-A +A
ناتالي المر (بيروت)
بعد مرور (11 حلقة) أثبت المسلسل الدرامي “أخوات موسى” الذي يعرض على الفضائية اللبنانية LBC انه التجربة السعودية الأولى من نوعها التي دخلت أغوار الأسرة الخليجية وأظهرت جميع مشكلاتها. هذه الدراما هي انعكاس بحد ذاته لما يحدث حالياً في المجتمع، كما أنه أسلوب جديد لتنوير المجتمع من خطر هذه الأمور، فليس مهماً أن يجيد “الفن” حلها بقدر ما يكون الحل لدى المشاهد أو أي جهة مسؤولة عما حدث لتشارك في حل هذه القضايا. “أخوات موسى” طرح جريء يستند إلى الشفافية والمصداقية في مخاطبة المشاهد، بغية الوصول إلى أعلى نسبة من الواقعية في تناول الموضوع، وهذه هي المقومات التي يفترض أن تبنى عليها الدراما الخليجية، فأتى المسلسل إنتاجاً ضخماً في ظل سعي الفنان حسن عسيري (كاتب القصة) إلى تطوير مستوى الطرح في الدراما السعودية وفي تقديم قضايا يتم التطرق اليها للمرة الأولى، مع الإشادة بكاتب السيناريو والحوار عادل الجابري كذلك المخرج سائد بشير هواري الذي اعتمد على عامل الجرأة في طرح القضايا التي تعاني منها الأسر الخليجية عموماً، بحيث يتناول المسلسل قضايا الجريمة والإعتداء والشذوذ، وتفكك الأسرة الذي يؤدي إلى تمرد الشبان والفتيات.
القصص تقريباً واقعية تحدث داخل المجتمع السعودي بصفة خاصة والخليجي بصفة عامة، والتي غالباً ما تكون أسبابها الأساسية الثقة الزائدة التي تمنحها الأسر لأبنائها بشكل عفوي.

“أخوات موسى” نقل ما ظهر من أحداث بصورة شفافة وصادقة ضمن ضخامة في العمل من حيث مشاركة نخبة من فناني وفنانات الخليج بالإضافة إلى وجوه شابة تشارك للمرة الأولى منهم: سمير الناصر - هيفاء حسين - ميساء مغربي – ميرفت محمد – خطر حسين – زهرة عرفات - شمعة محمد - سعيد قريش – علي السبع – رنا أبو غالي – لمياء طارق – عماداليوسف – عبدالعزيز الشمري..
وتدور احداث المسلسل حول أسرة تعاني من التفكك، وهي مكونة من 5 فتيات والأخ “موسى” الذي يعود من أميركا حيث كان يتابع دراسته هناك، حاملاً في فكره الكثير من علامات التحرر التي لا تتناسب وطبيعة المجتمع السعودي.
ما يبدو ان الكثير من الأحداث المتشابكة والواقعية تم تصوير مشاهدها كما تبيّن من أرض الأحداث في جدة، الرياض والدمام ، معتمدة على ما يقارب المئة قصة حقيقية معاشة مع أشخاص اختبروا وعايشوا وقائع معينة في نوع من الحبكة الدرامية.
وفي طليعة هذه القصص حالات اختطاف الأطفال، قضية الصراع الفكري بين وجهة النظر الغربية تجاه العرب والعكس، العمليات الاستشهادية على أنها إرهابية في نظر الغرب، ضرب الزوجات وقضية أسير سعودي في معتقل غوانتنامو وقضية الحكم بالإعدام لشابة بانتظار التنازل أو القصاص..