يبدو ان تجار المواد الغذائية قد وقع في ايديهم التقرير السري الذي يتحدث عن ارتفاع معدل السمنة لدى المواطنين وفشل كافة خطط وبرامج التخلص من الوزن الزائد لذلك تفتقت قريحتهم عن فكرة رفع اسعار المواد الغذائية على النحو الذي من شأنه ان يفرض (رجيماً) اجبارياً على كل أسرة سعودية. ولما كان الرز هو الوجبة الاولى فقد ناله النصيب الأكبر من رفع السعر وذلك لما يحتويه من نشويات تجعله المتهم الاول في ظاهرة السمنة لدى السعوديين.
واذا ادركنا هذه الحكمة من وراء غلاء الأرز فإن لومنا لوزارة التجارة وغضبنا من التجار ينبغي ان يتحول الى شكر جزيل لكل مسؤول في وزارة التجارة وأن يقر كل مواطن، ومقيم أصيب بعدوى السمنة، بواجب العرفان بالجميل لتجار المواد الغذائية بدءاً من المستوردين الكبار جداً وانتهاء بأصحاب الدكاكين الصغيرة جداً نظير ما أسدوه للمواطنين من خدمة جليلة تتمثل في عودة اللياقة الى اجسامهم وإعادة تصحيح صورة الزوجات في نظر الازواج وتوفير مصاريف نوادي تخفيف السمنة وأدوية علاج الوزن الزائد.
ولما كانت المكرونة أكلة طارئة على مجتمعنا ويتنافى (تعاطيها) مع عاداتنا وقيمنا الأصيلة فإنه لا خوف على مجتمعنا المحافظ من الوقوع في أسر المكرونة فيما لو حاول استبدالها بالأرز وهذا ما يجنبه الوقوع في شراك النشويات التي ستزيد الطين بلة والأجسام المترهلة شحوماً اضافية وهذا يعني أن الحل الوحيد هو عودة المواطنين الى أكل القمح الذي بالإمكان أن يستعيدوا ما كانوا يشكلون منه من أكلات كادت تصبح طي النسيان بعد ان شاع أكل الرز نتيجة تأثر مجتمعنا بتقاليد وعادات القادمين من شرق آسيا..
والعودة الى زمن القمح عودة الى اصالة مجتمعنا وهي العودة التي يمكن ان تجتذب معها كثيراً من القيم التي خسرناها حينما استغرقنا في أكل الرز.
وليست الصدفة وحدها هي التي جمعت بين موت الإبل وتسمم النخالة وغلاء الأرز ذلك ان العودة الى الاصالة تظل محفوفة بالتحديات والذي لا شك فيه ان هناك من لا يريد لمجتمعنا ان يعود الى قيمه وأصالته ولذلك فإن ما حدث للإبل بالإمكان أن يعد محاولة لقطع الطريق على هذه العودة وكذلك فإن تسمم النخالة محاولة لبث الرعب من العودة للقمح وهي محاولات سيكتب لها الفشل دون شك وسيعود مجتمعنا عاجلاً أو آجلاً لأكل لحم الجزور واعداد قرصان الفريك على ضوء الاتريك (والجملة الأخيرة ليس مجتلبة من اجل السجع فقط وإنما مستوحاة من انقطاع الكهرباء بين لحظة وأخرى).
ان ذلك كله يفرض علينا ان ننظر بسعادة غامرة لغلاء الارز وغيره من المواد الغذائية فإضافة الى الفائدة او الفوائد الآنفة الذكر فإن مجتمعنا سيصبح مهيأ لكي ينقسم الى طبقتين طبقة تأكل الأرز وطبقة تأكل القمح وستختفي تدريجياً بعض المصطلحات مثل ذوي الدخل المحدود لتحل محلها مصطلحات أخرى مثل طبقة آكلي القمح أو هوامير الأرز وسيصبح من باب الوجاهة ان يترك الانسان حبات ارز متناثرة على صدر ثوبه تأكيداً على انه من الطبقة الغنية القادرة على أكل الرز في وجباتها الرئيسية.
suraihi@gmail.com
واذا ادركنا هذه الحكمة من وراء غلاء الأرز فإن لومنا لوزارة التجارة وغضبنا من التجار ينبغي ان يتحول الى شكر جزيل لكل مسؤول في وزارة التجارة وأن يقر كل مواطن، ومقيم أصيب بعدوى السمنة، بواجب العرفان بالجميل لتجار المواد الغذائية بدءاً من المستوردين الكبار جداً وانتهاء بأصحاب الدكاكين الصغيرة جداً نظير ما أسدوه للمواطنين من خدمة جليلة تتمثل في عودة اللياقة الى اجسامهم وإعادة تصحيح صورة الزوجات في نظر الازواج وتوفير مصاريف نوادي تخفيف السمنة وأدوية علاج الوزن الزائد.
ولما كانت المكرونة أكلة طارئة على مجتمعنا ويتنافى (تعاطيها) مع عاداتنا وقيمنا الأصيلة فإنه لا خوف على مجتمعنا المحافظ من الوقوع في أسر المكرونة فيما لو حاول استبدالها بالأرز وهذا ما يجنبه الوقوع في شراك النشويات التي ستزيد الطين بلة والأجسام المترهلة شحوماً اضافية وهذا يعني أن الحل الوحيد هو عودة المواطنين الى أكل القمح الذي بالإمكان أن يستعيدوا ما كانوا يشكلون منه من أكلات كادت تصبح طي النسيان بعد ان شاع أكل الرز نتيجة تأثر مجتمعنا بتقاليد وعادات القادمين من شرق آسيا..
والعودة الى زمن القمح عودة الى اصالة مجتمعنا وهي العودة التي يمكن ان تجتذب معها كثيراً من القيم التي خسرناها حينما استغرقنا في أكل الرز.
وليست الصدفة وحدها هي التي جمعت بين موت الإبل وتسمم النخالة وغلاء الأرز ذلك ان العودة الى الاصالة تظل محفوفة بالتحديات والذي لا شك فيه ان هناك من لا يريد لمجتمعنا ان يعود الى قيمه وأصالته ولذلك فإن ما حدث للإبل بالإمكان أن يعد محاولة لقطع الطريق على هذه العودة وكذلك فإن تسمم النخالة محاولة لبث الرعب من العودة للقمح وهي محاولات سيكتب لها الفشل دون شك وسيعود مجتمعنا عاجلاً أو آجلاً لأكل لحم الجزور واعداد قرصان الفريك على ضوء الاتريك (والجملة الأخيرة ليس مجتلبة من اجل السجع فقط وإنما مستوحاة من انقطاع الكهرباء بين لحظة وأخرى).
ان ذلك كله يفرض علينا ان ننظر بسعادة غامرة لغلاء الارز وغيره من المواد الغذائية فإضافة الى الفائدة او الفوائد الآنفة الذكر فإن مجتمعنا سيصبح مهيأ لكي ينقسم الى طبقتين طبقة تأكل الأرز وطبقة تأكل القمح وستختفي تدريجياً بعض المصطلحات مثل ذوي الدخل المحدود لتحل محلها مصطلحات أخرى مثل طبقة آكلي القمح أو هوامير الأرز وسيصبح من باب الوجاهة ان يترك الانسان حبات ارز متناثرة على صدر ثوبه تأكيداً على انه من الطبقة الغنية القادرة على أكل الرز في وجباتها الرئيسية.
suraihi@gmail.com