استطاعت الفنانة التشكيلية السعودية هدى العمر ان تحفر لها بصمة فنية في فضاء التشكيل العربي وتثبت جدارة الرؤى الفنية للمبدعات السعوديات سواء داخل المملكة او خارجها.
تعزف هدى في ابداعها على انغام الطبيعة بريشتها لتقدم للجمهور المتلقي مقطوعات لونية تتسم بالشفافية والعمق والجرأة يعبر عنها جلاء الألوان وزهوتها الى حد قدرتها على سرقة عين المتلقي وجذبه نحو ابداعها على نحو خاص.
ولا غرابة امام خصوصية تجربتها الفنية وتفردها التي تنتمي فيها وفق تصنيف النقاد لها للمدرسة السريالية التعبيرية ان تجول لوحاتها في المعارض المختلفة وشرقا وغربا حيث شاركت في 69 معرضا داخل المملكة في مقابل 30معرضا دوليا وعالميا، وان تحصد عشرات الجوائز التي تثمن هذا الإبداع.
وكان حضور ابداعها للقاهرة مؤخراً بدعم من الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، ووزارة الثقافة المصرية، فرصة لتقدم تجربتها الفنية للجمهور المصري، حيث احتضن مركز كرمة بن هانئ للفنون المعاصرة بمتحف احمد شوقي، اول معرض شخصي لها بالقاهرة والذي أقيم تحت عنوان «عناق واعماق» فيما استقبل عشاق الفن التشكيلي من جمهور ونقاد معرضها بحفاوة وتقدير كبيرين خاصة خلال الندوة التي صاحبت معرضها لمناقشة اعمالها حيث ثمنوا تجربتها النسوية التشكيلية كنموذج مشرق للابداع النسوي السعودي والعربي في فضاء الفن التشكيلي.
ولعل الاستقبال الجماهيري والنقدي لإبداع هدى العمر قد حفز المسؤولين بالملحقية الثقافية بسفارة خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة على استثماره بنقل معرضها من القاهرة للإسكندرية ليشارك ضمن جناح المملكة بمعرض الإسكندرية العربي الأول للكتاب.
والسطور القادمة تحفل بالمزيد من الأضواء على تجربة الفنانة هدى العمر وهي تسبح في خيالات الألوان والظلال خلال وجودها بالإسكندرية فإلى تفاصيل الحوار:
سألتها في البداية عن اهمية نقل معرضها للإسكندرية وفي تظاهرة ثقافية تعقد دورتها الأولى ممثلة في معرض الاسكندرية العربي للكتاب.. فقالت:
- مشاركتي في معرض الكتاب بالاسكندرية العربي جاء تلبية لدعوة من الملحقية الثقافية بالقاهرة يمثل قيمة كبرى لتقدير اعمالي الفنية، ويعكس من جانب آخر اهمية تواجد اللغة البصرية ممثلة في اللوحات الفنية الى جانب لغة الكتب لكي تتكامل المنظومة الثقافية للمملكة خلال مشاركتها المتميز في هذا المعرض، وبالطبع فان سعادتي لا توصف بمشاركتي في هذه التظاهرة الثقافية العربية ليس بمجرد لوحات ولكن ما وراء هذه اللوحات من فكر ورؤى فنية لفنانة افقها الفكري والفني في آن واحد.
وكيف كان استقبال جمهور القاهرة لمعرضك الشخصي الذي اقمته مؤخرا بمتحف احمد شوقي؟
- الحمد لله حظي هذا المعرض بتقدير كبير من جانب الجمهور والنقاد على حد سواء، خاصة خلال الندوة التي صاحبت عرض أعمالي، خاصة ان الحاضرين فيها هم من كبار وصفوة الفنانين والنقاد التشكيليين امثال د. عز الدين نجيب، د. رضا عبدالسلام، د. محسن شعلان وغيرهم كما ادارها الشاعر محمد الشهاوي لكنهم بقدر ما اثنوا على تجربتي وضعوها في اطار الإبداع النسوي، في حين انني لا اعترف بأن هناك ابداعا نسويا وآخر ذكوري ولكن هناك ابداع انساني، لكنهم ايضا قد تلمسوا في لوحاتي الزيتية محاولتي تغيير المفاهيم واستخدام الرمز في الكشف عن اعماق البيئة السعودية لأعماق البحر الأحمر، وهذا لم يأت من فراغ بعد ما تحقق نتيجة الغوص في اعماق هذا البحر والتثقف حوله الى درجة انني اعرف خواص الكائنات البحرية التي تعيش فيه واعرف حتى اسماءها باللغة اللاتينية، وكيف ان لكل منها مدلولا فنيا ووجدانيا اعبر عنه بريشتي، ولعل امتع ما في هذه الندوة انني فاجأت الحضور بمجموعة من اشعاري القتها الشاعرة السعودية روايح سمير، في محاولة من المزج بين اللغة البصرية ولغة النص الابداعي المكتوب.
