تستضيف الأكاديمية البحرية الأميركية في أنابوليس بولاية ماريلاند غدا الاجتماع الدولي الذي دعا إليه الرئيس جورج بوش لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط والتمهيد لإقامة الدولة الفلسطينية. ويأتي اختيار هذه المدينة لاستضافة المؤتمر كونها تتمتع بمعالم بارزة من التاريخ الأمريكي تعود إلى القرن السابع عشر، فمدينة أنابوليس أو كما كانت تسمى من قبل “آن أروندل” لها تاريخ طويل وشهير يعود إلى أواسط القرن السابع عشر. “عكـاظ” زارت المدينة التي تستعد لدخول تاريخ الشرق الأوسط والسلام من بابه الواسع وجاءت بالتقرير التالي:
تقع مدينة أنابوليس عاصمة ولاية ماريلاند على نهر سيفيرن حيث يلتقي مع أكبر مصب لمجرى مائي في أميركا الشمالية، وهو خليج تشيسابيك. وتبعد 26 ميلا عن ميناء بلتيمور الداخلي، و32 ميلا عن العاصمة واشنطن. وعدد سكانها مع ضواحيها يصل الى 62.585 نسمة أما عدد سكان المدينة نفسها فهو 33.187 نسمة.
ويعتبر مطار بلتيمور- واشنطن الدولي BWI من أكثر المطارات حركة في المنطقة وهو يقع على بعد 24 ميلا فقط عن أنابوليس في شمال غرب محافظة آن أروندل. وتربط خدمة “أمتراك” للسكك الحديدية للركاب وخدمة مارك MARK للنقل بالسكك الحديدية أيضا مطار BWI ببلتيمور وواشنطن العاصمة. أما شركة CSX وشركة نورفولك جنوبا فإنهما توفران خدمة لشحن البضائع.
وتتميز هذه المدينة بأربعة فصول، شتاؤها بارد بصورة معتدلة وصيفها حار ورطب، ويبلغ المعدل السنوي لسقوط المطر فيها 39.03 بوصة في العام. ومعدل درجات الحرارة هو 55.6 درجة فهرنهايت. أما معدل انخفاض الحرارة في فصل الشتاء فهو 35.5 درجة فهرنهايت. ومعدل درجات الحرارة في فصل الصيف هو 85.2 درجة فهرنهايت.
وتضم أنابوليس التي تعتبر عاصمة الإبحار في الولايات المتحدة ، الأكاديمية البحرية الأميركية التي يتمركز فيها لواء من ضباط الصف البحريين يتألف من أربعة آلاف طالب، وتفتخر بأنها تضم مباني أثرية تعود إلى القرن الثامن عشر، بما فيها منازل أربعة من موقعي إعلان الاستقلال من سكان ماريلاند. ومتحف بانكر- دوغلاس هو حاضن الولاية الرسمي للتاريخ الأفريقي الأميركي. ويمكن التعرف على معالم المدينة عن طريق القيام برحلات قصيرة بالقوارب أو جولات بالترولي أو مشياً على الأقدام.
أما المناطق الريفية حول المدينة فتتوفر بكثرة في محافظة آن أروندل حيث تضم هذه المحافظة أكبر موقع للآثار في ولاية ماريلاند في مدينة لندن تاون التاريخية وحدائق أدجووتر. ومن المواقع المشهورة أيضا في منطقة BWI Gateway Community نجد هناك أهم ثلاثة مواقع للتسوق في البلاد، هي مجمع آروندل ميلز؛ ومتحف الكتابة بالشيفرة، ومنزل بنسون هاموند. وفي القسم الجنوبي من محافظة آن أروندل منزل الكابتن سالم أفري الذي تحول إلى متحف في شايدي سايد، ومتحف التراث في غيلزفيل، ومتحف الحيوانات الأليفة الرئاسي المجاور في لوثيان.
