-A +A
عثمان النعماني(القاهرة)
جاءت زيارة سمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز الى روسيا لتصب في صالح تفعيل الدور الروسي في قضايا الشرق الأوسط بما يخدم المصالح العربية . وأهمية نتائج هذه الزيارة أنها جاءت في وقت تسعى فيه روسيا الاتحادية برئاسة فلاديمير بوتين للعب دور فعال في الشرق الأوسط وهو ما يجعل للزيارة نتائج مثمرة.ويرى محللون مصريون ضرورة ان يكون هناك تحرك عربي باتجاه تفعيل الدور الروسي في ازمات المنطقة. ويقول الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع المصري ان أي دور لأي قوة في المعترك الدولي يرتبط بالقوة الاقتصادية والسياسية والعسكرية والاتحاد السوفيتي عندما كان قطبا ثانيا في العالم مع الولايات المتحدة كان له دور مؤثر في اتجاه الصراع العربي- الاسرائيلي وكان يوجب على كل الإطراف ان تضعه في الاعتبار حيث كان فاعلا في أحيان كثيرة والكل يتذكر إنذار بولجامين إبان العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م والذي أدى إلى انسحاب الدول المعتدية ولكن الدور الروسي تأثر كثيرا بسبب تفكك الاتحاد السوفيتي وحدوث نوع من الخلل السياسي والاقتصادي الداخلي من جهة وخلل في موازين القوى العسكرية الدولية من جهة أخرى وهو ما لعب دورا رئيسيا في ابتعاد الدور الروسي عن مسرح عملية السلام في الشرق الأوسط .
وأضاف الدكتور رفعت أن الاتحاد السوفيتي كان يعتبر الحليف الاول للعرب في معركتهم ضد اسرائيل لأمور ترجع الى توازنات القوى الدولية والإقليمية حيث كان لتحالف الولايات المتحدة مع اسرائيل دافع كبير للاتحاد السوفيتي في دعم العرب بكافة الوسائل وهو ما يتضح في دفعات الاسلحة الهائلة والخبراء الروس الذين تدفقوا على الدول العربية.

وانتقد الدكتور رفعت السعيد مقولة الرئيس المصري الراحل أنور السادات من أن ما يقرب من 99%من أوراق حل الصراع في الشرق الأوسط في يد الولايات المتحدة ويرى ان هذا كان سببا في ابتعاد الدور الروسي عن العملية السلمية مع أن الحقائق والمعطيات الأخيرة أثبتت عدم صحة هذه المقولة.ويرى أن العلاقات الاستراتيجية بين الدول العربية وروسيا أصبحت محدودة وتقتصر في أغلب الأحيان على بعض الاهتمامات الاقتصادية مع بعض الدول وهو ما دفع روسيا الى الابتعاد تدريجيا عن المنطقة طالما ليس لها تأثير مباشر على مصالحها . ويرجع المفكر الفلسطيني المقيم بالقاهرة عبد القادر ياسين بعض أسباب تراجع الدور الروسي بشأن الصراع في المنطقة إلى العلاقات الخاصة التي تربط بعض الدول العربية بالولايات المتحدة والتي تضيف بالإيجاب الى الدور الأمريكي وتجعله الأكثر تأثيرا ولكن الدور الروسي أمامه بضع سنوات حتى يمكنه أن يلعب دورا فاعلا في مسيولوجيا الصراع الدائر في المنطقة وحتى يستعيد الاتحاد الروسي توازن القوى ويستقطب دول الاتحاد السوفياتي السابقة ويوطد علاقاته مع دول جنوب شرق آسيا . ويؤكد ان هناك عدة ادوار محايدة الان بشأن الصراع العربي – الاسرائيلي مثل الدور الروسي والدور الأوربي والدور الصيني والياباني وتحتاج جهدا عربيا رسميا وشعبيا لكسب تأييدها للموقف العربي وهو ما يجب أن يوضع في الحسبان عند صياغة خطة التحرك القادمة لان الاعتماد فقط على الولايات المتحدة لم يفض إلى شيء بل على العكس كانت له نتائجه السلبية التي ظهرت جليا في الآونة الاخيرة .