-A +A
علي فقندش (جدة)تصوير: أحمد بابكير
تركت الفنانة رجاء بلمليح فراغا كبيرا في ساحة الغناء العربي الجاد والصادق بعد رحيلها.. وكان الحديث في وسائل الاعلام المختلفة طول اليومين الماضيين عن رحيل ام عمر تحديدا كان الوسط الفني السعودي والخليجي الاكثر تأثرا وعلى وجه الخصوص الفنان الموسيقار سامي احسان الذي ارتبط اسمه بها قبل تجربتها السعودية الاولى مع جميل محمود وطلال مداح.. يقول: رحم الله رجاء بلمليح انها الفنانة التي ارتبطت بها كثيرا وقدمتها لاول مرة بعد ان عرفني عليها والداها وهي في السابعة عشرة تقريبا وكنت اول من قدمها لساحة الاغنية الخليجية بألبومين الاول كان يتناسب مع توجهها يومها لدراسة المقامات وغناء الفصحى فقدمت لها ألبوما بعنوان “نسيان سهدى” وهي قصيدة لامير الشعراء احمد شوقي الى جانب اغنيات من قصائد ابراهيم خفاجي وكانت ابرزها اغنية “ليل يا ليل الهوى” كذلك قدمتها في البوم ثان من كلمات سعود سالم “ياليلة الاثنين” واغنيات اخرى الى جانبها وكان الالبومان من انتاج عبدالله رشاد عندما بدأت حياته الفنية منذ عشرين عاما كمغن وصاحب شركة انتاج “دانة” اما اهم عمل كان عندما قدمتها ومحمد عمر في عمل وطني مغربي كبير بمناسبة عيد العرش (كنوز المحبة) في عهد الراحل الملك الحسن الثاني في دويتو من اشعار خالد زارع سجل في القاهرة مع فرقة موسيقى ضخمة وعزف في المغرب في المناسبة نفسها مع فرقة الجوق الملكي المغربي كما قدمتها مع محمد عمر في جلسة فنية “ليالي المحبين” ويواصل سامي احسان: هي من بيت كرم وفن وجود وانسانية ثم انها لم تدخل عالم الفن للاسترزاق فهي من بيت كبير فوالدها ثري وصاحب مصانع جلود كبرى في فرنسا واخذه للفن هواية لا احترافا ولطالما سعدنا بها وبأسرتها وشقيقتها الكبرى ثريا كأخوة واصدقاء.
كما تتحدث حرم الفنان سامي احسان عن علاقتها الحميمة بالفنانة الراحلة: عندما تعرفنا عليها طوال فترة السنوات العشر التي عملت فيها مع سامي ولطالما رافتني في المغرب والمملكة هنا حيث سكنت عندي ومشطت لها شعرها ومن ذكرياتنا العائلية انها وسامي والاستاذ ابراهيم خفاجي كانوا جميعا يطبخون عشاءنا في المغرب رحم الله رجاء التي كنت اسعد بها كأخت.. والذي اذكره ومنذ صغرها ونحن في المغرب كان والدها كثير الوصاية لسامي بان يحرص عليها وعلى فنها لاسيما ان الحساد محيطون بها وهي تقف امام المايكرفون كما أنني كنت اسعد بندائها لي “خت سرة” تقصد بها اخت سارة واحتفظ بساعة هدية منها منذ سنوات طويلة وذلك لحبي الكبير لها.

من ناحية اخرى ترحم على الفنانة الشاعر السعودي عمر الصبان الذي عرف نفسه انه من كتب لها انجح اغنياتها تحت اسم “ابو فيصل” وهي “صبري عليك طال” والحان حميد الشاعري و “ياغايب عن عيوني” الحان يحيى الموجي واغنية “امنتك قلبي” واضاف انه كان بحوزتها خلال سني مرضها اخيرا سبعة نصوص لي هي “هب الهوى” و “فات الليل” و “بقولها كلمة” و “يا حبايب” و “خاف الله” و “يالوعتي” واغنية “قولي هلا” التي يقول مطلعها:
جيتك وانا مجروحة من غدر الايام
جيتك ادور في عيونك دوايا
ودي اسافر من عيونك للاحلام
في غفوة انسى معاها شقايا
يذكر ان الراحلة توفيت عن 45 عاما بعد صراع طويل مع المرض الخبيث في الثدي ظهر امس الاول الاحد في مستشفى الشيخ زايد في الرباط حيث شيع جثمانها ظهر امس الاثنين في الدار البيضاء.
واكتشفت المطربة الراحلة اصابتها عقب ولادتها طفلها الوحيد “عمر” بعدة اشهر ومن ثم سافرت مع زوجها محمد شرف للعلاج في باريس وخضعت لعملية جراحية في أمريكا وقد تكللت هذه العملية بالنجاح.
وبعد تماثلها للشفاء عادت بلمليح الى الساحة الفنية بألبوم غنائي بعنوان “حاسب” انتجته شركة زوجها المصري الذي يعمل ايضا كمستشار عقاري في الامارات وبحكم استقرارها في الامارات مع زوجها وابنها تم منح المغنية المغربية الاصل الجنسية الاماراتية.
كانت بدايات رجاء الفنية من خلال مشاركتها مطلع الثمانينات في مسابقة كبرى للغناء تحت اسم “اضواء المدينة” باشراف المنتج المغربي حميد العلوي حيث فازت بالجائزة الاولى وشقت طريقها بعد ذلك مع كبار الملحنين المغاربة ومن بينهم المفضل العذراوي و احمد البيضاوي وعبدالقادر الراشدي وعبدالله عصامي وحسن القدميري ومن الشعراء محمد حاي وعبدالرفيع جواهري وغيرهما.. عام 1987 اصدرت اول البوم لها وحمل عنوان “ياجار وادينا” وضم عددا من الاغاني منها “مدينة العاشقين” و”الحرية” و”اطفال الحجارة.
وفي مطلع التسعينات انتقلت الى مصر حيث كانت لها انطلاقة جديدة اثمرت البوم “صبري عليك طال” الذي حقق نجاحا كبيرا وتعاملت فيه مع الملحن حميد الشاعري ثم البومي “ياغايب” و “اعتراف” ومن بين الملحنين المصريين الذين تعاملت معهم جمال سلامة ومحمد ضياء وحلمي بكر صلاح الشرنوبي وكانت الراحلة قد حصلت على عدد من الجوائز عام 1990م من مهرجان الاغنية بليبيا وعام 1995م حصلت على شهادة تقديرية من مهرجان القاهرة الدولي للاغنية وفي نفس العام ايضا تم منحها شهادة تقدير من مهرجان الموسيقى العربية بدار الاوبرا المصرية كما كرمها مهرجان الاغنية التونسية عام 1996م وحصلت على جائزة من مهرجان القاهرة الدولي الثالث للاغنية كما منحت لقب سفيرة النوايا الحسنة لدى “اليونسيف”.