-A +A
فهيم الحامد (موفد عكاظ الى موسكو)
يبدأ صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام بعد غد الاربعاء زيارة رسمية الى روسيا الاتحادية هي الاولى له منذ تقلده منصب ولي العهد وتستغرق الزيارة ثلاثة ايام يبحث خلالها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سبل تطوير العلاقات الثنائية بالاضافة الى مناقشة التطورات في الشرق الاوسط والوضع في الاراضي الفلسطينية والعراق والملف النووي الايراني ومؤتمر السلام الدولي والسبل الكفيلة لإرساء الأمن والاستقرار في المنطقة كما يعقد سموه مباحثات مع نظيره الروسي اناتولي سيرجيكوف بهدف تعزيز التعاون الدفاعي وتطوير العلاقات. أكد السفير الروسي لدى المملكة فيكتور كودريافتسيف ان زيارة سمو ولي العهد الى روسيا تمثل علامة بارزة في العلاقات السعودية الروسية وقال في حوار لـ”عكـاظ” انها ستعطي دفعة قوية لتطوير الشراكة المتبادلة بين البلدين.
وفيما يلي نص الحوار:

تطوير علاقات الشراكة
بداية كيف تنظرون الى زيارة سمو ولي العهد الى روسيا من حيث التوقيت والظروف التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط؟
- نحن نرحب بزيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز الى موسكو ونتوقع ان تمثل لقاءاته مع الرئيس بوتين وكبار المسؤولين علامة بارزة جديدة للاتصالات المباشرة على هذا المستوى وستعطي دفعة قوية لتطوير علاقات الشراكة المتبادلة القائمة بين بلدينا، فالمملكة وروسيا تمران اليوم بمرحلة النهوض وان توحيد جهودنا من أجل توفير الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة يخدم مصالح بلدينا ودول المنطقة بأكملها ويستجيب لمهام بناء العالم الخالي من النزاعات والمزدهر وكما تعلمون ان منطقة الشرق الأوسط تمر بمرحلة حساسة وبلا شك سيتم تبادل الآراء بين دولتينا في سبيل ايجاد فرص استتباب الأمن والأوضاع في المطقة آخذين بالاعتبار وزن وسمعة روسيا والمملكة على المضمار الدولي.
ما هي القضايا والموضوعات التي ستكون محور البحث بين سمو ولي العهد والقيادة الروسية سواء على صعيد الموضوعات الثنائية او الاقليمية والدولية؟
- بلا شك من أهم الموضوعات التي سيبحثها سمو ولي العهد في موسكو هي سبل وأشكال تطوير وتوسيع العلاقات بين روسيا والمملكة، ونظرا للمستوى الرسمي العالمي لهذه الزيارة أتوقع ان تبادل الآراء للطرفين سيمثل كل نواحي العلاقات الثنائية بما فيها المسائل السياسية والاقتصادية.
كما نتوقع ان هذه الزيارة ستعطي للطرفين فرصة لتبادل الآراء حول القضايا الاقليمية والدولية بما فيها الموضوعات الساخنة كالأوضاع في الشرق الأوسط بشكل عام ومسائل التسوية في العراق ولبنان والملف النووي الايراني والقضايا المتعلقة بالأمن الاقليمي والعالمي ومكافحة الارهاب الدولي والتطرف.
من وجهة نظركم الى أي مدى ستنعكس الزيارة على تعزيز العلاقات بين البلدين في الميادين السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية؟
- لقد قطعنا شوطا كبيرا في بناء علاقات الشراكة بين بلدينا في كل المجالات وأنشئت في السنوات الماضية اللجنة الروسية السعودية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والفني التي باشرت أعمالها وعقدت جلستين (الأخرة في شهر مايو من عام 2005م في الرياض) حيث تم تنسيق اشكال واتجاهات التعامل في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والرياضية والانسانية كما تم تحديد البرامج الملموسة ومشاريع التعاون، وتطويرا لهذه القرارات أسست بعض الشركات الروسية فروعا لها في المملكة وقد أخذت في تنفيذ المشاريع الاقتصادية الملموسة على سبيل المثال حققت شركة «لوكسار» نتائج ايجابية لأعمال التنقيب عن الغاز غير المصاحب في الربع الخالي، كما فازت شركة «ستروي ترانس غاز» في المناقصات حيث حصلت على العقدين المهمين وذلك يفتح الآفاق الجيدة في اعتقادنا امام شركة «ديغاز» الروسية التي تتعامل مع ارامكو السعودية بنجاح في مجال اختبار سلامة انابيب النقل واننا متفائلون بالجهود التي تبذلها شركة السكك الحديدية الروسية للدخول في مشاريع الخطوط الحديدية في المملكة كما حققنا تقدما في مجال استخدام الفضاء الخارجي للاغراض السلمية حيث تم اطلاق عدد من الاقمار الصناعية السعودية للاتصالات الفضائية بواسطة الصواريخ الروسية ويزداد التبادل التجاري بصورة مستدامة.
