-A +A
عـــبدالله الجفري
هـل جاء إنتاج مسلسل «الملك فاروق» الذي استقطب اهتمام المشاهدين في رمضان: تصحيحاً لصورة الملك بعد مرور سنوات طويلة على خلعه بقيام الثورة، ثم وفاته؟!
لقد جذبت حلقات هذا المسلسل المئات الذين تجمَّعوا أمام شاشة التلفاز لمتابعة حلقات حياة الملك فاروق، لم ينغِّص متعة المشاهدة سوى كثرة الإعلانات المتلاحقة أكثر من مشاهد الحلقة، فاتجه الكثير إلى قناة «أوربت» التي احترمت المشاهد!!
وكل مَنْ شاهد الحلقات: أجمعوا بعد الركض وراء أحداث المسلسل: أن البحث عن حقيقة شخصية وتصرفات الملك فاروق، أثَّرت في التاريخ المصري، وكما قالت مؤلفة المسلسل/ د.لميس جابر: لقد ألحقوا بشخصية الملك التشويه والظلم خصوصاً حياته الخاصة التي أغرقوها في (الولدنة) والجهل، والعبث، والركض وراء النساء... لكننا -كمشاهدين- للمواقف الوطنية والقومية والسياسية: عرفنا جانباً مهماً في شخصية الملك.. ومن أهم ملامح هذا الجانب:
كان محبوباً من شعبه، وكما ذكر كاتب مصري: أن المظاهرات الشعبية خرجت لاستقبال ملكها الذي تحبه عام 1943 بعد تعرضه لاصطدام سيارته قرب عزبته... وتساءل البعض:
- هل كان الهدف من بعث سيرة الملك فاروق: (تنظيف) سيرته بعد مرور كل هذه السنين، أو توضيح أبعاد بعض من خلفيات حياته وتنقيتها من السلبية.. أم إغراق تاريخه وشخصيته في ما كان يتردد عنه من فساد وعبثية واستسلام للهو حيناً وللسياسة الإنجليزية.. في الوقت الذي أوضح المسلسل أن الملك كان يحارب الإنجليز ويناصر الألمان في اندلاع الحرب، وكان خوفه على وطنه واحتلاله يفوق كل خوف؟!!
ولا يمكن لأي رأي محايد أن يتهم الكاتبة/ لميس جابر بأنها حسَّنت جوانب من شخصية الملك، وأضْفت السواد على الجانب الآخر.. بل قالت للصحافة:
- الهدف من كتابتي لهذه السيرة التاريخية، ينصبُّ على: البحث عن الحقيقة التي تتعلق بشخصية أثَّرت في التاريخ المصري ولحق بها الكثير من الظلم والتشويه، خصوصاً ما تناولته وسائل الإعلام من افتراءات على نزوات الملك.
والملاحظ: أن الوسط الفني المصري رفض انتاج هذا المسلسل وأقفل التلفاز المصري أبوابه في وجهه.. في الوقت الذي أثبت فيه المصريون أنهم غير محايدين مع تاريخهم، فقد سبق لهم أن أنتجوا فيلماً عن زعيم الثورة/ عبدالناصر، ثم أنور السادات، وقال المخرج المصري بحيادية/ داوود عبدالسيد: «إن المسلسل يتمتع بمصداقية تاريخية في الخط العام»، وأن مَنْ راجع أحداثه: مؤرخ مصري كبير هو/ لبيب يونان... وفي اعتباري لأدوار بعض الممثلين الذين أجاد أكثرهم، أن الممثل «صلاح عبدالله» فشل في تجسيد شخصية/ مصطفى النحاس وأظهره في ثوب كوميدي.
وهناك من المشاهدين من لاحظ ارتفاع الموسيقى التصويرية، خاصة حين يعلو الصوت فيضيع الحوار... ويبقى الفنان المبدع السوري/ تيم حسن، فقد ولد بطلاً، وأمتعنا بتقمص شخصية الملك.

آخر الكلام :
من ديوان «شيء للزمن المنسي» للشاعرة
العراقية/ سوسن سلمان سيف:
- إن في صحراء قلبي
البقايا من رمال، وفتافيت ظلال
هذه الدنيا تضيق، فأرى من كوة عينيك:
هل كانتا تكذبان؟!