-A +A
كم قرأنا لمن كتب يشكو من تكاثر الناس في هذه البلاد وغيرها وكم سمعنا دعوات اطلقها من يدعو الى تنظيم النسل والحد من تكاثر البشر بحجة محدودية وسائل العيش وصعوبة توفر الاعمال وازدياد المشاكل الاقتصادية وشيوع الظواهر السلوكية المقيتة.وقد نسي هؤلاء ان خالق الخلق قد تكفل بتوفير وتيسير ابواب الرزق لكافة المخلوقات فالخزائن بيد الله تعالى وليس بيد الخلق وما من دابة في الارض الا على الله رزقها وما من مولود يولد الا ورزقه مكتوب له وهو في بطن امه فلماذا لا ننظر الى زيادة عدد السكان في انهم سيكونون منتجين وليس مستهلكين.ان بلادنا تضم اراضي واسعة فيها ثروات عظيمة وخيرات كثيرة وهي بحاجة الى اياد منتجة وانفس معطاء تبذل جهدها وتعطي جل وقتها في البناء والتشييد والاصلاح والتقويم مشكلتنا مازالت كما هي نعتمد على غيرنا في مختلف امورنا وجميع شؤونا فمن الذي يعمل في مصانعنا ومن الذي يعمر منازلنا ومن الذي يبيع البضاعة علينا ومن الذي يطبخ اكلنا ومن الذي يقود سياراتنا ومن الذي يرعى مواشينا ومن الذي يزرع محاصيلنا نحن في الغالب على وظائف مكتبية او في اعمال كتابية فكيف لنا مواجهة اعباء الحياة وكيف لنا منافسة الشعوب الاخرى ومتى نكون مجتمعا منتجا لنفسه يعيش على عطاء ابنائه وجهد رجاله؟
د.عبدالله سافر الغامدي