-A +A
خالد الفرم
يشهد الإعلام السعودي بشكل عام ضعفاً في حقل الإعلام المتخصص، في وسائله المقروءة والمسموعة والمرئية، وبجناحيه العام والخاص، بدءاً من الإعلام الاقتصادي، مروراً بالإعلام الأمني والعسكري وانتهاء بالإعلام السياسي والاستراتيجي. فدولة بحجم المملكة التي تعد أكبر مصدر للنفط في العالم، وتحل التصنيف السابع عشر في منظمة التجارة العالمية، ضمن أكبر 20 اقتصاداً في العالم، لا نرصد لها إعلاماً اقتصادياً بارزاً، يمكن قياس نجاحه من خلال الانتشار والتأثير محلياً وإقليمياً ودولياً، قادراً على صياغة التوجهات الاقتصادية والتأثير فيها، والاعتماد عليه كمرجع رئيس في بورصة الإعلام الاقتصادي العالمي.
فلازلنا نتلقف مؤشرات النفط واتجاهاته عبر وكالات الأنباء العالمية، والصحفيين الدوليين المتخصصين في هذا الحقل، بسبب ندرة المراجع الإعلامية الوطنية في حقل إعلام النفط واقتصاديات البترول، وهذا الترهل في الميدان الاقتصادي لا يتحمله الصحفي وحده، بل هي مسؤولية مشتركة بين المؤسسات الإعلامية والجهات الرسمية الحكومية، لذلك سرتني مبادرة وزارة البترول والثروة المعدنية، في عقد دورة تخصصية للصحفيين الاقتصاديين قبيل انعقاد قمة أوبيك القادمة في الرياض، إذ تضمن برنامج الدورة تطبيقات ميدانية للأعمال الاقتصادية والنفطية، ومحاضرات متخصصة للقيادات البترولية السعودية التي شارك فيها الأمير عبدالعزيز بن سلمان نائب وزير البترول والثروة المعدنية، وبعض الخبرات الدولية.

فهذه المبادرة تستحق الشكر والتقدير، وأتمنى تعميم هذه التجربة في المؤسسات الحكومية الأخرى، قبيل المؤتمرات أو الاجتماعات الكبرى في أضعف الأحوال. فوزارة البترول في هذه الدورة أسهمت في رفع درجة وعي الصحفيين المشاركين في تغطية قمة أوبيك، وضخت جرعات مركزة عن موضوعات القمة، وأسست لرابطة صحفية جيدة مع الوزارة، وشرحت سياستها الإعلامية والنفطية لفريق التغطية، والمتدربون من جهتهم ارتفع رصيدهم المعرفي والمهني في حقل الإعلام الاقتصادي والنفطي، وتوثقت علاقتهم بقيادات الوزارة وحصلوا على معلومات جيدة... وننتظر بعد هذه المجهودات من أطراف العملية تغطية صحفية مميزة، على المستويين المحلي والدولي.