-A +A
تشارلي ريز
من الخرافات التي اخترعها اللوبي الإسرائيلي أن اليهود حول العالم مجمعون على دعمهم لإسرائيل، بغض النظر عما تفعل، وهذا غير صحيح، ولم يكن صحيحاً في أي وقت من الأوقات.
الصهيونية السياسية الحديثة، التي تفرض أيديولوجيتها قيام دولة يهودية، ذات أغلبية سكانية يهودية، كانت من اختراع صحافي نمساوي، ولم يكن الله -كما يزعمون- هو الذي أنشأ دولة إسرائيل، بل الاستعمار البريطاني، بمساعدة الولايات المتحدة، والاتحاد السوفيتي، والصهاينة.

إن ثلث اليهود في العالم اختاروا العيش في اسرائيل رغم مرور ما يقارب القرن من الزمن على الجهود المبذولة لإقناع اليهود بالهجرة إليها، وقد برزت أصوات العديد من اليهود الناقدين لهذه التوجهات الصهيونية في البدء ولا تزال هناك أصوات عدة اليوم رغم اعتماد الصهاينة الجدد أساليب فاشية لإسكاتها. اليهودي الليبرالي «جويل بينين» الذي كان آخر النقاد الذين استهدفتهم حملات الصهاينة لإسكاتهم، ولمنعهم عن انتقاد إسرائيل، أصدر مؤخراً بياناً قال فيه: «إن منظمات تزعم بأنها تمثل يهوداً أمريكيين، تقوم بحملات منظمة من التشهير، وبث الحقد والكراهية، بغية إسكات أية انتقادات للسياسات الإسرائيلية، وهي بذلك تقتلع الأساس الأخلاقي للحضارة اليهودية، وتتصرف كما لو أن الهدف الأسمى لليهود هو الدفاع عن إسرائيل، سواء كانت على حق أم على باطل». وتساءل «بينين» قائلاً: «لماذا التشهير بالذين يعارضون وجهات النظر تلك، ولماذا العمل على إسكاتهم؟ إنني أعتقد أن هذا يحصل لأن اللوبي الصهيوني، يعرف أنه لا يستطيع الفوز استناداً إلى الحقائق والوقائع على الأرض. وأي حوار أو نقاش جدي لا يقود إلا إلى نتيجة واحدة، هي: أن مزاعم إسرائيل بأحقيتها منفردة بفرض إرادتها على الفلسطينيين الضعفاء، وبمصادرة أراضيها، بصورة منظمة ومتواصلة، وبحرمانهم من حقوقهم ومواردهم، لا يمكن أن توصلنا إلى سلام دائم، لذلك، نحن بحاجة إلى نقاش مفتوح، وإلى الحرية اللازمة لمناقشة القضايا الأساسية والهامة، لاكتشاف مجموعة متكاملة من الخيارات السياسية. وعند ذاك فقط، نستطيع اعتماد سياسة خارجية تخدم المصالح الأمريكية». أما «أفيغيل أبربانيل» وهو يهودي وُلد في إسرائيل، وعاش فيها 27 سنة، قبل أن يهاجر، فقد كانت له كلمات أشد قساوة، حيث قال: «يعيش المواطنون الفلسطينيون- الإسرائيليون في دولة بوليسية متوحشة وعشوائية. أما الفلسطينيون في الأراضي المحتلة فيعيشون في ظل نظام يُشبه نظام حكم «بينوشيه» فهم يختفون من الوجود منتصف الليالي. كما يتعرّضون للاعتقال والضرب، في أي وقت، ويُقتادون إلى أماكن مجهولة، دون تقديم أية معلومات لهم أو لأفراد عائلاتهم، حيث يتعرّضون للتعذيب الجسدي والنفسي، ويُحتجزون لفترات غير معروفة، بدون توجيه أية اتهامات لهم، وبغض النظر عما إذا كانوا ارتكبوا ذنباً أو لم يفعلوا أي شيء. إن إسرائيل ليست دولة جيدة، إنها دولة بوليسية شرسة، تأسست على جنون عظمة مَرَضي، تم الحفاظ عليه من أجل الاستهلاك من قبل أولئك الذين مازالوا يؤمنون بأسطورة الديمقراطية اليهودية».
أما أنا فأقول، إن أمريكا بحاجة ماسة لإجراء حوار مفتوح وصريح، قائم على الحقائق، لأن السياسيين عندنا جبناء، ويرتجفون كالأطفال عندما يتعلق الأمر بإسرائيل.
* كاتب أمريكي
ترجمة: جوزيف حرب