هل هذه هي المرة الأولى التي تلتقين فيها بجمهور الفن التشكيلي في مصر؟
- الحقيقة ليست الأولى فقد سبقت لي مشاركات في خمسة معارض جماعية بالقاهرة كان اقربها معرض «اطياف لونية للتشكيليين العرب» ولكن معرض القاهرة كان معرضا شخصيا يضم اعمالي بمفردي.
لوحاتك تعكس اهتماما صارخا ببيئة البحر فما هو السر وراء هذا الاختيار الفني؟
- انا ببحثي في اعماق البحر لم اخرج عن معطيات البيئة السعودية، لكن النظرة الاولى لأي متلق يظن معها ان المملكة بيئة صحراوية فحسب وان عالمها قاصر على عالم الصحراء فقصدت ان اكشف للمتلقي كيف تنوع البيئة بثراء متعدد المعالم الطبيعية داخل المملكة وان ابرز حقيقة كيف تتجاور الصحراء مع الماء وهذا ما عبرت عنه بريشتي والواني.
كيف ترين حركة التشكيل بالمملكة الآن؟
- الفن التشكيلي بالمملكة يعد حديثا نسبيا حيث لا يتجاوز عمره نصف قرن، لكن رغم هذه الحداثة فانه نجح في اختراق حاجز الزمن حتى وصل لمستوى رفيع من العالمية سواء في ابداعات الرجال او النساء على حد سواء، ولعل اكبر برهان على ذلك قدرة الفن التشكيلي على المنافسة بين بلدان عربية واجنبية كانت اسبق تاريخيا في هذا المجال الفني، وقدرته ايضا على كسب جوائز عالمية نتيجة انفتاح التجارب التشكيلية السعودية على المعارض الخارجية سواء في العالم العربي او الغرب مع تلمس اصالة التراث السعودي.
تعزف هدى في ابداعها على انغام الطبيعة بريشتها لتقدم للجمهور المتلقي مقطوعات لونية تتسم بالشفافية والعمق والجرأة يعبر عنها جلاء الألوان وزهوتها الى حد قدرتها على سرقة عين المتلقي وجذبه نحو ابداعها على نحو خاص.
ولا غرابة امام خصوصية تجربتها الفنية وتفردها التي تنتمي فيها وفق تصنيف النقاد لها للمدرسة السريالية التعبيرية ان تجول لوحاتها في المعارض المختلفة وشرقا وغربا حيث شاركت في 69 معرضا داخل المملكة في مقابل 30معرضا دوليا وعالميا، وان تحصد عشرات الجوائز التي تثمن هذا الإبداع.
وكان حضور ابداعها للقاهرة مؤخراً بدعم من الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، ووزارة الثقافة المصرية، فرصة لتقدم تجربتها الفنية للجمهور المصري، حيث احتضن مركز كرمة بن هانئ للفنون المعاصرة بمتحف احمد شوقي، اول معرض شخصي لها بالقاهرة والذي أقيم تحت عنوان «عناق واعماق» فيما استقبل عشاق الفن التشكيلي من جمهور ونقاد معرضها بحفاوة وتقدير كبيرين خاصة خلال الندوة التي صاحبت معرضها لمناقشة اعمالها حيث ثمنوا تجربتها النسوية التشكيلية كنموذج مشرق للابداع النسوي السعودي والعربي في فضاء الفن التشكيلي.
ولعل الاستقبال الجماهيري والنقدي لإبداع هدى العمر قد حفز المسؤولين بالملحقية الثقافية بسفارة خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة على استثماره بنقل معرضها من القاهرة للإسكندرية ليشارك ضمن جناح المملكة بمعرض الإسكندرية العربي الأول للكتاب.
