-A +A
جولة: سامي المغامسي تصوير: رمزي عبدالكريم
في هذه الحلقة ترصد جولة «عكاظ» بعض الجوانب المتعلقة بقرى اللحن والثمد والصلصلة الواقعة في منطقة المدينة المنورة وتقف على مستوى الخدمات والبنية الاساسية. بدأنا الجولة بقرية اللحن التي تبعد عن المدينة المنورة نحو «100» كيلو متر شمالا إذ استضافنا شيخ القرية رويج رباح الرشيدي والذي تحدث عن احتياجات القرية قائلا: إنها تحتاج الى الكثير ابرزها مركز صحي ومركز للامارة وان طلباتها سبق الموافقة عليها وقد راجعت الشؤون الصحية بمنطقة المدينة المنورة منذ عامين واكدوا لي ان الاولوية ستكون لإنشاء المركز الصحي الا ان ذلك لم يحدث حتى الآن. يؤكد الشيخ الرشيدي حاجة القرية الى مركز للشرطة اذ يوجد بها نحو خمسة آلاف نسمة يعانون من بعض لصوص الاغنام والمواشي وكيابل الكهرباء التي اصطادت قبل فترة احدهم بصعقة كهربائية حين حاول في احدى الليالي قص شريط الكيبل.. وكذلك الحاجة الى مدرسة ثانوية للبنات اذ توجد نحو 32 فتاة يعجز ذويهم عن نقلهم الى مدارس «الصلصلة».. مشيرا الى مشكلة الجمال السائبة التي تقلق المسافرين على الطريق.. كما اشار الى أن معظم السكان يعتمدون على الضمان الاجتماعي.
خطورة الدولي

اتجهنا بعد ذلك الى قرية الصلصلة التي تبعد عن اللحن نحو 25 كيلو مترا وعن المدينة المنورة نحو 120كيلومترا.. وهي تتبع لمحافظة خيبر وتبلغ مساحتها نحو 3816 كيلومترا وتمثل 19% من مساحة المحافظة في حين يبلغ عدد سكانها أكثر من 11800 نسمة.الطريق المؤدي الى القرية اسفلتي.. ويقطع منتصف القرية وقد شاهدنا حادثا على وشك الوقوع لشاحنة بسبب مرور حيوانات سائبة وقد تمكن سائقها من الخروج عن الطريق متفاديا بلطف الله الاصطدام بعدد من المحلات التجارية ومحطة للوقود.
وأمام منازل عدد من الاهالي تحدث إلينا عبيد الرشيدي عن معاناتهم من الخدمات قائلا ان معظمها غائب عن القرية وإن كان المطلب الأهم هو إيجاد حل لمشكلة الطريق الذي يقطع منتصف القرية لأنه تسبب في حوادث مفجعة منها حادث معلمات الصلصلة وفقدت فيه معلمتان حياتهما بسبب الطريق الدولي الذي يمر عليه جميع حجاج البر والمعتمرين لافتا الى انه لايوجد رصيف لايقاف السيارات التي تخرج من مختلف مخارج القرية. وقال إن حادث المعلمات ليس هو الاول بل تكررت حوادث سابقة لان معظم المعلمات يأتين من المدينة المنورة.. واننا ننتظر من المجلس البلدي المساعدة في حل الكثير من الاشكاليات التي تواجه أبناء القرية خاصة الشباب منهم الذين يعانون من البطالة مما اضطر الكثيرين منهم مغادرتها بحثا عن الرزق في مدن أخرى.
ويعدد ناصر الرشيدي بعض الاحتياجات الاخرى للقرية منها مكتب للخدمات البريدية وحل مشكلة المياه بعد ان جفت معظم الآبار مع الانقطاع المستمر لمياه الشبكة والذي قد يستمر لعدة ايام مما ادى لارتفاع اسعار «الوايتات» الى 80 ريالا.. بجانب عدم وجود صرف صحي كما ان السيول التي هطلت على المنطقة ادت لاضرار زراعية كبيرة نتيجة لعدم وجود سد في القرية يحميها من المياه الجارفة. وقال إن وجود طبيبة لايغطي عدد السكان المتنامي، اذ سبق وأن انجبن نساء القرية في سيارة الاسعاف اثناء نقلهن الى المستشفى مشيرا الى تكرر حالات حوادث السرقات حتى اصبحت حديث الاهالي بعد ان تعرضت محطات الوقود والمحلات التجارية للعديد من هذه السرقات مرجعا اسبابها الى تفشي البطالة بين الشباب مؤملا ان يكون هناك دور فاعل للجمعية الخيرية للخدمات الاجتماعية في ايصال المساعدات لأبناء القرية خاصة وان الكثيرين منهم لايوجد مصدر رزق ثابت لهم مع انشاء حديقة كمتنفس للاهالي.