ومن ناحية اخرى وقعت بعض الاتفاقيات التي شكلت قاعدة قانونية للتعاون الروسي السعودي ومنها الاتفاقية العامة للتعاون بين حكومتي البلدين الموقعة العام 1994م واتفاقية التعاون في مجال النفط والغاز، واتفاقية التعاون في مجال الرياضة «2003م» واتفاقية تفادي الازدواج الضريبي والاتفاقية في مجال خدمات النقل الجوي ومذكرة تفاهم للتعاون في المجال الثقافي «2007م».
ونتوقع ان تكون زيارة سمو ولي العهد الى موسكو بمثابة قوة دفع جديدة لمسيرة تطور علاقات الصداقة والتعاون بين بلدينا الصديقين.
مواقف متقاربة وتعاون فعال
الى اي مدى تجدون ان هناك تطابقا في الرؤى بين الرياض وموسكو حول قضايا المنطقة ومدى دعم موسكو لمبادرة السلام العربية؟
- مواقف روسيا والمملكة من القضايا الحيوية للمنطقة متقاربة جدا وحتى تتطابق في كثير من الموضوعات ونحن نتعامل مع قيادة المملكة تعاملاً وثيقاً بحثاً عن حلول للقضايا الحيوية في الشرق الاوسط مثل تسوية النزاع العربي الاسرائيلي واستقرار الوضع في العراق والملف النووي الايراني وغيرها وتعقد المشاورات المنتظمة بين وزارتي الخارجية للبلدين. وبغية معالجة المسائل المذكورة وايجاد الحلول للموضوعات الاخرى المدرجة في جدول الاعمال الدولي نتعامل بصورة نشيطة في المؤسسات والمنتديات الدولية المختلفة.
عموما اعتقد ان التعامل الثنائي الروسي السعودي في الموضوعات الدولية يجري بشكل مثمر وفعال.
وفيما يخص مبادرة السلام العربية نحن نعتبرها عنصرا مهماً وحيويا لاسس التسوية لقضية الشرق الاوسط فضلا عن قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة واحكام خارطة الطريق وغيرها من القرارات الدولية المعروفة.
هل انتم راضون عن التعاون السعودي الروسي في مجال مكافحة الارهاب وما هي آفاق التعاون في هذا المجال مستقبلاً؟
- هناك تقدم ملحوظ في مجال مكافحة الارهاب في السنوات الماضية ونتعامل على أساس ثنائي وفي اطار المؤسسات الدولية بما فيها الأمم المتحدة ومنتديات متعددة الأطراف كما يجري تبادل الوفود على مستوى الخبراء، عموما يتميز التعاون في هذا المجال بالفعالية والمنفعة.
روح التسامح والعدالة
تتبنى المملكة سياسة الاعتدال والوسطية وفهم ثقافة الآخر، كيف يمكن للمملكة وروسيا لعب دور ايجابي في تعزيز حوار الحضارات والتعايش السلمي بين الشرق والغرب؟
-نثمن النهج السياسي الذي تقوم به المملكة من اجل معالجة القضايا الدولية بروح التسامح والعدالة والانصاف وانه يتفق كثيرا مع سياسة القيادة الروسية الرامية الى تعزيز حوار الحضارات وتوسيع تعاون الأديان والحضارات المختلفة. لأن حوار الحضارات يخدم، بلا شك مصالح الأمن والاستقرار وبناء العالم الخالي من النزاعات. ونرى ان المملكة مع وزنها وسمعتها الرفيعة في العالم العربي والاسلامي تقوم في هذا السياق بدور فعال وحيوي.