وتضم أنابوليس نفسها وأنابوليس الكبرى أكثر من 2.500 غرفة من الفنادق إضافة إلى 60,000 قدم مربع من أماكن الاجتماعات .وأكثر من 30 منزلا للإقامة وتناول الفطور، وتتميز كلها بأسلوبها وطابعها الفريدين. بينما تقدم عشرات المطاعم المأكولات العالمية في إطار فاخر أو شعبي. وتتوفر مجموعة من ثمار البحر، ولحوم الستيك الفاخرة، فضلا عن المآكل المحلية في مزيج فاخر من المقاهي، والمطاعم التي تملأ أرجاء المدينة.
لمحة تاريخية
ويبدأ تاريخ أنابوليس من غرينبيري بوينت أول منطقة جرى استيطانها وأصبحت الآن تعرف بأنابوليس. وقد سماها البيوريتانيون مقاطعة عندما وصلوا إلى الجانب الشمالي لنهر سيفيرن في العام 1649. حيث سمّي أول اجتماع للمجلس الملكي برئاسة الحاكم سير فرانسيس نيكولسون المستوطنة الواقعة عند الطرف الجنوبي للنهر العاصمة الجديدة لمقاطعة ماريلاند. وأعيد تسمية المدينة باسم أنابوليس العام 1695 تكريما لابنة الملك جيمس الثاني، وملكة إنكلترا الأميرة آن. وترجمتها هي مدينة آن. وصنفت منطقة المستوطنة الأولى الواقعة على البحر معلما تاريخيا وطنيا. ودمج الحاكم جون سيمور أنابوليس رسميا في 22 نوفمبر من العام 1708 نيابة عن الملكة آن . والبراءة هي الوحيدة الصادرة بموجب الخاتم الملكي في ماريلاند.
وتضم ولاية ماريلاند كثيرا من “الأوائل” في الولايات المتحدة حيث تعد أنابوليس أقدم مدينة مدمجة في الولاية. وهي تضم أقدم مكتبات أبرشية . وكانت أول صحيفة في المستوطنة هي ماريلاند غازيت . وقد أسست الأكاديمية البحرية الأميركية في أنابوليس في العام 1845. ومجلس الولاية هو أقدم بناء استعمل كمجلس تشريعي بصورة متواصلة في البلاد. وفي أعلى البناء قبة خشبية هي الأكبر لأي مجلس مشابه في الولايات المتحدة.
أما عن ممارسة الرياضة، فتجري في أنابوليس التي تعد عاصمة الإبحار الأميركية مسابقات الزوارق المائية، بما فيها سباق مساء الأربعاء البحري الذي يجري أسبوعيا طيلة فصل الصيف. ويتم فيها كل عام أكبر عرض في البلاد لقوارب السفر والزوارق السريعة. وتجتذب الأحداث الرياضية للأكاديمية البحرية زائرين من مختلف أنحاء القارة الأمريكية .
وتضم أنابوليس مجموعة واسعة من أماكن الاجتماعات التقليدية والفريدة ، ولكن لم يعثر على أي وثائق تؤكد أنها استضافت عبر تاريخها أي مؤتمرات دولية للسلام.
كما تضم كلية سانت جون، وهي كلية للفنون الليبرالية. وسانت جون التي أسست سنة 1796 هي ثالث أقدم مؤسسة للتعليم العالي في الولايات المتحدة.
وبينما يتجول المرء في شوارع أنابوليس المرصوفة بالطوب ، يستشعر ماضيها الغني بالهندسة المعمارية. والواقع أن المدينة تفخر بأنها ما زالت تضم من مباني عهد الاستعمار الاستيطاني الباقية أكثر من أي مدينة أخرى في الولايات المتحدة. لقد أصبحت “ آن أروندل “ التي أسستها في العام 1649 جماعة من بيوريتانيي فرجينيا (طائفة من المصلحين الدينيين) اجتذبهم التسامح الديني، العاصمة لإقطاعية ماريلاند في العام 1695 ثم أعيدت تسميتها باسم أنابوليس تكريما للأميرة آن وريثة التاج الإنجليزي. وبحلول القرن الثامن عشر اصبحت مركزا ثقافيا يعج بالنشاط وملتقى اجتماعيا لمنطقة الأطلسي الوسطى. كما كان لممثلي ماريلاند الأربعة، الذين وقعوا وثيقة إعلان الاستقلال، وهم: وليام باكا، وتوماس ستون، وسامويل تشيس، وتشارلز كارول بيوتا في المدينة. وقد حفظت منازلهم وثلاثة منها مازالت مفتوحة حتى الآن امام الجمهور. ويحتوي منزل وليام باكا على حديقة للتنزه مساحتها حوالى 8.000 متر مربع تعتبر الوحيدة من نوعها في البلاد. أما منزل هاموند هاروود فيحتوي على أجمل مدخل في أميركا .
