في المنطقة؟ وكيف يمكن للبلدين لعب دور مشترك في ذلك؟

- دعني اوضح بداية انه منذ حدوث الانتفاضة الثانية العام 2000 واحداث سبتمبر العام 2001 ونحن نشهد تدهورا شديدا في الاوضاع في الشرق الاوسط ونحن قلقون جدا من زيادة تأثير الاطراف والقوى التي لا ترغب في الدخول في عملية السلام.. ولمعلوماتكم ان بولندا تشارك في بعثة السلام التي تهدف لايجاد حالة الامن والسلام في منطقة الشرق الاوسط ..

ونحن ايضا ندعم بشدة اعادة احياء مبادرة السلام والعملية السلمية في المنطقة. و نقدر عاليا الدور المهم والرائد الذى تلعبه المملكة باعتبارها رائدة السلام وصاحبة مبادرة السلام العربية وهي تقوم بذلك لانها دولة مهمة واستراتيجية في العالم العربى والاسلامى ولديها علاقات قوية مع الدول الفاعلة في المجتمع الدولى وعلى رأسها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي.

الناتو وحل الازمات

كيف يمكن للاتحاد الاوروبي تكثيف نشاطاته بهدف ايجاد سلام عادل وشامل في المنطقة؟

-ولا اخفيكم اننا قلقون جدا حيال ما يجري في الاراضي الفلسطينية من حالة عدم الاستقرار والاضطرابات خاصة التدهور الامنى الشديد والاقتتال بين الفصائل الفلسطينية..

وفي نهاية المطاف نتمنى البدء في العملية السياسية السلمية حتى يمكن تحقيق تطلعات الشعب الفلسطينى في ايجاد دولتهم المستقلة الديموقراطية والامنة .. ونامل ايضا ان تقبل الحكومة شروط اللجنة الرباعية الدولية والاعتراف بدولة اسرائيل والاتفاقيات الموقعة مع اسرائيل ونبذ الارهاب.

الارهاب ظاهرة عالمية

المملكة العربية السعودية لعبت دورا كبيرا في مكافحة الارهاب وتم انشاء مركز دولي لمكافحة الارهاب على ضوء مقترح المملكة. ما هو مستقبل التعاون مع المملكة في مجال مكافحة الارهاب؟

- في الواقع ان ظاهرة الارهاب اصبحت مشكلة عالمية ومكافحتها تعتبر قضية استراتيجية مهمة لبولندا ونضعها في اولويات اجندتنا السياسية .واوروبا كانت ضحية للاعمال الارهابية على سبيل المثال ماحدث في لندن ومدريد من تفجيرات ارهابية.

ونحن ندعم الجهود الدولية لمكافحة الارهاب بشكل منهجي ومؤسساتي، ولهذا نرى ضرورة البحث في جذور الارهاب، حتى نتمكن من اجتثاثه .. وهذا يتطلب البحث بعمق الاسباب الاقتصادية والسياسية لهذه المشكلة الكبيرة..

ونحن نرى انه من غير المعقول و غيرا لمقبول ربط الارهاب بأي دين. وبولندا تعتبر ان الجهود التى بذلتها المملكة لمكافحة الارهاب هي جهود جبارة وعظيمة ويشهد لها الجميع وهى تعرضت للارهاب ولكنها تعاملت معه بكل حزم وتمكنت من انهاء البنية التحتية للارهابيين بكل كفاءة . واي مبادرة للمملكة ازاء مكافحة الارهاب يجب ان تحظى بالدعم وبولندا ستدعمها بشكل كامل.