-A +A
جبير بن محمد بن جبير
ليت الخطاب الديني يركز من الآن فصاعدا على أحوال الآمة السعودية لا على أحوال الشرق والغرب والشمال والجنوب.. ليته يركز على العمل وأهمية العمل بمثل تركيزه على العبادات وفضل العبادات.. ليته يهتم بحقوق العباد في وطنه ويقوي من انتماء مواطنيه ويغرس حب الوطن في النفوس ويجعلها قيمة من قيم الفرد لا مظهرا من مظاهر المجتمع.. ليته يهتم بهمومنا ومشاكلنا وقضايانا وحياتنا اليومية، ويترك قضايا الآخرين التي لا نملك إزاءها ضراً ولا نفعا لأهلها وناسها.. ليت كل داعية يقف على المنبر يدعو للإسلام وأهله بالعز والتمكين والتلاحم والتراحم لكل اطيافهم ومذاهبهم، ولا يضيع وقته ووقت الناس بالدعاء على غير المسلمين المسالمين.
لو جيشت جهود الدعاة والشباب لنشر مثل هذه المعاني وغيرها وتطبيقها لقدمنا الإسلام كما ينبغي أن يقدم للأخرين بأحلى حلة.. دون أن نهتم بما سيكون عليه شكل الإسلام في أعين الناس، نعم نحن نهتم بهم ونريدهم أن يعرفوا أننا نؤمن بدين كامل وإسلام جميل منذ 1428عاما ولكن بالأعمال لا بالأقوال، فالإسلام دين الواقع القابل للتعايش وليس دين دعاية.

هناك الكثير من الدعاة والأفراد يبذلون جهودا كبيرة ويسعون مشكورين لتحسين صورة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وينشطون في ذلك بعدما اهتزت صورة المسلمين عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر وما تلاها من أحداث حتى يومنا الحاضر.. وبالرغم من أهمية هذه الجهود إلا أن الواجب يقتضي أن توجه تلك الجهود إلى الداخل، فأسرع الطرق لتحسين صورة المسلمين أن يمارسوا هم تعاليم الإسلام في ديارهم وفي التعامل في ما بينهم.
لقد أحبنا الآخرون واحترمونا عندما وجدونا يوما من الأيام الخوالي مهتمين بأنفسنا لا شأن لنا بهم.. بل زاد من حبهم لنا أن اعتنقوا ديننا وطبقوا عاداتنا وتقاليدنا واقام الكثير منهم بيننا فارا بدينه ونفسه، وتأثر آخرون بنا أشد التأثر عندما عادوا متألمين إلى ديارهم، ما أود التذكير به أنه لا شأن لنا بالآخرين ولا شأن للآخرين بنا.