-A +A
محمد الهتار، محمد علي الجفري، محمد حضاض (جدة)
غيب الموت امس وزير الصحة الاسبق معالي الدكتور حسن يوسف نصيف والد امين جدة الاسبق د. نزية نصيف. واكد د. نزيه نصيف ابن الراحل ان فقد والده ارادة الله عز وجل الذي لا مرد لقضائه سبحانه وتعالى، وان الجميع يعتصرون حزناً لهذا الوداع، مشيراً الى ان والده كان معلماً بارعاً في رعاية النشء وابا حنوناً وشخصية محبوبة من الجميع. وقال: لم ينقطع عنه “رحمه الله” اصدقاؤه طيلة وعكته الصحية الذين احبوه واحبهم على اختلاف تخصصاتهم سواء ادباء او شعراء او اطباء، عطفاً على جمعه للعديد من تلك التخصصات. واضاف انه ينتهز الفرصة لكي يعبر عن عميق امتنانه وتقديره وشكره لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين على رعايتهما- حفظهما الله- لوالده وسؤالهما عنه خلال وعكته الاخيرة. واوضح يوسف “الابن الثاني للفقيد” ان الفراغ الذي سيتركه والده في القلوب لا يوصف ولا يمكن شغله ، لكننا مؤمنون بالقضاء والقدر وندعو له بأن يدخله الله عز وجل فسيح جناته ويلهمنا الصبر. واضاف ياسر الابن الثالث: انه لولا ان والده كان حريصاً طيلة حياته على عدم ذكر الاعمال الطيبة التي ظل مواظباً عليها لذكرتها.. لكنني ادعو الله ان يجعلها في ميزان حسناته.
وقال ناصرالدين نصيف: اننا فقدنا الاب وادعو الله ان تخفف عنا محبته في نفوس الآخرين.

حزن وخسارة
وعبر اعيان واهالي جدة عن بالغ حزنهم وعميق اسفهم لرحيل د. نصيف، واكدوا ان الفقيد- رحمه الله- ظل طيلة حياته في خدمة الوطن والمواطنين.
وقال د. عبدالله عمر نصيف ان فقد الاسرة لعميدها خسارة كبيرة، حيث كان كتاباً مفتوحاً للجميع ينهلون منه العديد من الصفات والايجابيات التي لا تنتهي وكان داره ملتقى للاهل والاحباب في كل المناسبات، وكانت ضحكته المدوية يتردد صداها في كل مكان الامر الذي يضفي حميمية على أي لقاء يتواجد فيه الفقيد الراحل.
داعم الشباب
واضاف د. محمد عمر نصيف ان الفقيد- رحمه الله- كان من احد رواد توجيه الشباب ودعمهم لتحقيق اهدافهم وطموحاتهم فيما يفيدهم على الصعيد الشخصي ويعود بالنفع على الوطن والمجتمع، واعتاد على توجيه النصائح بطريقة عفوية تميز بها اما على الصعيد الاسري فان آل نصيف فقدوا أبا لطالما اجتمع الاهل حوله للاستماع اليه والانصات لقصائده حيث كان اديباً وكاتباً صحفياً معروفاً الا ان المرض اقعده في سنوات حياته الاخيرة.
فقدنا حكيماً
واشار الكاتب عبدالله الحصين الى ان الجميع يعرف ويقدر شخصية الفقيد د. نصيف وما قدمه من خدمات للوطن والمواطنين والكل يشهد له خاصة في الفترة التي تولى فيها مهام وزارة الصحة خلال عهد الملك الراحل فيصل- رحمه الله حيث ساهم في وضع الدعائم الاولى للصحة في البلاد.
وقال: وكان نصيف رغم كبر سنه متزناً وحكيماً ويتسم بصواب الرأي وساهم في تربية نشء صالح نجحوا في تبوؤ مناصب مرموقة وندعو الله ان يتغمده بواسع رحمته.
