لم تكن الرحلة في عمق الصحراء باتجاه الشمال الغربي من طريق الجموم مفروشة بالاسفلت.. كانت الكثبان الرملية ومشاهد التضاريس سلوتي طيلة 200 كلم.. رحلة تشعر فيها بحرارة انفاس السيارة وبكاء الريح يتسلل اليك من فتحات الزجاج «المرهق».. لم أكن ابحث عن طريدة برية أو طائر خلوي لوجبة العشاء وإنما كانت البوصلة تتجه نحو خيام غارقة في لجة الصحراء وبداخلها تتكدس اجساد مرهقة تشربت من قسوة الصحراء وتعايشت مع معزوفة الرمل وكل رأسمالهم (30) رأساً من الأغنام وأقصى طموحاتهم جمع حطب السمر والحديد الخردة لبيعه في اسواق جدة وبحرة والجموم. بعد ساعات من الارهاق توقفت بعيداً عن الخيام فانطلق صوت ترحيب من عبيد مسيعيد رجل في العقد الثامن من عمره يبدو نحيلاً وبشوشاً.
يقول مسيعيد ان الحال مستور رغم قسوة الصحراء ووحشتها.
تسأل عن سر تواجده مع افراد اسرته البالغ عددهم (10) اشخاص فأطلق آهة وقال: في هذا المكان عاش آبائي واجدادي ومنذ ولادتي اعيش بين الجبال مهنتي رعي الأغنام في الاودية المحيطة ولدي ابن يعمل في شركة براتب متواضع والبقية يمتهنون بيع الحطب والحديد الخردة لجلب مستلزمات الأسرة من الشاي والأرز والسكر والزيت.
ويضيف: برنامجي الصباحي يبدأ بعد تناول القهوة والخروج وراء الأغنام. امسياتنا نقضيها بالسمر على ضوء القمر الشاحب وفي ليالي الظلام ننام مبكراً. علاقتي مع جماعتي في المناسبات التي في الجوار وهناك أتقصى الاخبار وما يدور في الحياة فيما التقي بمن حولي من سكان الخيام من اهل المواشي في احيان كثيرة.
وفيما يتعلق بمعاناته قال: الماء هو هاجسنا الأكبر في هذا المكان كما ان خيامنا عبثت بها الريح وانتهت صلاحيتها فتصور ان وايت الماء نستخدمه لأكثر من (20) يوماً.
قبل ان اغادر جاءني صقر احد ابناء مسيعيد وقمت معه برحلة الى عدد من الخيام.
المطبخ عبارة عن اعمدة من الخشب وضعت فيه اخشاب من «الابلكاش» والكراتين فلا ثلاجة ولا «بوتجاز» أو أي شيء من المستلزمات العصرية حيث يعتمدون في اعداد الطعام والقهوة والشاي على الحطب وثمة خيمة اخرى بها شنط لوضع الملابس بها وفي البعيد خيمة اخرى للضيوف وهي خالية من المفروشات والموكيت.
بعد هذه الرحلة عدت مرة أخرى لصاحب الخيام مسيعيد فقال انه يحصل على مبلغ (1500) ريال من الضمان ويحاول تدبير معيشته قدر المستطاع في صحراء شهدت ميلاده وقضى فيها جل عمره وهي بمثابة عشقه ويجد في شعابها راحته بعيداً عن هدير المركبات وضجيج البشر واضواء النيون.
وتابع انه في الليالي المظلمة لا يغمض له جفن لحراسة عائلته من ضواري الصحراء.
يقول مسيعيد ان الحال مستور رغم قسوة الصحراء ووحشتها.
تسأل عن سر تواجده مع افراد اسرته البالغ عددهم (10) اشخاص فأطلق آهة وقال: في هذا المكان عاش آبائي واجدادي ومنذ ولادتي اعيش بين الجبال مهنتي رعي الأغنام في الاودية المحيطة ولدي ابن يعمل في شركة براتب متواضع والبقية يمتهنون بيع الحطب والحديد الخردة لجلب مستلزمات الأسرة من الشاي والأرز والسكر والزيت.
ويضيف: برنامجي الصباحي يبدأ بعد تناول القهوة والخروج وراء الأغنام. امسياتنا نقضيها بالسمر على ضوء القمر الشاحب وفي ليالي الظلام ننام مبكراً. علاقتي مع جماعتي في المناسبات التي في الجوار وهناك أتقصى الاخبار وما يدور في الحياة فيما التقي بمن حولي من سكان الخيام من اهل المواشي في احيان كثيرة.
وفيما يتعلق بمعاناته قال: الماء هو هاجسنا الأكبر في هذا المكان كما ان خيامنا عبثت بها الريح وانتهت صلاحيتها فتصور ان وايت الماء نستخدمه لأكثر من (20) يوماً.
قبل ان اغادر جاءني صقر احد ابناء مسيعيد وقمت معه برحلة الى عدد من الخيام.
المطبخ عبارة عن اعمدة من الخشب وضعت فيه اخشاب من «الابلكاش» والكراتين فلا ثلاجة ولا «بوتجاز» أو أي شيء من المستلزمات العصرية حيث يعتمدون في اعداد الطعام والقهوة والشاي على الحطب وثمة خيمة اخرى بها شنط لوضع الملابس بها وفي البعيد خيمة اخرى للضيوف وهي خالية من المفروشات والموكيت.
بعد هذه الرحلة عدت مرة أخرى لصاحب الخيام مسيعيد فقال انه يحصل على مبلغ (1500) ريال من الضمان ويحاول تدبير معيشته قدر المستطاع في صحراء شهدت ميلاده وقضى فيها جل عمره وهي بمثابة عشقه ويجد في شعابها راحته بعيداً عن هدير المركبات وضجيج البشر واضواء النيون.
وتابع انه في الليالي المظلمة لا يغمض له جفن لحراسة عائلته من ضواري الصحراء.