هناك من الكتاب من يكتب كلاماً جميلاً مفهوماً ينبع من القلب والعقل، وهناك من يهرف بما لا يعرف.
أرسل إلي الصديق الوفي الدكتور فؤاد عزب من أمريكا مقاله بعنوان «جدة وطوكيو ونيويورك..والقبح المشترك» الذي نشر في عكاظ.
كتب الدكتور فؤاد عزب ذلك المقال بأسلوبه السلس الجميل، وبما يمكن أن يطلق عليه أسلوب «السهل الممتنع» في حديث من القلب عما حدث ويحدث في ثلاث مدن، طوكيو ونيويورك وجدة. وأضيف أنه ينطبق ما جاء في حديثه عن نجاحات طوكيو ونيويورك أيضاً ماحدث ويحدث في مدينة الإسكندرية، تحت إدارة محافظها الناجح الذي حول أهل إسكندرية اسمه من «محجوب» إلى «محبوب» تقديراً لتفوقه في إدارة مدينته وتطويرها إلى الأجمل.
مقال الصديق الدكتور فؤاد يعكس غيرته وحبه لمدينتنا جدة، وواقعها الحالي المحزن. كما يبدى أمله (وأمل جميع سكان جدة) في الرجل الإداري الفنان المرهف العاشق لكل شيء جميل، خالد الفيصل الذي قبل بتحمل هذه المسؤولية وهذا التكليف في أقدس بقعة على الأرض.
لقد كتبت سابقاً ما تعلمناه في تخطيط وإدارة المدن، وأعدت مراراً أن أكبر نجاح لمخطط المدينة أو المسؤول عن إدارتها هو أن يجعل أهل المدينة يعشقونها ويعشقون بيئتها ويخافون عليها. بمعنى أن تتحول المدينة إلى منزل آمن جميل نظيف ومريح يضم كامل مجتمع سكانها، يحافظون على جماله ونظافته وصحة بيئته.
عشق السكان لبيئة مدينتهم هو أسمى ما يطمح مخطط المدينة وجهازها الإداري في التوصل إليه. فأهم عنصر في المدينة هو «الإنسان» أولا وثانياً وأخيراً، ثم تأتي بقية العناصر من سكن وعمل وترفيه وخطوط حركة. وذلك ما نجح «جولياني» في تحقيقه في نيويورك، ومحجوب في الإسكندرية، وقديماً «يوجيني هاوسمان» في القرن التاسع عشر في باريس، وغيرهم.
بعد قراءة مقال الدكتور فؤاد عزب الجميل، تبادر إلى ذهني مقال آخر قرأته لكاتب قبل بضعة أيام. في ذلك المقال، يلوم الكاتب سكان جدة على تذمرهم من الحفريات المنتشرة في مدينتهم، مدعياً أنه يجب على المواطن أن يتحمل أذى هذه الحفريات وأخطارها إلى ماشاء الله حتى يتم لنا إنشاء شبكة صرف صحي!
ويتحدث صاحبنا عن أنانية أهل جدة في الخوف على أنفسهم وعلى سياراتهم «الفارهة» من هذه الحفريات. لا أدري من أبلغه أن سكان جدة جميعهم يمتلكون سيارات فارهة ؟
أقول لصاحبنا هذا إنه عندما قامت مدينة شتوتجارت في ألمانيا قبل أكثر من ثلاثين عاماً بوضع حركة السيارات في وسط المدينة وجميع المواقف تحت الأرض من خلال مشروع تكلف عدة بلايين الماركات، وحولت شوارع رئيسية فيها إلى طرقات للمشاة، لم يعانِ المواطن من جراء ذلك أي إزعاج يذكر في حياته اليومية.
(وكنت قد شاركت في دراسة ذلك المشروع الجبار أثناء دراستي هندسة العمارة في جامعة شتوتجارت حينذاك).
وأقول له أيضاً إنهم عندما أعادوا بناء البنية التحتية بكاملها في شمال «كانساس» بولاية ميسوري لم يتحمل أهل المدينة أي إزعاج أو مخاطر تذكر، أو أي تغيير في خطوط سيرهم اليومية.
قال «سانتايانا» إن الجمال في عين الناظر، وأضيف «إن كان للناظر عيون». صديقي الدكتور فؤاد ذكرني بأغنية فيروز التي تقول «كان أوسع هالصالون، كان أشرح هالبلكون.. حتى عيونك ياحبيبي.. كان عندك غير عيون».
