بعملية حسابية بسيطة يمكن معرفة حجم الخسارة التي تكبدها ملاك الإبل النافقة في محافظة وادي الدواسر في الأسابيع الماضية، وهناك خسارة لا يمكن حسبتها تكبدها أيضا معظم ملاك الإبل في المملكة جراء قلة نشاط عمليات البيع والشراء وتبادل الإبل فيما بينهم خشية انتقال المرض، بالإضافة إلى خسارة تجار الأعلاف وسيارات النقل، وكل من له صلة في هذه الدائرة لحقت به خسارة ما بشكل أو بآخر باستثناء الأطباء البيطريين.. ناهيك عن الضرر البيئي المحتمل. وكمالك للإبل مررت بتجربة مماثلة قبل أسبوع من تلك الكارثة عندما نفقت اثنتان من ابلي خلال 48ساعة ومرضت اثنتان في الوقت نفسه، حينها أدركت أن البقية في طريقها إلى المصير نفسه.. لولا لطف الله سبحانه، وخلال تلك الساعات المعدودات طفقت ابحث عن طبيب بيطري أو مربي إبل خبير يشخص حالتهن بشكل صحيح ويعالجهن، ولكن كان كل طبيب ينقض كلام الطبيب الآخر! أما المربون فقد أُصيبوا بحيرة مثلي. الخسارة الاقتصادية واردة في حسابات أي مالك وهاو للإبل (كبقية الأنعام)، لكن الإبل فوق أنها ثروة حيوانية فهي بالنسبة لنا ثروة ثقافية واجتماعية.. وكنز من الصحة، كما أن العلاقة الخاصة التي تربط بين المالك وإبله لا يقدرها الا من مارسها، وحين قال الله سبحانه وتعالى «أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت» اعتقد ـ والله اعلم ـ أن تلك العلاقة جزء من نظرة التفكر التي أمرنا بها سبحانه إلى هذا المخلوق العجيب. لقد سن سمو الأمير مشعل بن عبدالعزيز سنة حسنة حين تبنى سموه إقامة مسابقة لمزاين الإبل على جائزة الملك عبدالعزيز، حيث أعادت تلك المسابقة جزءا من مكانة الإبل المفقودة كحيوان له شأن كبير عند أبناء الجزيرة العربية، وقد أثر هذا الاهتمام على رفع قيمتها السوقية، فقد كانت (ولا تزال) أقيام بعض الإبل العربية الطيبة أقل من قيمة القط السيامي والكلب الألماني والببغاء الإفريقي، وأنواع من حمام الزينة الهولندي، وبعض التيوس السورية التي فاقت أسعارها النصف مليون ريال، أما أسعار الخيول الإنجليزية فحدث ولا حرج، وبعد كل هذا يأتي من يقول إن أسعار الإبل مرتفعة بشكل جنوني.
ملاك وهواة الإبل في حاجة ماسة وعاجلة إلى قيام جمعية أو مركز وطني للجمل العربي يعنى بالطب البيطري في المقام الأول، ومتحف تعليمي وترفيهي، وبنك للمعلومات، وسوق منظم للإبل، ومهرجان موسمي عالي المستوى عالمي الطموح.. كل هذه الآمال معقود تبنيها في «صاحب الريادة» صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز حفظه الله.
Dr.jobair@gmail.com
ملاك وهواة الإبل في حاجة ماسة وعاجلة إلى قيام جمعية أو مركز وطني للجمل العربي يعنى بالطب البيطري في المقام الأول، ومتحف تعليمي وترفيهي، وبنك للمعلومات، وسوق منظم للإبل، ومهرجان موسمي عالي المستوى عالمي الطموح.. كل هذه الآمال معقود تبنيها في «صاحب الريادة» صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز حفظه الله.
Dr.jobair@gmail.com