والسطور القادمة تحفل بالمزيد من الأضواء على تجربة الفنانة هدى العمر وهي تسبح في خيالات الألوان والظلال خلال وجودها بالإسكندرية فإلى تفاصيل الحوار:
سألتها في البداية عن اهمية نقل معرضها للإسكندرية وفي تظاهرة ثقافية تعقد دورتها الأولى ممثلة في معرض الاسكندرية العربي للكتاب.. فقالت:
- مشاركتي في معرض الكتاب بالاسكندرية العربي جاء تلبية لدعوة من الملحقية الثقافية بالقاهرة يمثل قيمة كبرى لتقدير اعمالي الفنية، ويعكس من جانب آخر اهمية تواجد اللغة البصرية ممثلة في اللوحات الفنية الى جانب لغة الكتب لكي تتكامل المنظومة الثقافية للمملكة خلال مشاركتها المتميز في هذا المعرض، وبالطبع فان سعادتي لا توصف بمشاركتي في هذه التظاهرة الثقافية العربية ليس بمجرد لوحات ولكن ما وراء هذه اللوحات من فكر ورؤى فنية لفنانة افقها الفكري والفني في آن واحد.
وكيف كان استقبال جمهور القاهرة لمعرضك الشخصي الذي اقمته مؤخرا بمتحف احمد شوقي؟
- الحمد لله حظي هذا المعرض بتقدير كبير من جانب الجمهور والنقاد على حد سواء، خاصة خلال الندوة التي صاحبت عرض أعمالي، خاصة ان الحاضرين فيها هم من كبار وصفوة الفنانين والنقاد التشكيليين امثال د. عز الدين نجيب، د. رضا عبدالسلام، د. محسن شعلان وغيرهم كما ادارها الشاعر محمد الشهاوي لكنهم بقدر ما اثنوا على تجربتي وضعوها في اطار الإبداع النسوي، في حين انني لا اعترف بأن هناك ابداعا نسويا وآخر ذكوري ولكن هناك ابداع انساني، لكنهم ايضا قد تلمسوا في لوحاتي الزيتية محاولتي تغيير المفاهيم واستخدام الرمز في الكشف عن اعماق البيئة السعودية لأعماق البحر الأحمر، وهذا لم يأت من فراغ بعد ما تحقق نتيجة الغوص في اعماق هذا البحر والتثقف حوله الى درجة انني اعرف خواص الكائنات البحرية التي تعيش فيه واعرف حتى اسماءها باللغة اللاتينية، وكيف ان لكل منها مدلولا فنيا ووجدانيا اعبر عنه بريشتي، ولعل امتع ما في هذه الندوة انني فاجأت الحضور بمجموعة من اشعاري القتها الشاعرة السعودية روايح سمير، في محاولة من المزج بين اللغة البصرية ولغة النص الابداعي المكتوب.
هل هذه هي المرة الأولى التي تلتقين فيها بجمهور الفن التشكيلي في مصر؟
- الحقيقة ليست الأولى فقد سبقت لي مشاركات في خمسة معارض جماعية بالقاهرة كان اقربها معرض «اطياف لونية للتشكيليين العرب» ولكن معرض القاهرة كان معرضا شخصيا يضم اعمالي بمفردي.
لوحاتك تعكس اهتماما صارخا ببيئة البحر فما هو السر وراء هذا الاختيار الفني؟
- انا ببحثي في اعماق البحر لم اخرج عن معطيات البيئة السعودية، لكن النظرة الاولى لأي متلق يظن معها ان المملكة بيئة صحراوية فحسب وان عالمها قاصر على عالم الصحراء فقصدت ان اكشف للمتلقي كيف تنوع البيئة بثراء متعدد المعالم الطبيعية داخل المملكة وان ابرز حقيقة كيف تتجاور الصحراء مع الماء وهذا ما عبرت عنه بريشتي والواني.
كيف ترين حركة التشكيل بالمملكة الآن؟
- الفن التشكيلي بالمملكة يعد حديثا نسبيا حيث لا يتجاوز عمره نصف قرن، لكن رغم هذه الحداثة فانه نجح في اختراق حاجز الزمن حتى وصل لمستوى رفيع من العالمية سواء في ابداعات الرجال او النساء على حد سواء، ولعل اكبر برهان على ذلك قدرة الفن التشكيلي على المنافسة بين بلدان عربية واجنبية كانت اسبق تاريخيا في هذا المجال الفني، وقدرته ايضا على كسب جوائز عالمية نتيجة انفتاح التجارب التشكيلية السعودية على المعارض الخارجية سواء في العالم العربي او الغرب مع تلمس اصالة التراث السعودي.