-A +A
جبير بن محمد بن جبير
أقول لجميع الطلبة والطالبات الذين يبدأون هذا اليوم موسما دراسيا جديدا في مسيرتهم العلمية.. كل عام وانتم بخير، مع تمنياتي للجميع بدوام التوفيق والنجاح، وأدعو الله لأولياء أمورهم العون والسداد. وبهذه المناسبة أود أن اهمس في أُذني أولياء أمور الطلبة المنقولين إلى المرحلة الثانوية هذا العام التنبيه على أبنائهم بالحرص على حصد درجات هذه المرحلة أولا بأول، وابتداء من هذا اليوم نظرا لتغير نظامها، حيث سيكون النظام الجديد بالأسلوب التراكمي، وأشبه ما يكون بالنظام المعمول به في الجامعات ذات الفصول الدراسية، أي ستكون المرحلة الثانوية عبارة عن ستة فصول دراسية.. وعليه سيكون فوج هذا العام من الطلبة أول خريجي الثانوية العامة وفق نظامها الجديد.
وبحكم أنني من خريجي الدفعة الثانية من الثانوية الشاملة (هذه الثانوية قريبة جدا من نظام الجامعة ذات الوحدات الدراسية)، أعترف بأنني وكثيراً من زملائي الطلبة قد فرطنا بالمزايا التي اتاحها لنا ذلك النظام المرن، ولم نستغل فرصه الكبيرة بالشكل المطلوب، بل أحلنا المرونة إلى تفريط والمزايا إلى عيوب، مما أثر على المستوى العلمي للكثير منا، وبناء عليه تم إلغاء الفكرة.

وأحمل عن تلك المرحلة ذكريات مميزة، من خلال التقاء طلبة الثانويات الشاملة الثلاث في كل من الرياض ومكة والدمام، فقد كنا نجتمع في مدينة الطائف لدراسة الفصل الصيفي، وكان من بيننا أشخاص نابهون وموهوبون في شتى المجالات، وهم بفضل الله كذلك إلى الآن في حياتهم العملية. ومما علق في ذاكرتي إبان تلك المرحلة إلى يومنا الحاضر اثنان من الطلبة الموهوبين في الخط العربي، رُغم دراستي لمراحل السلم الدراسي والالتحاق بدورات التدريب وإعطاء المحاضرات في الجامعة، إلا انه لم يمر علي طوال هذه المحطات بمثل مستواهما أو يقرب منه. والمؤسف أن بعض الطلبة الذين زاملتهم ودرستهم ذوي خطوط أقل من المتوسط والبعض الآخر بالكاد تقرأ خطه وكأنه كما يقولون: مواطي دجاج.
ومما يؤسف له أننا لا نزال نعاني من هذا العيب في قدرات أبنائنا الصغار، ولا نعير هذه القدرة الاهتمام الكافي لا على المستوى الأسري ولا على مستوى المؤسسة التربوية ولا حتى على المستوى التجاري، وكأني بكل راع ومسئول عن رعاية الطلبة يقول: الخط ما قرئ وما زاد عنه صنعة.
Dr.jobair@gmail.com