.. لا أشك أن كل من قرأ الخبر الذي نشرته «عكاظ» على صدر صفحتها الأولى يوم الأربعاء 13/5/1428هـ عن العوانس وعددهن قد أصابه الهلع الذي يصل لحد الفجيعة، إذ لم يكن يخطر ببال أحد أن يبلغ عدد العوانس هذا الرقم الذي جاء في الخبر الذي يقول: كشفت دراسة علمية حديثة عن تزايد معدلات العنوسة بين الفتيات في جميع مناطق المملكة، وأكدت الدراسة أنه يوجد مليون وثلاثمائة وثمانية عشر ألفاً وخمسمائة وعشر عانس في تسع مناطق فقط من مناطق المملكة. وتعزو الدراسة سبب ارتفاع نسبة العوانس إلى ارتفاع تكاليف الزواج، وزيادة معدل البطالة والمغالاة في المهور، وتمسك بعض الأسر بالمظاهرالشكلية بالإضافة إلى سلوك بعض الآباء الذي يصل إلى حد الجشع في التعامل مع رواتب بناتهن. والسؤال الذي يفرض نفسه: أنه إذا كان عدد العوانس في تسع مناطق فقط قد بلغ أكثر من مليون وثلاثمائة ألف.. فكم هو عدد العوانس في جميع مناطق ومدن وقرى المملكة.. وكم سيصبح عدد العوانس بعد خمس أو عشر سنوات خاصة إذا وضعنا في الاعتبار حسب الإحصائيات المتاحة أن نصف سكان المملكة هم من فئة الشباب كما يقول الأخ خالد علي يماني في رسالة يعلق بها على موضوع العوانس ويسأل عن موقف مراكز الدراسات والجامعات في بحث هذه المشاكل ووضع الحلول المناسبة لها. لكن ما هو أدهى وأمر ولعله الأسوأ ما ذكره تقرير لوزارة الاقتصاد: أن 23 حالة طلاق يومياً في المملكة، يؤكد ذلك ما نشرته الصحف مؤخراً عن تصاعد حالات الطلاق بالقياس لحالات الزواج، إذ تقول «المدينة» بعدد يوم الثلاثاء 1/3/1428هـ: كشفت دراسة حديثة أن 25% من الأطفال المترددين على أقسام الطوارئ في المستشفيات ضحايا العنف الأسري من تحرش وضرب وحرق، وإهمال، في الوقت الذي تشير فيه الإحصائيات إلى وجود 18 ألف حالة طلاق من بين 60 ألف عقد نكاح خلال العام الماضي». والذي لا ريب فيه أنه عدد كبير إذ توشك أن تبلغ نسبة الطلاق للزواج ما يعادل 30% ومرد ذلك في تقديري أن الشاب يدخل مرحلة الزواج كتجربة وبدون أن يتكلف شيئاً إذ يتحمل والده المهر والشبكة وتأثيث الشقة، وتكاليف العرس وكل هذه المسائل تتطلب مصاريف هي في الأصل سبب ارتفاع عدد العوانس.. وتحمل الأهل لها هو الذي يجعل الشاب لا يأبه بأهمية استمرار الحياة الزوجية فيقدم على طلاق امرأته لأتفه الأسباب، إذ تذكر «الحياة» بعدد يوم الخميس 16/4/1428هـ: أن حالات الطلاق في مكة تبلغ 12% وفي المدينة المنورة تصل إلى 12%، وفي عدد يوم السبت 5/3/1428هـ نشرت عكاظ أن 1351 قضية اثبات طلاق وفسخ نكاح تمت خلال العام الماضي 1427هـ. كما تذكر عكاظ بعدد يوم الخميس 26/4/1428هـ أن 22% من السعوديين يطلقون زوجاتهم بسبب الشك والغيرة وهو ما أكده 91.5% من المشاركين في تصويت أجرته عكاظ حول أسباب الطلاق وقال 86.4% من المشاركين أن تردي الوضع الاقتصادي للأسرة وضيق ذات اليد للزوج العاطل أو محدود الدخل يسهم في تفاقم المشكلات بين الزوجين مما يؤدي في نهاية المطاف إلى الطلاق الذي أوردت عكاظ في نفس العدد بنفس الصفحة أن صكوك الطلاق في أحد عشر عاماً قد بلغت مائتين وأحد عشر ألفاً صادرة عن المحاكم الشرعية، وفي هذا ما يدل على أن الأمر تعدى حدوده ولابد للجامعات ومراكز البحث من دراسة مشكلة ارتفاع عدد العوانس، وأيضاً دراسة مشكلة تصاعد حالات الطلاق الذي هو أبغض الحلال إلى الله. وهنا لابد أن أنبه أهل العقد والحل، ورجال الرأي في المجتمع من ضرورة تدخلهم في حل مشاكل الشباب بالطرق التي تساعدهم على تجاوز عوائق الزواج، وفي الوقت نفسه تخفض نسبة الطلاق فهل إلى ذلك من سبيل؟!