بينما تغرق واشنطن في مناقشات سياسية حامية ومحتدمة حول مستقبل العراق فإن القيادة العسكرية الامريكية في بلاد الرافدين قامت بإعداد خطة مفصلة للدور الامريكي المتزايد للعامين المقبلين. ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية ان الخطة السرية التي وضعها كل من قائد القوات الامريكية في العراق الجنرال دفيد بتراوس والسفير الامريكي في بغداد ريان كروكير التي تمثل استراتيجية منسقة للرجلين تدعو لاعادة الأمن والاستقرار الى العاصمة العراقية والمناطق الاخرى بحلول صيف عام 2009م. واوضحت الصحيفة ان الوثيقة السرية المفصلة المعروفة بـ”خطة الحملة المشتركة” تعتبر صياغة الاستراتيجية الجديدية التي اشار اليها الرئيس جورج بوش في يناير الماضي عندما قرر ارسال خمس كتائب اضافية ووحدات عسكرية اخرى الى العراق. وقد شكلت عملية الارسال تحولا من الاستراتيجية السابقة التي شددت على نقل مسؤولية أمن واستقرار بلاد الرافدين الى العراقيين انفسهم. وافادت الصحيفة ان الخطة السرية الجديدة التي تشمل فترة عامين لم تتحدث بصورة صريحة عن مستويات الجنود الامريكيين أو عن جداول الانسحاب مؤكدا ان أهداف الخطة مبهمة نظرا لضخامة تحديات التعامل مع المتمردين والميلشيات المختلفة والزعماء العراقيين الذين لم يحققوا تقدما كبيرا في عملية المصالحة السياسية وايران وسوريا اللتين لم تترددا في التدخل في الشؤون الداخلية العراقية. واشارت الصحيفة الى ان للخطة هدفين: يتمثل الهدف القريب الأجل في تحقيق الأمن في بغداد ومناطق اخرى في وقت أقصاه يونيو عام 2008م، وتشجيع المصالحة السياسية على المستوى المحلي، بما فيهم المتمردون ودفع الزعماء العراقيين الى احراز التقدم في برنامج المصالحة الوطنية. ويكمن الهدف المتوسط في ربط هذه الترتيبات المحلية بعضها ببعض بغية ايجاد احساس واسع النطاق بالأمن على قاعدة تشمل جميع انحاء البلاد في وقت أقصاه يونيو عام 2009م. وقد سلم بتراوس وكروكير نسخة من الخطة الى كل من وزير الدفاع الامريكي روبيرت جيتس ورئيس القيادة المركزية الامريكية الأدميرال وليام فالون. وعلى الصعيد نفسه ذكرت صحيفة لوموند الفرنسية ان الحكومة الدانماركية قامت باجلاء موظفيها العراقيين سرا الى الدانمارك. واوضحت الصحيفة ان هؤلاء المدنيين العراقيين الذين يقدر عددهم بنحو 200 شخص، كانوا يعملون مع القوات الدانماركية التي سيغادر آخر جندي بلاد الرافدين في اغسطس المقبل. ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم وزارة الدفاع الدانماركية قوله ان كوبنهاجن منحت التأشيرات لجميع هؤلاء العراقيين حفاظا على سلامتهم وأمنهم.