-A +A
حزام العتيبي (الرياض)
يعتبر كثير من النقاد الفنان والنجم ناصر القصبي أهم نجوم الكوميديا السعوديين ممن يمتلكون الموهبة الفطرية المدعومة بالخبرة الممتدة لأكثر من ربع قرن وقد رسم في اذهان المشاهدين عددا من الشخصيات والكاركترات التي امتزجت به وامتزج بها واصبحت «ماركة مسجلة» له لدى مشاهديه وخاصة في دور (فؤاد) وغيره من الادوار الجميلة والمحببة التي قدمها على مدى سيرته الفنية..
ولم يكن القصبي مع نجاحه المتواصل وخاصة في المسلسل الشهير (طاش) بحاجة الى ايجاد شخصيات جديدة لمجرد اضافة عدد في الشخصيات التي يقوم بتقمصها واداء ادوارها، لاسيما ان شخصياته المعروفة لم تستنفد اغراضها بعد ويمكن الاشتغال عليها للعديد من الدورات القادمة هذا ان لم تكن كل شخصية منها تحتاج أو تحتمل مسلسلا كاملا بحد ذاته، لذلك كان مفاجئا بشكل كبير بالنسبة للمشاهدين وخاصة للاطفال محبي ناصر القصبي وشخصياته الشهيرة ما قام به من تهور في ادائه لدور (سوزان) وتمثيله دور (امرأة) في حلقة (سوزان والاعمش) الأمر الذي كان محبطا لهم، مما جعلهم يثيرون نقاشا مع الكبار حول السبب في هذا الاختيار، ولعل السؤال المحير حول ادائه الدور هو لماذا؟ وما السبب؟ بعضهم قال: لقد اصيب بالملل من شخصياته، وآخرون قالوا: لقد وقع في شرك نصيحة مخادعة.. والأمر قد يعيدنا الى ما يقوم به الممثل المزيني عبر لعب دور (المرأة) في مسلسل طاش والذي قد يكون مقبولا فيما مضى في بدايات طاش عندما كانت تتعذر مشاركة العنصر النسائي اما حاليا فالوضع غير مقبول لا فنيا ولا حتى شكليا.. واعرف الكثير ممن يمتعضون من اداء المزيني هذا الدور خاصة وانه من الممثلين القدماء أو المخضرمين الذين يمكن ان يستعان بهم في دعم الاعمال مثل الفنان المخضرم علي المدفع فهل يمكن ان نتخيل علي المدفع في دور امرأة، لقد تقبل الناس الممثل الكبير عبدالعزيز الهزاع في دور أم حديجان وكذلك الفنان الكبير سعد التمامي في ادوار مشابهة عندما كانت الحاجة الفنية والضرورة ملحة اما ما يقوم به المزيني فهو أمر غير مقبول، لذلك هل يمكن لنا ان نقول ان ما وقع فيه ناصر القصبي جاء من باب تجربة الخطأ أو من باب الاستخفاف بالمشاهدين، أو انه اصيب بالغرور وانه وصل الى قمة النجاح ولم يعد يهمه ما سوف يرسخ في الاذهان عنه، لعلي هنا احاول تذكير الصديق ناصر القصبي بأيام نجاحه الاولى في المقتطفات التي بدأت مع المذيع التلفزيوني القدير سلامة الزيد الذي استطاع بموهبته الفذة في برنامجه (اوراق ملونة) في القناة الاولى ان يخرج لنا ناصر والسدحان وكامل المجموعة التي تواصلت لاحقا في طاش وفي غيره وان صناعة النجاح صعبة جدا وليست من السهولة بمكان والدليل كم كان عدد اولئك الذين كانوا مع ناصر وعبدالله وكم كان عدد الناجحين والبارزين في تلك الفترة ثم كم عدد من اسقطهم المشاهد من ذاكرته، عزيزي ناصر.. لقد نقلت اليك شيئا دار بين بعض محبيك من الشبان والصبايا والاطفال فهل انت حريص عليهم أما رؤيتنا نحن اصدقاؤك وزملاؤك الخلص فانت تعرفها، وخوفنا عليك يكبر مع كل نجاح تحققه انت ورفيق دربك عبدالله وكل فريق عملكم والاصدقاء من المبدعين في كل الفنون الاخرى، المهم ان محبيك الصغار حاليا في انتظار تفسير او تبرير او اعتذار فوري وعملي وليس كلاميا.

فهل انت على استعداد لذلك، معرفتي بصدقك الفني تجعلني أطمئنهم نيابة عنك فهل أنا صادق؟ اتمنى ذلك.