لمحة عن الفقيد
يحق للدكتور حسن نصيف أن يتهم مؤلف «مدرسة المشاغبين» المصرية بأنه قد اقتبس الفكرة ثم هبط بها من كتاب مذكرات طالب للدكتور حسن نصيف.. فالحق أن قارئ هذا الكتاب لا يستطيع أن يتمالك نفسه من الضحك والقهقهة مع كل فصل تقريبا من فصول الكتاب السبعين الذي حقق رقما قياسيا في اعادة طبعة ثانية وثالثة وربما رابعة وخامسة.
ولد حسن نصيف بجدة عام 1340 ودرس في مدرسة الفلاح.. وقد بدأ اتصاله بالصحافة حين كان احد اقاربه يريد ان ينشر اعلانا غير مدفوع القيمة فاعطاه لأبن اخته حسن فقام بنشر الاعلان على انه مساهمة تحريرية منه. وقال الدكتور حسن نصيف وما ان نشرت هذه الكلمة حتى بدأت أتيه امام زملائي. ولكن خاله انقطع عن موافاته باعلاناته، فقام الفتى حسن وعمره آنذاك اثنا عشر عاماً، بنقل مقال من احد الكتب ونشرته الصحيفة ولكنها تنبهت فيما بعد فلم تنشر له شيئا.. رغم انه كان يذيل المقالات باسم مستعار لكن سرعان ما جاء النضوج.
كان والده يكلفه بتبييض مذكراته وقضاياه وعرائضه. وبهذه الطريقة تعلم حسن نصيف فن الكتابة ولكنه علم أيضا بالشدائد التي يعيشها والده اقتصاديا.. فتعلم منها الكفاح والصبر.
تخرج حسن من مدرسة الفلاح عام 1355هـ.. والتحق بمدرسة تحضير البعثات بمكة.. وعاش في القسم الداخلي مع زميله محمد بادكوك . و بعد تخرجه من مدرسة تحضير البعثات عمل مدرساً بضعة أشهر بمدرسة الفلاح بجدة.
ثم كان من ضمن الطلاب المبتعثين للدراسة في مصر. فأقيمت لهم حفلة وداع مشهود.. وقد اختار السيد طاهر الدباغ مدير عام المعارف السيد علوي جفري أميراً على زملائه خلال الرحلة. ووصلوا إلى السويس.. واستقبلهم الاستاذ ولي الدين اسعد مراقب البعثة السعودية بمصر وعلق صاحب المذكرات بقوله انه استقبال مثل خطبة الحجاج بن يوسف الاولى عند وصوله الى العراق.
تخرج من جامعة القاهرة طبيباً واختاره الأمير عبدالله الفيصل وزير الصحة الاسبق ليكون مدير الصحة بمكة المكرمة وبعد ذلك تولى وزارة الصحة الدكتور رشاد فرعون ثم استقال فعين د. حسن نصيف وزيرا للصحة لمدة 15 شهراً وكانت ميزانية الوزارة 40 مليون ريال وقد استطاع اقناع الشيخ محمد بن ابراهيم مفتي المملكة بافتتاح مدرسة للتمريض واحدة في جدة والثانية في الرياض. وهو رائد من رواد الشعر الفكاهي في المملكة وله مساجلات طريفة مع أسعد جمجوم ومحمد بادكوك.
وللفقيد عدة مؤلفات منها طبيب العائلة الصادر عن نادي جدة الأدبي عام 1400هـ، تسالي (ديوان شعر شعبي) عام 1402هـ، البسمات (شعر) عام 1404هـ.
مقر العزاء
يذكر ان اليوم السبت هو الثاني للعزاء الذي يقام للرجال في دار ابنه نزيه بحي الشاطئ، شارع حاجب بن زرارة المتفرع من طريق الملك جنوب شارع صاري، وللنساء في دار الفقيد بحي الحمراء المتفرع من شارع فلسطين طريق الاندلس شارع يوسف نصيف.
و «عكاظ» التي ألمها النبأ تتقدم لأسرة آل نصيف بأحر التعازي سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته. وانا لله وانا إليه راجعون.