فيما بقت السحابة السوداء جاثمة على سماء العروس جدة تنازلت المدارس في احياء شرق الخط السريع عن طابور الصباح درءا “للمفاسد” وتجنبا لاصابة الطلاب بالمزيد من الاضرار الناجمة عن استنشاق مباشر للادخنة والغازات السامة المنبعثة من حريق مرمى النفايات. فضلت ادارات المدارس حبس الطلاب داخل الفصول حتى فترة الفسحة الا ان الغازات كانت تتسرب الى الداخل سواء من الثقوب في فتحات النوافذ او الابواب وحسب عدد من طلاب ثانوية الاحنف بن قيس فان بعض المعلمين شرعوا في تركيب شفاطات الدخان لتخفيف حدة الغازات داخل الفصول الى الخارج. وقال الطلاب عبدالله المطيري وسعيد الزهراني وسعد الغامدي ومحمد العتيبي وخالد الجهني انهم وزملاءهم اصيبوا بنوبات من الربو وضيق التنفس بسبب كميات الدخان فيما تحولت فصولهم الى اقفاص.
حمراء الاسد في جدة وبدأ سكان الاحياء الشرقية يبحثون في تجربة حي حمراء الاسد في المدينة المنورة والتي عانى سكانها من التلوث الامر الذي اضطرهم لرفع دعوى ضدى ثلاث جهات حكومية مطالبين اياها بنقل مرمى النفايات السائلة هناك وتعويض مادي يصل الى مليار ريال وهي القضية التي ينتظرها ديوان المظالم بالمدينة المنورة.
وعلمت “عكـاظ” ان اهالي جدة بدأوا في جمع التوقيعات من بعضهم واعداد ملف دعوى ضد امانة جدة لتقديمه الى ديوان المظالم للمطالبة بتعويضات عن الاضرار التي طالتهم وتفاقمت مؤخرا.
وقال صالح الحربي ان مشكلة التلوث قديمة سواء بسبب مصرف الصرف الصحي او مطمر النفايات والشكاوى تواصلت سواء للامانة او لبلدية بريمان ولم تلمس أي نتيجة ايجابية رغم اصاباتنا المتكررة بالربو لذا لن نتردد في مقاضاة الجهات المتسببة في ضررنا.
واعتبر عبيد المطيري السبع سنوات الماضية معاناة حقيقية لسكان شرق جدة بسبب ارتفاع كثافة الدخان وللاسف لم تكن هناك سوى تصريحات ووعود لم يتحقق أي منها.
وفضل سعد القحطاني أسهل خيار للنجاة باسرته من دخان الغازات اذ لجأ الى اقاربه في حي الجامعة خاصة بعدما رافق والدته المسنة والمريضة بالربو لاربع ساعات في مستشفى الجامعة وقال ان اعدتها الى المنزل تكررت نوبة الربو خصوصا ان المكيفات في المنازل تعيد دورة الدخان الى الداخل ففضلت تجنب الحي بالكامل.
وانعكست السحابة السوداء سريعا على مستوى سوق العقارات في احياء شرق الخط السريع سواء في البيع او الايجارات اذ انخفضت بنسبة تزيد عن 30% وفيما كان ايجار الشقة المكونة من اربع غرف لا يقل عن 1250 ريالا اصبح السقف الاعلى لايزيد عن الف ريال فيما بقيت ايجارات الفلل الدوبلكس على حالها في ظل رغبة اصحابها الابقاء عليها مغلقة خير من خفض اسعارها. وقال عبدالعزيز الشاطري صاحب مكتب عقار ان الفترة الاخيرة شهدت انخفاضا في الاسعار بصورة ملفتة للنظر.
واضاف حمدان الشهري صاحب مكتب عقار قريب من المرمى ان لديه عمارات وفللا معروضة بأسعار منافسة بعدما فضل اصحابها التنازل عنها تجنبا للمرمى مشيرا الى ان انخفاض الاسعار يؤثر سلبا على دخل المكاتب.