-A +A
في عموده النحيل.. كتب الاستاذ عبدالله أبو السمح مقالا طرق فيه بابا غاب عن أجندة الصحافة السعودية الا من ذلك النزر اليسير الذي يتمثل في تلك الأخبار المصورة التي لا تتجاوز ذكر العدد والمكان الذي تم فيه القبض على حزم القات وهي “تترس” السيارة الحاملة.. وبما ان أبا السمح وهو البعيد عن الآثار التي خلفتها هذه الآفة تجرأ وكتب ساخرا من الشكل الذي تدار به بروتوكولات تناول نبتة القات دون ان يسهب في طرح الآثار السلبية لها أو حتى طرح الحلول التي لها ان تحد -على الأقل- من انتشارها.. أقول: انني أجدها فرصة لأن يعرف الاستاذ أبو السمح وغيره من الغيورين على تنمية البلد ان ظاهرة القات منتشرة بشكل مخيف.. هذا الانتشار أحدث اثارا سلبية في كل المجالات سواء الاجتماعية أو الاقتصادية ولعل طرحها هنا بالتفصيل يحتاج الى أكثر من مقال.. ولذا فانني سأكتفي بذكر بعض الاحصائيات عن النهاية الحتمية لمروجي هذه النبتة وكيف ان الحل الأمني لن يجدي ما لم يكن هناك تعاون بين البلدين (السعودية- اليمن) للحد من هذه الظاهرة حيث يبلغ عدد السجناء في شعبة السحن العام بجازان 2400 سجين في حين ان طاقته الاستيعابية هي (800-1000) سجين تشكل نسبة مروجي ومتعاطي القات قرابة الـ 85% أغلبهم من المتسللين للبلد بطريقة غير شرعية هذه صورة واحدة من الصور العديدة للآثار السلبية التي أحدثتها هذه الآفة.. فضلا عن التدهور الاقتصادي والتصحر الاجتماعي الذي تحدثه وبالتالي الموت التنموي الذي يظن الكثير انه جاء نتيجة اهمال أو تقصير..
أعلم علم اليقين ان قلمي لن يفلح في طرح الحلول خاصة وان هذه الظاهرة ليست وليدة اليوم أو الامس ولابد وأنها قد طرحت على من هم أعرف مني بكل الحيثيات.. لكن السؤال الذي يظل قائما هو.. ما الحلول التي طرحت.. ان كانت قد طرحت..؟! ومن هو المتسبب في اعاقة تفعيلها..؟! كم نحن بحاجة لمعرفة ذلك وكم نحن بحاجة للقضاء على هذه الآفة.. ولا أزيد..!

شهاب محمد ابراهيم- جازان