وتعتبر دار حكومة ولاية ماريلاند فى أنابوليس أقدم مبنى كابيتول ما زال يستعمل من قبل مجلس تشريعي في الولايات المتحدة. وقد استعمل المبنى كأول مقر للمجلس التشريعي القومي للبلاد في عهد السلام منذ نوفمبر من العام 1783 حتى أغسطس 1784. ويستطيع المرء أن يرى حتى الآن قاعة مجلس الشيوخ القديمة والتى شهدت إعلان الجنرال جورج واشنطن استقالته من خدمته العسكرية ، كما وشهدت ذات القاعة مصادقة الكونجرس على معاهدة باريس التي اعترفت رسميا باستقلال المستعمرات الأميركية عن بريطانيا.
على رصيف ميناء المدينة اقام “أليكس هيلي” تمثالا يحيي به ذكرى وصول كينتا كونته الشاب الأفريقي من غامبيا والذي ، حسبما جاء في كتاب أليكس هيلي “الجذور”، أنه بيع عبدا في أنابوليس. وتشير أبحاثه في هذا المجال إلى سفينة نقل العبيد “لورد ليجنير” التي رست في أنابوليس يوم 29 سبتمبر من العام 1767. ويعتقد أن هيلي الذي أقام لكينتا كونته تمثالا هو النصب التذكاري الوحيد في الولايات المتحدة الذي يحيي ذكرى وصول العبيد الأفارقة إلى القارة الجديدة .
وتضم كلية سانت جون بين مشاهير خريجيها “ فرانسيس سكوت كي “ مؤلف نشيد العلم المرصع بالنجوم. وقد استخدمت الكلية أثناء الحرب الأهلية كمستشفى عسكري، وكانت مسرحا أيضا لالتحاق 122 عبدا من عبيد المقاطعة بفرقة الجنود الأميركيين الملونين في العام 1864.
حدائق لندن
والى الجنوب مباشرة من أنابوليس تقع بلدة وحدائق لندن حيث يعكف علماء الآثار على كشف التاريخ يوميا وهم يعثرون على مواقع المباني الأصلية التي كانت قائمة في القرن الثامن عشر في بلدة لندن. ويستطيع الزوار التجول في منزل وليام براون الذي بني في أوائل القرن الثامن عشر وكذا يستطيعون التجوال فى ثمانية هكتارات من الحدائق والأحراش .
أما حي “هايلاند بيتش” فهو مقر توين أوكس، الكوخ الصيفي لفريدريك دوغلاس الخطيب والداعية الشهير لإلغاء الرق. وقد تأسس منتجع هايلاند بيتش في العام 1893 على يد تشارلز ابن فريدريك دوغلاس وهو أقدم منتجع أميركي للسود. ويستقبل المتحف والمركز الثقافي لفريدريك دوغلاس في توين أوكس الزوار بمواعيد مسبقة .
ولمدينة أنابوليس ومقاطعة آن أروندل بفضل موقعهما على خليج تشيسابيك تراث بحري عريق ما زال أثره ظاهرا في الحياة العصرية. فمتحف أنابوليس للملاحة البحرية في إيستبورت على الميناء الشرقي مخصص للحفاظ على التاريخ البحري حيا.
وفي بلدة شيدي سايد في المقاطعة الجنوبية يصور منزل الكابتن سالم إيفري حياة البحارة في خليج تشيسابيك في القرن التاسع عشر. وإلى الجنوب من ذلك تقع مدن الملاحين غيلسفيل وديل وشيدي سايد. وهناك تأتي القوارب إلى الخليج بحمولاتها من البضائع والعائلات القادمة من المدينة الكبيرة واشنطن للاستمتاع بنسمات الصيف.
