-A +A
جعفر عباس
يمكنك ان تعتبرني حاقدا او شامتا، لأنني أعلن عن سعادتي بأن عشرات الآلاف من العرب الذين توجهوا الى بريطانيا خلال الأسابيع القليلة الماضية، مصابون بالإحباط، ليس بسبب اكتشاف سيارتين مفخختين في لندن، وانفجار آخر في مطار غلاسغو في استكلندا (مما يجعل العرب عموما موضع شبهات)، ولكن ولأنه واعتبارا من يوم الأحد الماضي الموافق الأول من يوليو، تم منع التدخين في الأماكن العامة في بريطانيا.. التدخين في المطاعم والمقاهي ممنوع.. في سيارات الأجرة «سيم سيم»، ممنوع.. ويسري المنع على كل مكان مسقوف بل وحتى على الحدائق العامة.. ستتساءل: ولماذا تشمت في السياح العرب وحدهم، في حين ان قرار حظر التدخين يشمل جميع الأجناس البشرية التي تقيم وتهيم على التراب البريطاني؟ أنا شامت في السياح العرب بالذات لأن الآلاف منهم يذهبون الى لندن عدة مرات دون ان يزوروا المتحف البريطاني او العلمي او الحربي أو مدام توسو (متحف الشمع والقبة السماوية).. يقضي الواحد منهم شهرا في العاصمة البريطانية، في حين أنه في واقع الأمر يقيم بعقله في مدينة عربية.. الصباح يبدأ في منتصف النهار.. استيقاظ واستحمام ثم الذهاب الى مطعم لتناول الفول وسلطة الحمص والفلافل، ثم التسكع في منطقة كوينزواي/ بيزووتر.. حتى تميل الشمس ناحية الغرب، فيتجه الى مقهى في شارع ادجوير ويجلس على الرصيف واضعا «الدريب» في فمه.. الدريب يستخدم عادة في المستشفيات لتغذية المريض عبر الوريد، ولكن عرب صيف لندن يضعونه على أفواههم.. خلاص .. بح.. فاعتبارا من أول يوليو، تم منع المقاهي في ذلك الشارع من تقديم الشيشة للزبائن نهائيا.. وهذه لطمة لم يحسب الكثيرون لها حسابا، وإلا لما تكبدوا عناء الاقتراض من البنوك وبيع سياراتهم للسفر الى لندن.. طبعا شيشة لندن «غير».. هناك فرق بين ان تمارس التشييش في ابو ظبي او الرياض او القاهرة او المنامة.. شيشة لندن تحتوي على فيتامين ب والكالسيوم والزنك واليورانيوم المخصب، و«حلاوتها» أن تشفطها وأنت ترتدي تي شيرت عليه عبارات بذيئة ما كان أهلك المتخلفون سيسمحون لك بارتدائه في بلدك... وهكذا تحول صيف هذا العام الى كابوس للعديد من السياح العرب في بريطانيا، ويقال ان بعضهم قرر تنظيم مظاهرات تندد بقرار حظر التشييش على أنه مؤامرة على حريات العرب بالتحديد.
تيك إت إيزي يا أبو عرب .. بالعربي «هوِّن عليك» فقد أعلن أصحاب المقاهي في شارع ادجوير أنهم بصدد حل المشكلة بطرح مناقصة لتمديد خطوط أنابيب تحت الأرض تغطي كافة مناطق «حي العرب».