-A +A
زين عنبر (جدة)
تتعدد المشاكل الأسرية والشخصية للفتيات وتتباين معها مواقفهن في كيفية مواجهة هذه التصدعات فهناك فتيات يهربن من المشاكل بالخروج للتنفيس مع الصديقات للجلوس «بالكوفي شوب» واخريات للتسوق في المراكز التجارية وبعضهن للفضفضة عبر الشات فهل يعد ذلك الهروب حلا لحل المشاكل أم هروبا وسلبية.
بداية وبنبرة صوت حزينة تحدثت والقلق يعتلي ملامحها هالة 20 عاما قائلة: نعم أهرب من مشاكلي الأسرية والخلافات المستمرة بين والدي بالهروب مع صديقاتي للكوفي شوب الذي بات الجلوس فيه بمعدل ثلاثة ايام في الاسبوع راحة لنفسيتي من التصدعات ولمسمعي من الصراخ. وتضيف: الجلوس مع الصديقات في الكوفي شوب لا يعد بالنسبة لي أمرا غير جيد خاصة اذا احترمت الفتاة نفسها والمكان الذي تجلس فيه فالجلوس في الكوفي شوب متنفس لي حيث نتبادل وصديقاتي أحاديث مختلفة فنحن نتكلم عن عدم مراعاة اسرتنا لحالتنا النفسية فخلافات الأب والأم يدفع ثمنها الأبناء خاصة أننا نستعد لدخول عام دراسي جديد وهذا يؤثر على المستوى التحصيلي للدراسة.

وتتفق عبير 22 عاما مع رأي هالة بأن الخروج مع الصديقات للجلوس بالكوفي شوب يعد هروبا من المشكلات الأسرية وليست فقط مشاكل الوالدين ولكن هربا من التبعات التي تتوقف على اختلاف وجهات النظر بين الأم وابنتها وخاصة في ما يتعلق بموضوع الزواج حيث تقول عبير عندما يتقدم شخص لخطبتها وتراه مناسبا وتتصعد الخلافات بينها وبين اسرتها لا تحتمل الجلوس بالمنزل وتخرج مع صديقاتها للجلوس بالكوفي شوب فتبادل الأحاديث مع الصديقات يعد متنفسا لها وتضيف عبير أن فرض اسرتها لوجهة نظرهم في العريس المتقدم للخطبة يشعرها بالكبت وان صوتها غير مسموع ولكن الصديقات يسمعن بعضهن وفي اوقات كثيرة تكون اراؤهن اكثر نضجا ولكن بعض الأهل لا يملكون وسيلة لاقناع الفتاة بالعريس الا بالصوت المرتفع.
ومن جانب آخر تقول حنان 25 عاما لا أدري لماذا تتحفظ الأسر من خروج الفتيات مع بعضهن للكوفي شوب سواء للهروب من المشاكل العائلية او حتى للتسلية فإذا كانت هناك تجاوزات لبعض الفتيات اللواتي لا يحترمن المكان فمن المفروض ان لا يعمم ذلك على كل الفتيات.
وبالنسبة لواقع الحال لدى انتصار 24 عاما فهو يختلف فمواجهة المشاكل عندها لا ينتهي بالخروج للكوفي شوب بل قد يكون بداية لتفاقم المشاكل سواء كانت اسرية او شخصية وخاصة انها تنتمي لاسرة تعتبر خروج الفتاة بمفردها او مع صديقاتها يعد مشكلة حقيقية فالخروج للكوفي شوب ممنوع.
وللوقوف على سلبيات وايجابيات خروج الفتيات للكوفي شوب هربا من المشاكل الأسرية أشار رئيس قسم التربية الاسلامية والمقارنة بجامعة أم القرى الدكتور نجم الدين انديجاني: الى ان خروج بعض الفتيات مع الصديقات للجلوس في الكوفي شوب نتيجة الضغوط والمشاكل العائلية يسمى بالهروب المؤقت بغرض التنفيس والراحة من التصدعات وهذا الأمر مقبول اجتماعيا ونفسيا المهم في الأمر هو اختيار الفتاة للصديقات المتوافقات معها اجتماعيا وتعليميا لأن الصديقات لهن تأثير في نمط الشخصية الفردية الى جانب ان تحترم الفتيات انفسهن في أثناء الذهاب للكوفي شوب أو حتى لمراكز التسويق حتى لا يتعرضن للإيذاء والمحظورات التي يجب الابتعاد عنها حماية للفتاة واسرتها ويرى الدكتور نجم الدين ان الخوف من الهروب المؤقت من المشكلات بأن تخرج الفتاة مع صديقات ذات سلوكيات غير محمودة يسبب تبعات ومشكلات اجتماعية تؤذي الفتاة أكثر من مشاكلها الأسرية.