لم يلفت انتباهي السيد أسامة أنور عكاشة وهو «يزبد» و«يرغي» في اللقاء المتلفز فهذه عادته. لكن اللافت للانتباه انه يمثل جيلاً من المثقفين العرب ظهروا في مرحلة مهزوزة شهدت أمر الهزائم والصدمات وغلب فيها القهر والإحباط، فأخذوا عنها قِصْر النَفَسْ والتعصب للذات، وتركت هي لهم منها أحقاداً تتنفس بها أفواههم بين حين وآخر، تخرج كالبخار العفن يُعكر الأجواء وينثر فيها روائح مقززة. وخلال رحلتهم الطويلة من الشباب إلى الكِبر أسسوا مدرسة للمشاغبين فكرياً التحق بها بعض المثقفين المراوغين الذين يأمرون الناس وينسون أنفسهم، وبعض المثقفين الخياطين الذين يفصّلون على هواهم وقائع التاريخ ويعيدون حياكتها من جديد بتطريز مختلف! وانضم إليهم فيما بعد بعض المثقفين المنتفعين الذين عمدوا إلى الاتجار بثقافتهم وفكرهم وكتاباتهم. كان الهدف العام لمدرستهم زعزعة العلاقة بين الشعوب وأنظمتها الحاكمة بادعائهم أنهم وحدهم سلاطين النزاهة وأبطال مكافحة الفساد!! وكل من عداهم مشتبه به ولو لم تثبت تهمته! وبلغ بهم جنون العظمة حد الانتفاش فرأوا أن ينتزعوا لأنفسهم حق تقرير مصائر الشعوب، فالشعب ذو النظام الملكي هو عندهم مكروه ومنبوذ ما لم يُغيّر نظام حكمه. لأنهم يجزمون أن كل نظام ملكي يعني الفساد!! وما انتبهوا إلى حقائق واقعية يراها كل الناس إلا هم.. إن أنظمة حكم جمهورية وديمقراطية واشتراكية ظهرت في العالم العربي بعد الملكيات وقبلها.. بلغ فيها الفساد حداً كبيراً لم يصل إلى نصفه تحت لواء أي نظام ملكي!! كما لم ينتبهوا أيضاً.. إلى أن العالم العربي عاش واقع أنظمة حكم مسماها غير ملكي لكنها تحولت بممارساتها إلى ديكتاتوريات مجنونة! إن المسمى لا يحجر على الممارسة، كما أن الممارسة ليست دائماً تعبيراً حقيقياً عن المسمى! فليس بالضرورة من يحمل اسم (جميل) هو جميل فعلاً! وليس بالضرورة الذي اسمه «نزيه» هو نزيه فعلاً وفي النهاية لم ينتبه السيد عكاشة وشلّته أن عامة الناس لا يعنيها مسمى نظام حكمها بقدر ما يعنيها قدرته على تأمين رغيف العيش وأمن الحياة!! أن يخرج الإنسان من بيته آمناً على أهل بيته، وأن يمشي في شارعه آمناً على نفسه، وأن يجد ممتلكاته محفوظة باسمه ولم يخطفها منه نظام رأى أنه وحده من يملك وغيره لا يحق له أن يملك! نظام الحكم لا يصنع الرفاهية لكل الناس.. لكن ممارسات الحكم هي التي تهم كل الناس!!...
ونظام الحكم الذي كشر عن أنيابه السيد عكاشة رافضاً له لأنه ملكي هو النظام الذي طبع الابتسامة على وجوه كل الناس. وخلق الحب له في القلوب واجتمع حوله المعجبون! وكم من نظام جمهوري أو ديمقراطي ساد وباد ولايذكر الناس عنه غير سطوة الجلادين، وكثرة المعتقلين، وجرائم المتنفذين!!
ولن ينفع رئيس مُسمى نظام حكمه ما لم يكن محمولاً على أكتاف الجماهير ولن ينفعه رضا عكاشة وشلته ما لم يرضَ عنه عامة الناس! يخطئ السيد اسامة عكاشة لو اعتقد بأن تلويحه أن شركة إنتاج سعودية خاصة أنتجت مسلسل فاروق لتمجيد الملكية يزعجنا... فالملكية إن لم تكن نظامنا جعلناه ملكاً وعن جدارة الاستحقاق إنما المزعج نكران المستفيدين من أموال الدراما التلفزيونية بعد ان اشتهروا بها صاروا لها من الجاحدين!!!
ونظام الحكم الذي كشر عن أنيابه السيد عكاشة رافضاً له لأنه ملكي هو النظام الذي طبع الابتسامة على وجوه كل الناس. وخلق الحب له في القلوب واجتمع حوله المعجبون! وكم من نظام جمهوري أو ديمقراطي ساد وباد ولايذكر الناس عنه غير سطوة الجلادين، وكثرة المعتقلين، وجرائم المتنفذين!!
ولن ينفع رئيس مُسمى نظام حكمه ما لم يكن محمولاً على أكتاف الجماهير ولن ينفعه رضا عكاشة وشلته ما لم يرضَ عنه عامة الناس! يخطئ السيد اسامة عكاشة لو اعتقد بأن تلويحه أن شركة إنتاج سعودية خاصة أنتجت مسلسل فاروق لتمجيد الملكية يزعجنا... فالملكية إن لم تكن نظامنا جعلناه ملكاً وعن جدارة الاستحقاق إنما المزعج نكران المستفيدين من أموال الدراما التلفزيونية بعد ان اشتهروا بها صاروا لها من الجاحدين!!!