-A +A
هشام عليوان (بيروت)
أكد وزير الدفاع اللبناني الياس المر أن عدد القتلى من جماعة «فتح الإسلام» منذ بداية المعارك في مخيم نهر البارد قد بلغ 222 إرهابيا، وبلغ عدد الموقوفين 202، اضافة الى عدد غير محدد بعد من القتلى الارهابيين الذين طمرهم رفاقهم في مقابر جماعية خلافا لكل دين وشرع وإنسانية فيما بلغ عدد شهداء الجيش اللبناني خلال 106 ايام من القتال، 163 إضافة إلى مئات الجرحى متفاوتي الإصابة. تصريحات الوزير المر جاءت خلال مؤتمر صحافي عقده أمس تناول فيه نتائج المعركة وأبعادها ومهام الجيش للمرحلة المقبلة.
وقال المر ان الجيش حسم معركة نهر البارد، وسحق أوكار الغدر والارهاب، «فكان القرار واضحا وحاسما، اما ان يستسلم القتلة الارهابيون او الحسم العسكري، رفضوا، فاقتحم الجيش أوكارهم، وبالتالي أعلنا انتهاء العمليات العسكرية».

وأضاف إن الإرهابيين لم يتجاوبوا مع دعوة القيادات الفلسطينية تسليم انفسهم، اتخذوا المدنيين دروعا بشرية، و«واصلوا حربهم الخبيثة، فكانت المرحلة الثانية من الحسم العسكري حيث طاردهم الجيش مجددا وحقق النصر الكبير».
أضاف: «هذا الانتصار استأصل اكبر تهديد واجه الشعب اللبناني، لأن التنظيم كان ليمتد وينتشر كالخلايا السرطانية ليضرب كل جزء من الوطن، وكان يهدف الى عزل الجنوب عن الشمال وإعلانه إمارة اسلامية. كان التنظيم اتخذ من نهر البارد مقرا لتصدير الارهاب الى العالم معتمدا على ارهابيين من جنسيات مختلفة، البعض منهم غير موثقين لدى دولهم مما يتيح لهم حرية التحرك والتصرف». وتابع «بعد انتصار الجيش، لا عودة الى الوراء، لا غدر بلا عقاب، ولا جرم بلا حساب، لا خوف على المدنيين الفلسطنيين ولا خوف من الفلسطينيين، لا سلطة الا للدولة لحماية المدنيين في البارد». مضيفا أن «أي كلفة لتعزيز الجيش تبقى اقل ثمنا من اي خطر يهدد استقرار لبنان ، بعد انتصار الجيش بات التحديث اولوية وطنية وواجبا دوليا، ليس مقبولا بعد اليوم ان يعاني الجيش من نقص في التجهيز، بعد انتصار الجيش نجدد التزامنا حماية الجنوب من العدو الاسرائيلي وتطبيق القرار 1701 ومراقبة الحدود اللبنانية-السورية ومراقبة المياه الاقليمية وتعزيز الامن والاستقرار وحماية اتفاق الطائف. بعد انتصار الجيش نؤكد عزمنا على مكافحة الارهاب، وعلى اهمية الدولة الواحدة الموحدة لنحصن الاستقلال».
وإذ حذر المر من الذهاب الى حكومتين لبنانيتين فإن ذلك يذهب هدرا تضحيات ابطال لبنان، ومن ذهاب موعد الاستحقاق الرئاسي من دون رئيس، فتكتمل عندها الجريمة في حق لبنان واللبنانيين، وحيا كل الاشقاء، من المملكة العربية السعودية الى الامارات العربية المتحدة ومصر والاردن وكذلك الولايات المتحدة والمجموعة الاورويبة الذين قدموا المساعدة للجيش في معركته.
وفيما شرح مدير العمليات في الجيش اللبناني العميد فرانسوا الحاج المراحل الست للعملية العسكرية التي انتهت بالقضاء على التنظيم الإرهابي، أكد مدير مخابرات الجيش العميد الركن جورج خوري أن جماعة «فتح الإسلام» مرتبطة بالكامل بتنظيم القاعدة وقد تبين ذلك استناداً إلى التحريات السابقة واعترافات الموقوفين واتصالات عناصر فتح الإسلام بخلايا القاعدة خارج لبنان، وقد دخلوا إلى لبنان عن طريقين الأول المعابر الرسمية إذ بعض هذه العناصر غير معروف لدى الأجهزة الأمنية في لبنان وخارجه، والثاني الحدود الدولية عن طريق التهريب. وبخصوص التفجيرات والاغتيالات التي تورطت بها جماعة «فتح الإسلام» أكد خوري أن التحقيقات لم تنته بعد وأن القضاء سيقول القول الفصل فيها وبخاصة في مسألة اغتيال الوزير والنائب بيار الجميل.
وعن المساعدة العسكرية السورية للجيش اللبناني خلال المعركة قال قائد الأركان اللواء الركن شوقي المصري: «لم تقدم سوريا دعماً خاصاً للجيش بخصوص معركة نهر البارد، لكن ثمة اتفاقاً سابقاً بين الجيش السوري والجيش اللبناني لتأمين بعض العتاد والذخائر للجيش اللبناني، وهذا كان سابقاً على الانسحاب السوري وهو مستمر حتى الآن وسيظل سارياً في المستقبل».
على صعيد متصل، وصلت أمس الى المستشفى الحكومي في طرابلس جثتان لعناصر «فتح الاسلام». وأكد مدير المستشفى ناصر عدره ان «عدد القتلى من عناصر فتح الاسلام الموجودة داخل المستشفى بلغ حتى الآن 46 جثة، من بينهم جثتا شاكر العبسي والمسؤول الاعلامي ابو سليم طه»، فيما استمرت وحدات الجيش بتفجير المباني المفخخة ورفع الأنقاض والجثث ومطاردة الفارين.