-A +A
ربيع شاهين (القاهرة)
كشفت مصادر دبلوماسية عربية عن مشاورات تجري لصياغة وبلورة موقف عربي موحد خلال اجتماعات شرم الشيخ لوزيري الخارجية والدفاع الأمريكيين مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن غدا الثلاثاء. كما كشفت عن أن مهمة وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس في المملكة اليوم تستهدف بدرجة أساسية تقديم توضيحات للمملكة حول الموقف الأمريكي من التطورات التي شهدتها الأراضي الفلسطينية مؤخرا بعد سيطرة حركة حماس على قطاع غزة 14 يونيو الماضي. وأشارت هذه المصادر بهذا الخصوص الى عدم ارتياح عربي لما يعتبر تجاوزا لاتفاق مكة المكرمة الذي تضمن آليات للحل تعتمد الحوار أساسا لتسوية جميع الخلافات والمشاكل الفلسطينية. وتشير المصادر الدبلوماسية الى أن الموقف الأمريكي يصر على اقصاء حركة حماس واستمرار احكام الخناق عليها وابعادها عن السلطة تماما أو أي تواجد بها ، فيما وصفت هذه المصادر ذلك الموقف بـ «الخنق اللين» للحركة. لكن المصادر كشفت عن خلافات وتباين بين وجهتي النظر الأمريكية والعربية من الأوضاع والتطورات على الساحة الفلسطينية ،حيث تتمسك الدول العربية بضرورة الابقاء على الحوار بين الفلسطينيين وخاصة بين فتح وحماس كأساس للحركة المستقبلية لتسوية القضية الفلسطينية. وقالت إن الموقف العربي يستند الى أرضية عربية جسدها قرار مجلس الجامعة في اجتماعه الطارئ الشهر الماضي الذي شدد على أهمية وضرورة هذا الحوار بمشاركة جميع الحركات لاعادة بناء موقف فلسطيني يهيئ لانطلاق العملية السياسية واعادة ضخ الدماء بها.
من جانب آخر وعلى صعيد لقاء وزيري الخارجية والدفاع الأمريكيين مع وزراء خارجية 8 دول عربية ـ هي الخليجية ومصر والأردن ـ في منتجع شرم الشيخ علم أن الوزيرين الأمريكيين يعطيان أولوية كبيرة لمناقشة التطورات المأساوية بالعراق وما يمكن أن تقدمه هذه الدول ـ العربية ذات الأغلبية السنية ـ من دعم لاحداث نوع من الاستقرار واقناع السنة العراقيين الانخراط بالعملية السياسية ، والعمل على وقف نزيف الدماء.

ونوهت بهذا الخصوص الى ما تتلقاه القوات الأمريكية بالعراق من ضربات وخسائر ضخمة تصاعدت في الآونة الأخيرة ، علاوة على التحركات الداخلية الضاغطة على الساحة الأمريكية لاحداث تعديلات بالموقف يفضي الى سحب القوات بصورة فورية. وقالت إن الادارة الأمريكية تسعى للحصول على أي مكسب أو دعم لهذه التحركات والدعم من دول الجوار العربي للاستراتيجية التي تصر على انتهاجها بالعراق ، في مواجهة هذه الضغوط ، فيما اعتبرت في الحديث عن مبادرات وأفكار لتحريك العملية السياسية لا يعدو أن يشكل غطاء للهدف الرئيسي.