الثمد.. تاريخا وموارد
تقع الثمد شمال المدينة المنورة على بعد 150 كلم وجنوب مدينة خيبر بحوالى 20كم ويمر بها طريق المدينة - تبوك وتتميز بموقعها الجغرافي الهام حيث تقع في الجهة الجنوبية الغربية من حرة بني رشيد.
والثمد لغويا تعني الماء أو مكان تجمعه ولعل لهذه التسمية ارتباطا وثيقا بما يمتاز به هذا الموقع من وفرة المياه وغزارتها كما تمتاز الثمد بطبيعتها الجميلة وتعدد مزارعها إضافة إلى انتشار الأبيار ومنها بئر (الرهيجان) لشيخ شيوخ بن سمرة التي كانت موردا هاما للقوافل القادمة من بلاد الشام الى الاماكن المقدسة وبئر المروة للشيخ شالح بن سمرة التي تتميز بغزارة مائها وعذوبته.
وتوجد عدد من السدود التاريخية التي من أهمها سد البنت على وادي الغرس والحصيد الواقع على وادي السدير وقبة صفية وهو المكان الذي دخل فيه الرسول صلى الله عليه وسلم بعد فتح خيبر.
احتياجات الثمد
اتجهنا الى منزل الشيخ فارس بن سرور بن سمرة أمير شمل بني رشيد في قرية الثمد ورحب بنا بعد أن تعرف علينا وطلبنا منه التحدث عن احتياجات مركز الثمد فقال الاحتياجات كثيرة منها معالجة وضع المركز الصحي في القرية الذي لايوجد به سوى طبيب وطبيبة وينتقلان الى العمل في بعض الاحيان الى مستشفى خيبر عند الحاجة لهم في حين لاتتوفر معظم الادوية مع انتشار المستنقعات والمياه الراكدة والمخلفات المتناثرة بجميع احياء القرية التي تحتاج لمركز متكامل نظرا للكثافة السكانية التي تتجاوز أكثر من خمسة عشر ألف نسمة.
وتقليلا من حوادث المرور قال: نحتاج الى وجود رصيف على الخط الدولي في ظل حوادث السير والدهس المروعة التي لايكاد يمر يوم الا ويذهب ضحيتها احد طلاب المدارس الذين يضطرون للتنقل بين احياء القرية على ضفتي الطريق الدولي الذي يخترق القرية سواء مشيا على الاقدام أو على السيارات القديمة ويساعد في ذلك الشوارع الفرعية غير المسفلتة والضيقة والظلام الدامس حيث لاتوجد توسعة أو مدخل مزدوج أو إنارة لمدخل ووسط القرية كما لاتوجد أرصفة ولا سفلتة للأحياء مع العلم بأنه تم قبل ثلاث سنوات أو أكثر ترسية مشروع السفلتة وإنارة للقرية على احدى الشركات بجانب انعدام النظافة وانتشار المخلفات مما يساعد على توالد ناقل الامراض حيث تتكدس المخلفات على جانبي الطريق وداخل الاحياء وقال: إن مشكلة المياه رغم أن الثمد غزيرة بالمياه الجوفية لكنها ملح أجاج لاتستطيع الوضوء منه عوضا عن شربه وهو لايصلح للاستهلاك الآدمي ويضطر معظم سكان القرية لشربه حيث لايوجد بديل أو وضع مستنقع بجانب المنزل وسكب المياه فيه ليتم تصفيته بالتربة ورفعه للخزان العلوي ومن ثم استخدامه للغسيل والشرب مع بعض الحشرات والطفيليات الناقلة للامراض.
واضاف الشيخ فارس ان قرية الثمد تضرب البطالة أرجاءها بشكل كبير ونعاني من مشاكل السرقات واشياء اخرى بسبب هذه البطالة وعدم وجود وظائف ومعظم السكان يعتمدون على الضمان الاجتماعي الذي لايسد احتياجاتهم رغم الجهود الجدية التي تبذلها الجمعية. وقال ان المخطط السكني اعتمد لكن هناك شكوى من سكان الثمد من رفع الرسوم من المكاتب الهندسية حيث ان معظم السكان ليس لديهم قدرة على دفع الرسوم مشيرا الى انه سبق ان حدثت خلافات بين السكان حول منح الاراضي وتم توزيع المنح بالتساوي على السكان وننتظر ان تتبنى الدولة مشروع الاسكان التنموي.
وقال ننتظر إنشاء كلية للبنات خاصة في ظل تزايد عدد الطالبات .