لا بدَّ لي في البدء أن اعترف أنني لست ضد الشعر العامي كحالة ابداعية، بل انني من المتذوقين له، والمستشهدين ببعض أبياته خاصة تلك التي تلامس بعض جوانب حياتنا بلهجتها البسيطة، وايماءاتها اللطيفة، غير أن ما يحدث اليوم من انتشار القنوات الشعبية، والمجلات ذات الألوان الفاقعة، ومشاركة شعرائه في المنتديات الأدبية والمسابقات المختلفة.. حتى وصل إلى (سوق عكاظ) المُنشأ حديثاً.. يجعلني أحس بخطورة هذا الانتشار المرعب.. الذي وصفه ذات يوم مبدعنا الكبير الدكتور «غازي القصيبي» بأنه (تسونامي) حقيقي يبتلع كل ابداعاتنا الأصيلة!
وأذكر انني قد نبهت قبل سنوات من خطورة ذلك.. بالذات ما يحدث في الحفلات، والأعراس من تمجيد للقبيلة، والتغني برجالتها وتاريخها، والتعريض ببعض القبائل وأصحاب الحرف، مما جعل بعض القبائل تقيم في المحاكم دعاوى ضد أولئك الشعراء، وكان من نتيجته تقديم شاعرين شعبيين عُرفا (بالفرزدق وجرير) إلى المحكمة التي أصدرت بحقهما حكماً شرعياً جزاء هجائهما المقذع، وعباراتهما السوقية، وانتقاصهما من الآخرين.
هو ذا ما نخشاه.. فايقاظ القبيلة من سباتها، هو خطر على الوحدة الوطنية التي طالما افتخرنا بها، فعن طريقها ذابت الفوارق والطبقات وبتنا شعباً واحداً لا فرق فيه لمواطن على الآخر إلا بمدى ما يقدمه لهذا الوطن.
لقد ساد الشعر العامي في عصور التخلف، وانتشار الأمية، والاقتتال القبلي، ومن المعيب أن يتكاثر هؤلاء الشعراء في عصر النور والعلم والوطن الواحد الذي انصهرت فيه القبائل والاعراق لتشكل بنياناً صلباً لوطن عظيم أرسى دعائمه بتوفيق من الله صقر الجزيرة الملك «عبدالعزيز آل سعود» غفر الله له، كما انني اعتقد أن هذا الطوفان الذي نلحظه عبر وسائل الإعلام المختلفة هو خطر مُحدق باللغة الفصحى التي «وسعت كتاب الله لفظاً وآية» التي ينبغي أن نحافظ عليها بوصفنا وطن الفصحى والمدافعين عنها والعاضين عليها بالنواجذ.
أحياناً.. أتساءل، وأنا اقرأ هذا الكم الهائل من الشعر العامي، وألحظ مدى الاحتفاء به وبقائليه.. لمصلحة من يتم ذلك؟
وفي أي زمن يعيش بعض هؤلاء الشعراء الشعبيين الذين أبتلينا بهم، وبغثائهم، وسطحيتهم وبدورهم المشين في تعميم العادي والرديء والكلام الملحون الذي يدمر ذائقة النشء. الملفت أن من يطلع على المجلات الشعبية والتي يفترض أن تحمل قيماً لمجتمع البادية، ومثلها العليا.. سيُفاجأ بصور الممثلات والمغنيات تتصدر في أغلفتها من «نانسي عجرم» و«هيفاء وهبي» و«زينب العسكري» و«اليسا» وغيرهن (اللهم اني صائم)!
المهم، ان انتشار الشعر العامي وذيوعه والاحتفاء به والترويج لحفلاته ومسابقاته ظاهرة خطيرة تستحق الدراسة، ومن المفيد أن نحد من انتشاره حفاظاً على قيمنا، ولغتنا، وإلا فإن علينا أن نتوقع أن ينشأ بيننا جيل من الأبناء الذين لا يكادون يُحسنون لغتهم.. فقد نشأوا بين (أحضان) «الشغالات».. وتتلمذوا على مفردات الشعر العامي الملحون.. وإلى الله المشتكى!
تلفاكس 076221413
وأذكر انني قد نبهت قبل سنوات من خطورة ذلك.. بالذات ما يحدث في الحفلات، والأعراس من تمجيد للقبيلة، والتغني برجالتها وتاريخها، والتعريض ببعض القبائل وأصحاب الحرف، مما جعل بعض القبائل تقيم في المحاكم دعاوى ضد أولئك الشعراء، وكان من نتيجته تقديم شاعرين شعبيين عُرفا (بالفرزدق وجرير) إلى المحكمة التي أصدرت بحقهما حكماً شرعياً جزاء هجائهما المقذع، وعباراتهما السوقية، وانتقاصهما من الآخرين.
هو ذا ما نخشاه.. فايقاظ القبيلة من سباتها، هو خطر على الوحدة الوطنية التي طالما افتخرنا بها، فعن طريقها ذابت الفوارق والطبقات وبتنا شعباً واحداً لا فرق فيه لمواطن على الآخر إلا بمدى ما يقدمه لهذا الوطن.
لقد ساد الشعر العامي في عصور التخلف، وانتشار الأمية، والاقتتال القبلي، ومن المعيب أن يتكاثر هؤلاء الشعراء في عصر النور والعلم والوطن الواحد الذي انصهرت فيه القبائل والاعراق لتشكل بنياناً صلباً لوطن عظيم أرسى دعائمه بتوفيق من الله صقر الجزيرة الملك «عبدالعزيز آل سعود» غفر الله له، كما انني اعتقد أن هذا الطوفان الذي نلحظه عبر وسائل الإعلام المختلفة هو خطر مُحدق باللغة الفصحى التي «وسعت كتاب الله لفظاً وآية» التي ينبغي أن نحافظ عليها بوصفنا وطن الفصحى والمدافعين عنها والعاضين عليها بالنواجذ.
أحياناً.. أتساءل، وأنا اقرأ هذا الكم الهائل من الشعر العامي، وألحظ مدى الاحتفاء به وبقائليه.. لمصلحة من يتم ذلك؟
وفي أي زمن يعيش بعض هؤلاء الشعراء الشعبيين الذين أبتلينا بهم، وبغثائهم، وسطحيتهم وبدورهم المشين في تعميم العادي والرديء والكلام الملحون الذي يدمر ذائقة النشء. الملفت أن من يطلع على المجلات الشعبية والتي يفترض أن تحمل قيماً لمجتمع البادية، ومثلها العليا.. سيُفاجأ بصور الممثلات والمغنيات تتصدر في أغلفتها من «نانسي عجرم» و«هيفاء وهبي» و«زينب العسكري» و«اليسا» وغيرهن (اللهم اني صائم)!
المهم، ان انتشار الشعر العامي وذيوعه والاحتفاء به والترويج لحفلاته ومسابقاته ظاهرة خطيرة تستحق الدراسة، ومن المفيد أن نحد من انتشاره حفاظاً على قيمنا، ولغتنا، وإلا فإن علينا أن نتوقع أن ينشأ بيننا جيل من الأبناء الذين لا يكادون يُحسنون لغتهم.. فقد نشأوا بين (أحضان) «الشغالات».. وتتلمذوا على مفردات الشعر العامي الملحون.. وإلى الله المشتكى!
تلفاكس 076221413