-A +A
أحمد السيد (القاهرة)
أعرب العديد من علماء الأزهر عن صدمتهم الشديدة من فتوى الدكتور علي جمعة التي اعتبر فيها أن الغارقين من الشباب المصريين قبالة سواحل ايطاليا ليسوا شهداء لأنهم القوا بأنفسهم في التهلكة على اعتبار أن من مات غريقا فهو شهيد في سبيل الله. وقال رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشيخ عبد الحميد الأطرش ،أن المولى عز وجل يأمر بالسعي في الأرض وطلب الرزق في قوله تعالى {ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله}، فالذي يبحث عن رزقه كالمجاهد في سبيل الله لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (إن شهداء الدنيا من الذنوب ذنوبا لا يكفرها صلاة ولا صيام وإنما يكفرها السعي على المعاش). واضاف الأطرش أن الشهداء في الإسلام ثلاثة أنواع هم شهداء الدنيا فقط الذين ذهبوا للقتال من أجل أغراض الدنيا وقتلوا في المعركة ، وشهداء الآخرة فقط وهم الغرقى والحرقى والذين يموتون بمرض في البطن أو الطاعون ، وثالثا شهداء الدنيا والآخرة وهم الذين يقاتلون في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى.
من جانبه أكد الدكتور حامد الفقي أستاذ الفقه بجامعة الأزهر أن الذين غرقوا قبالة السواحل الإيطالية شهداء لأنهم ذهبوا للبحث عن فرصة عمل بدلا من العيش عالة على الآخرين مشيرا الى أنهم بذلك ذهبوا في سبيل الله تعالى. الى ذلك أعربت د. سعاد صالح أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر عن صدمتها ودهشتها من فتوى الدكتور علي جمعة وقالت هذه الفتوى سببت لي ولأهل الضحايا الغارقين صدمة شديدة لأننا جميعا مطالبون بأن يكون عندنا حسن الظن لأن حسن الظن من حسن العبادة ، فكيف يبني المفتي فتواه على سوء الظن ولا يطبق قوله تعالى : {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن إثم}.

وأضافت ، انه بدلا من أن يفتي المفتي بأن الغارقين ليسوا شهداء عليه أن يفتينا في حكم الدين في الفساد والمفسدين الذين دفعوا هؤلاء الشباب للاضطرار الى السفر وبيع أملاكهم في سبيل ذلك واعتبرت هذه الفتوى من فتاوى الإحباط التي تثير اليأس والقنوط في النفوس وهو ما يتنافى بشدة مع دور رجل الدين المطالب ببث الأمل في النفوس.