أرسل إلي الصديق الوفي الدكتور فؤاد عزب من أمريكا مقاله بعنوان «جدة وطوكيو ونيويورك..والقبح المشترك» الذي نشر في عكاظ.
كتب الدكتور فؤاد عزب ذلك المقال بأسلوبه السلس الجميل، وبما يمكن أن يطلق عليه أسلوب «السهل الممتنع» في حديث من القلب عما حدث ويحدث في ثلاث مدن، طوكيو ونيويورك وجدة. وأضيف أنه ينطبق ما جاء في حديثه عن نجاحات طوكيو ونيويورك أيضاً ماحدث ويحدث في مدينة الإسكندرية، تحت إدارة محافظها الناجح الذي حول أهل إسكندرية اسمه من «محجوب» إلى «محبوب» تقديراً لتفوقه في إدارة مدينته وتطويرها إلى الأجمل.
مقال الصديق الدكتور فؤاد يعكس غيرته وحبه لمدينتنا جدة، وواقعها الحالي المحزن. كما يبدى أمله (وأمل جميع سكان جدة) في الرجل الإداري الفنان المرهف العاشق لكل شيء جميل، خالد الفيصل الذي قبل بتحمل هذه المسؤولية وهذا التكليف في أقدس بقعة على الأرض.
لقد كتبت سابقاً ما تعلمناه في تخطيط وإدارة المدن، وأعدت مراراً أن أكبر نجاح لمخطط المدينة أو المسؤول عن إدارتها هو أن يجعل أهل المدينة يعشقونها ويعشقون بيئتها ويخافون عليها. بمعنى أن تتحول المدينة إلى منزل آمن جميل نظيف ومريح يضم كامل مجتمع سكانها، يحافظون على جماله ونظافته وصحة بيئته.
عشق السكان لبيئة مدينتهم هو أسمى ما يطمح مخطط المدينة وجهازها الإداري في التوصل إليه. فأهم عنصر في المدينة هو «الإنسان» أولا وثانياً وأخيراً، ثم تأتي بقية العناصر من سكن وعمل وترفيه وخطوط حركة. وذلك ما نجح «جولياني» في تحقيقه في نيويورك، ومحجوب في الإسكندرية، وقديماً «يوجيني هاوسمان» في القرن التاسع عشر في باريس، وغيرهم.
بعد قراءة مقال الدكتور فؤاد عزب الجميل، تبادر إلى ذهني مقال آخر قرأته لكاتب قبل بضعة أيام. في ذلك المقال، يلوم الكاتب سكان جدة على تذمرهم من الحفريات المنتشرة في مدينتهم، مدعياً أنه يجب على المواطن أن يتحمل أذى هذه الحفريات وأخطارها إلى ماشاء الله حتى يتم لنا إنشاء شبكة صرف صحي!
ويتحدث صاحبنا عن أنانية أهل جدة في الخوف على أنفسهم وعلى سياراتهم «الفارهة» من هذه الحفريات. لا أدري من أبلغه أن سكان جدة جميعهم يمتلكون سيارات فارهة ؟
أقول لصاحبنا هذا إنه عندما قامت مدينة شتوتجارت في ألمانيا قبل أكثر من ثلاثين عاماً بوضع حركة السيارات في وسط المدينة وجميع المواقف تحت الأرض من خلال مشروع تكلف عدة بلايين الماركات، وحولت شوارع رئيسية فيها إلى طرقات للمشاة، لم يعانِ المواطن من جراء ذلك أي إزعاج يذكر في حياته اليومية.
(وكنت قد شاركت في دراسة ذلك المشروع الجبار أثناء دراستي هندسة العمارة في جامعة شتوتجارت حينذاك).
وأقول له أيضاً إنهم عندما أعادوا بناء البنية التحتية بكاملها في شمال «كانساس» بولاية ميسوري لم يتحمل أهل المدينة أي إزعاج أو مخاطر تذكر، أو أي تغيير في خطوط سيرهم اليومية.
قال «سانتايانا» إن الجمال في عين الناظر، وأضيف «إن كان للناظر عيون». صديقي الدكتور فؤاد ذكرني بأغنية فيروز التي تقول «كان أوسع هالصالون، كان أشرح هالبلكون.. حتى عيونك ياحبيبي.. كان عندك غير عيون».