وبعد ومع هذا التاريخ العريق لهذه المدينة هل تنجح أنابوليس في تشكيل نقطة مفصلية في التاريخ البشري وتكون منطلقا لوضع لبنة حقيقية في طريق تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط؟
تقع مدينة أنابوليس عاصمة ولاية ماريلاند على نهر سيفيرن حيث يلتقي مع أكبر مصب لمجرى مائي في أميركا الشمالية، وهو خليج تشيسابيك. وتبعد 26 ميلا عن ميناء بلتيمور الداخلي، و32 ميلا عن العاصمة واشنطن. وعدد سكانها مع ضواحيها يصل الى 62.585 نسمة أما عدد سكان المدينة نفسها فهو 33.187 نسمة.
ويعتبر مطار بلتيمور- واشنطن الدولي BWI من أكثر المطارات حركة في المنطقة وهو يقع على بعد 24 ميلا فقط عن أنابوليس في شمال غرب محافظة آن أروندل. وتربط خدمة “أمتراك” للسكك الحديدية للركاب وخدمة مارك MARK للنقل بالسكك الحديدية أيضا مطار BWI ببلتيمور وواشنطن العاصمة. أما شركة CSX وشركة نورفولك جنوبا فإنهما توفران خدمة لشحن البضائع.
وتتميز هذه المدينة بأربعة فصول، شتاؤها بارد بصورة معتدلة وصيفها حار ورطب، ويبلغ المعدل السنوي لسقوط المطر فيها 39.03 بوصة في العام. ومعدل درجات الحرارة هو 55.6 درجة فهرنهايت. أما معدل انخفاض الحرارة في فصل الشتاء فهو 35.5 درجة فهرنهايت. ومعدل درجات الحرارة في فصل الصيف هو 85.2 درجة فهرنهايت.
وتضم أنابوليس التي تعتبر عاصمة الإبحار في الولايات المتحدة ، الأكاديمية البحرية الأميركية التي يتمركز فيها لواء من ضباط الصف البحريين يتألف من أربعة آلاف طالب، وتفتخر بأنها تضم مباني أثرية تعود إلى القرن الثامن عشر، بما فيها منازل أربعة من موقعي إعلان الاستقلال من سكان ماريلاند. ومتحف بانكر- دوغلاس هو حاضن الولاية الرسمي للتاريخ الأفريقي الأميركي. ويمكن التعرف على معالم المدينة عن طريق القيام برحلات قصيرة بالقوارب أو جولات بالترولي أو مشياً على الأقدام.
أما المناطق الريفية حول المدينة فتتوفر بكثرة في محافظة آن أروندل حيث تضم هذه المحافظة أكبر موقع للآثار في ولاية ماريلاند في مدينة لندن تاون التاريخية وحدائق أدجووتر. ومن المواقع المشهورة أيضا في منطقة BWI Gateway Community نجد هناك أهم ثلاثة مواقع للتسوق في البلاد، هي مجمع آروندل ميلز؛ ومتحف الكتابة بالشيفرة، ومنزل بنسون هاموند. وفي القسم الجنوبي من محافظة آن أروندل منزل الكابتن سالم أفري الذي تحول إلى متحف في شايدي سايد، ومتحف التراث في غيلزفيل، ومتحف الحيوانات الأليفة الرئاسي المجاور في لوثيان.
وتضم أنابوليس نفسها وأنابوليس الكبرى أكثر من 2.500 غرفة من الفنادق إضافة إلى 60,000 قدم مربع من أماكن الاجتماعات .وأكثر من 30 منزلا للإقامة وتناول الفطور، وتتميز كلها بأسلوبها وطابعها الفريدين. بينما تقدم عشرات المطاعم المأكولات العالمية في إطار فاخر أو شعبي. وتتوفر مجموعة من ثمار البحر، ولحوم الستيك الفاخرة، فضلا عن المآكل المحلية في مزيج فاخر من المقاهي، والمطاعم التي تملأ أرجاء المدينة.
