-A +A
هناء البنهاوي (القاهرة)
يودع الموسم السينمائي الصيفي أيامه بعد منافسات شرسة بين كبار النجوم من الشباب والكبار، فيما حسم كشف حسابه الختامي التراجع الملحوظ في الإيرادات لأفلام الموسم مقارنة بالمواسم الماضية. وربما تكون زيادة عدد أفلام المنافسة في مارثون الصيف الى 16 فيلما وراء تقلص الإيرادات التي لم تزد عن مئة مليون جنيه، وهو ما يعني بحسب قراءة وتحليل خبراء السوق السينمائي ان هذه الأفلام حققت خسائر لا تقل عن خمسين مليونا وبالتالي فإنها لم تحقق الأرباح التي كانت مستهدفة من إنتاجها.

وقد ابرز هذا الموسم عدد من الظواهر التي لا يمكن التكهن باستمرارها في الموسم المقبل أم لا، في مقدمتها محافظة الكبار على نجوميتهم وقدرتهم على المنافسة الكوميدية وهو ما أكدته تجربة النجم عادل إمام في فيلمه « مرجان أحمد مرجان» مع المخرج إدريس علي محققا حجم إيرادات في شباك التذاكر وصل 19 مليون جنيه، في مقابل أفلام جيل فرسان الكوميديا التي تصدرها محمد سعد الذي تراجعت أسهمه في فيلم « كركر « ولم تتخط إيراداته حاجز الـ13 مليونا، وتواصل ذلك مع منافسه محمد هنيدي بفيلمه « عندليب الدقي » الذي رفع أسهم هنيدي مجددا في سباق الكوميديا محققا حوالى 8 ملايين جنيه رغم قصر فترة عرضه بدور العرض مقارنة بفيلمي عادل إمام ومحمد سعد. بينما حقق أحمد حلمي في فيلمه « كده رضا» قرابة الـ 9 ملايين جنيه خلال أسبوعين فقط من عرضه وهو ما يعني ان فيلم حلمي كان مؤهلا لتحقيق اكبر إيرادات الموسم اذا ما استمر بدور العرض، لكنه عرض قرب نهاية الموسم مما قلص فرصه في تحقيق مزيد من الإيرادات ارتباطا بقرب موعد العام الدراسي الجديد ودخول شهر رمضان المبارك، وبذلك فان تأخر عرض فيلم أحمد حلمي قد حرمه من فرصة كبيرة لتحقيق أعلى الإيرادات في هذا الموسم اذا كان قد تم عرضه في توقيت مبكر من الموسم. والظاهرة الثانية والبارزة في المارثون السينمائي الصيفي هي غلبة الأفلام الكوميدية على منافساته ونجاح رهان المنتجين على حصان الكوميديا الرابح عبر الإيرادات التي تحققت في شباك التذاكر مقارنة بأفلام الاكشن والجاسوسية كالتي قدمها هذا العام أحمد عز في فيلمه « الشبح» مع المخرج عمرو عرفة، ورغم انه فيلم ينتمي للدراما البوليسية حيث تتوافر فيه عناصر الإثارة والتشويق، غير أن الجمهور لم يلتفت إليه كثيرا بقدر التفاته الى أفلام الكوميديا، وبذلك فإنه لم يتجاوز في إيراداته سقف الـ 7 ملايين جنيه.

وان كان الأمر يبدو مختلفا نسبيا بالنسبة للأفلام الرومانسية التي احتلت المركز الثاني في سباق الموسم والتي جسدها فيلم « تيمور وشفيقة « أحمد السقا ومني زكي» فرغم الإعجاب النقدي والفني بهذا الفيلم فانه لم يتعد حاجز الـ 14 مليون جنيه، وهو نفس الرقم تقريبا الذي حصل عليه فيلم « عمرو وسلمى» لتامر حسني ومي عز الدين، وان كانت ظروف سجن بطله تامر حسني كان وراء ما حققه فيلمه من إيرادات، وفي هذا السياق رجح بعض النقاد ان ما حققه هذا الفيلم من إيرادات مرتبط بالدعاية التي صاحبته خلال وجود بطله في السجن اثر قضية تزوير أوراقه الشخصية وتهربه من أداء الخدمة العسكرية.

وأمام سطوة أفلام الكوميديا لهذا الموسم فانه لم يكن للأفلام الواقعية أي نصيب يذكر باستثناء الفيلم الوحيد المنتمي للواقعية الاجتماعية وهو « قص ولصق» للمخرجة هالة خليل الذي حقق ثلاثة ملايين جنية فقط رغم إشادة النقاد به وببراعة معالجته الفنية.أما أفلام الشباب فقد شهدت مذبحة في الإيرادات هذا الموسم وفي مقدمتها فيلم « البلياتشو» لهيثم زكي حيث لم يصل الى تحقيق مليون جنية، وكذلك فيلم « أحلام الفتى الطائش» لرامز جلال حيث لم يتعد حاجز الـ 4 ملايين.أما فيلم « 45 يوما « لأحمد الفيشاوي فقد حقق إيرادات بلغت 5 ملايين ونصف المليون وهو الوحيد من بين أفلام الشباب لهذا الموسم الذي بلغ هذا السقف من الإيرادات.وتأتي الظاهرة الثالثة لهذا الموسم لتكشف عن هروب أفلام الكبار من مقصلة الإيرادات ومن عدم القدرة على مواجهة سطوة أفلام الكوميديا وهو ما يفسر تأجيل المخرج يوسف شاهين عرض فيلمه « هي فوضى » إلى موسم آخر بعيدا عن الموسم الصيفي وذلك بالنظر الى طبيعة فيلمه الذي يتناول قضايا جادة لا تتواءم مع أفلام الصيف.

الموقف نفسه اتخذه المؤلف والمنتج وحيد حامد حيث نأى بفيلمه « الأولى في الغرام » عن منافسات الصيف وعن جلب الكوميديا رغم ان فيلمه ينتمي للأعمال الرومانسية الاجتماعية. والملفت للنظر أيضا ان هناك أفلاما كوميدية أخرى آثر منتجوها ألا يغامروا بها في هذا الموسم لأنهم ربما لا يستطيعون مجابهة أعمال عادل ومحمد سعد وهنيدي وثقلهم في السوق،ومنها فيلم «طباخ الرئيس» بطولة طلعت زكريا حيث تقرر عرضه في موسم عيد الفطر.