لمحة تاريخية
ويبدأ تاريخ أنابوليس من غرينبيري بوينت أول منطقة جرى استيطانها وأصبحت الآن تعرف بأنابوليس. وقد سماها البيوريتانيون مقاطعة عندما وصلوا إلى الجانب الشمالي لنهر سيفيرن في العام 1649. حيث سمّي أول اجتماع للمجلس الملكي برئاسة الحاكم سير فرانسيس نيكولسون المستوطنة الواقعة عند الطرف الجنوبي للنهر العاصمة الجديدة لمقاطعة ماريلاند. وأعيد تسمية المدينة باسم أنابوليس العام 1695 تكريما لابنة الملك جيمس الثاني، وملكة إنكلترا الأميرة آن. وترجمتها هي مدينة آن. وصنفت منطقة المستوطنة الأولى الواقعة على البحر معلما تاريخيا وطنيا. ودمج الحاكم جون سيمور أنابوليس رسميا في 22 نوفمبر من العام 1708 نيابة عن الملكة آن . والبراءة هي الوحيدة الصادرة بموجب الخاتم الملكي في ماريلاند.
وتضم ولاية ماريلاند كثيرا من “الأوائل” في الولايات المتحدة حيث تعد أنابوليس أقدم مدينة مدمجة في الولاية. وهي تضم أقدم مكتبات أبرشية . وكانت أول صحيفة في المستوطنة هي ماريلاند غازيت . وقد أسست الأكاديمية البحرية الأميركية في أنابوليس في العام 1845. ومجلس الولاية هو أقدم بناء استعمل كمجلس تشريعي بصورة متواصلة في البلاد. وفي أعلى البناء قبة خشبية هي الأكبر لأي مجلس مشابه في الولايات المتحدة.
أما عن ممارسة الرياضة، فتجري في أنابوليس التي تعد عاصمة الإبحار الأميركية مسابقات الزوارق المائية، بما فيها سباق مساء الأربعاء البحري الذي يجري أسبوعيا طيلة فصل الصيف. ويتم فيها كل عام أكبر عرض في البلاد لقوارب السفر والزوارق السريعة. وتجتذب الأحداث الرياضية للأكاديمية البحرية زائرين من مختلف أنحاء القارة الأمريكية .
وتضم أنابوليس مجموعة واسعة من أماكن الاجتماعات التقليدية والفريدة ، ولكن لم يعثر على أي وثائق تؤكد أنها استضافت عبر تاريخها أي مؤتمرات دولية للسلام.
كما تضم كلية سانت جون، وهي كلية للفنون الليبرالية. وسانت جون التي أسست سنة 1796 هي ثالث أقدم مؤسسة للتعليم العالي في الولايات المتحدة.
وبينما يتجول المرء في شوارع أنابوليس المرصوفة بالطوب ، يستشعر ماضيها الغني بالهندسة المعمارية. والواقع أن المدينة تفخر بأنها ما زالت تضم من مباني عهد الاستعمار الاستيطاني الباقية أكثر من أي مدينة أخرى في الولايات المتحدة. لقد أصبحت “ آن أروندل “ التي أسستها في العام 1649 جماعة من بيوريتانيي فرجينيا (طائفة من المصلحين الدينيين) اجتذبهم التسامح الديني، العاصمة لإقطاعية ماريلاند في العام 1695 ثم أعيدت تسميتها باسم أنابوليس تكريما للأميرة آن وريثة التاج الإنجليزي. وبحلول القرن الثامن عشر اصبحت مركزا ثقافيا يعج بالنشاط وملتقى اجتماعيا لمنطقة الأطلسي الوسطى. كما كان لممثلي ماريلاند الأربعة، الذين وقعوا وثيقة إعلان الاستقلال، وهم: وليام باكا، وتوماس ستون، وسامويل تشيس، وتشارلز كارول بيوتا في المدينة. وقد حفظت منازلهم وثلاثة منها مازالت مفتوحة حتى الآن امام الجمهور. ويحتوي منزل وليام باكا على حديقة للتنزه مساحتها حوالى 8.000 متر مربع تعتبر الوحيدة من نوعها في البلاد. أما منزل هاموند هاروود فيحتوي على أجمل مدخل في أميركا .
وتعتبر دار حكومة ولاية ماريلاند فى أنابوليس أقدم مبنى كابيتول ما زال يستعمل من قبل مجلس تشريعي في الولايات المتحدة. وقد استعمل المبنى كأول مقر للمجلس التشريعي القومي للبلاد في عهد السلام منذ نوفمبر من العام 1783 حتى أغسطس 1784. ويستطيع المرء أن يرى حتى الآن قاعة مجلس الشيوخ القديمة والتى شهدت إعلان الجنرال جورج واشنطن استقالته من خدمته العسكرية ، كما وشهدت ذات القاعة مصادقة الكونجرس على معاهدة باريس التي اعترفت رسميا باستقلال المستعمرات الأميركية عن بريطانيا.
على رصيف ميناء المدينة اقام “أليكس هيلي” تمثالا يحيي به ذكرى وصول كينتا كونته الشاب الأفريقي من غامبيا والذي ، حسبما جاء في كتاب أليكس هيلي “الجذور”، أنه بيع عبدا في أنابوليس. وتشير أبحاثه في هذا المجال إلى سفينة نقل العبيد “لورد ليجنير” التي رست في أنابوليس يوم 29 سبتمبر من العام 1767. ويعتقد أن هيلي الذي أقام لكينتا كونته تمثالا هو النصب التذكاري الوحيد في الولايات المتحدة الذي يحيي ذكرى وصول العبيد الأفارقة إلى القارة الجديدة .
وتضم كلية سانت جون بين مشاهير خريجيها “ فرانسيس سكوت كي “ مؤلف نشيد العلم المرصع بالنجوم. وقد استخدمت الكلية أثناء الحرب الأهلية كمستشفى عسكري، وكانت مسرحا أيضا لالتحاق 122 عبدا من عبيد المقاطعة بفرقة الجنود الأميركيين الملونين في العام 1864.
حدائق لندن
والى الجنوب مباشرة من أنابوليس تقع بلدة وحدائق لندن حيث يعكف علماء الآثار على كشف التاريخ يوميا وهم يعثرون على مواقع المباني الأصلية التي كانت قائمة في القرن الثامن عشر في بلدة لندن. ويستطيع الزوار التجول في منزل وليام براون الذي بني في أوائل القرن الثامن عشر وكذا يستطيعون التجوال فى ثمانية هكتارات من الحدائق والأحراش .
أما حي “هايلاند بيتش” فهو مقر توين أوكس، الكوخ الصيفي لفريدريك دوغلاس الخطيب والداعية الشهير لإلغاء الرق. وقد تأسس منتجع هايلاند بيتش في العام 1893 على يد تشارلز ابن فريدريك دوغلاس وهو أقدم منتجع أميركي للسود. ويستقبل المتحف والمركز الثقافي لفريدريك دوغلاس في توين أوكس الزوار بمواعيد مسبقة .
ولمدينة أنابوليس ومقاطعة آن أروندل بفضل موقعهما على خليج تشيسابيك تراث بحري عريق ما زال أثره ظاهرا في الحياة العصرية. فمتحف أنابوليس للملاحة البحرية في إيستبورت على الميناء الشرقي مخصص للحفاظ على التاريخ البحري حيا.
وفي بلدة شيدي سايد في المقاطعة الجنوبية يصور منزل الكابتن سالم إيفري حياة البحارة في خليج تشيسابيك في القرن التاسع عشر. وإلى الجنوب من ذلك تقع مدن الملاحين غيلسفيل وديل وشيدي سايد. وهناك تأتي القوارب إلى الخليج بحمولاتها من البضائع والعائلات القادمة من المدينة الكبيرة واشنطن للاستمتاع بنسمات الصيف.
وبعد ومع هذا التاريخ العريق لهذه المدينة هل تنجح أنابوليس في تشكيل نقطة مفصلية في التاريخ البشري وتكون منطلقا لوضع لبنة حقيقية في طريق تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط؟