-A +A
عكاظ، عادل الماس(جدة)
بدأت بوادر فشل تعاقد نادي الهلال مع اللاعب السيراليوني تظهر بعدما أعلن الأمير محمد بن فيصل رئيس النادي إقفال ملف المفاوضات بحجة رفض المفاوضين لشروطه المتعلقة بقيمة العقد التي تجاوزت 40 مليون ريال لمدة سنتين ونصف.. وكانت المفاوضات قد بدأت من دبي بين اللاعب ووكيل أعماله ونائب رئيس نادي الهلال عبد الرحمن النمر وعضو مجلس الإدارة حسن القحطاني. وكان السبب الرئيسي في إقفال الملف هو اعتراض عدد من أعضاء الشرف على قيمة الصفقة وهذا يعني أن انقساما شرفيا أحدثه اللاعب خاصة وأن هناك من يرى بأنه مصاب ولا يمكن أن يفيد الفريق وأن بإمكان الإدارة إحضار لاعبين أفضل مستوى منه وبمبالغ غير مبالغ فيها. وكان شرفي هلالي قد اتهم رئيس أحد الأندية السعودية بالاتصال هاتفيا باللاعب كالون أثناء مفاوضات الهلاليين معه أبدى له فيه رغبة النادي في التعاقد معه إلا أن اللاعب أبدى رفضه التام بحجة أنه لم يستلم جزءا من مستحقاته المالية من رئيس النادي المتصل وفي هذا إشارة لرئيس نادي الاتحاد منصور البلوي.
وأشار المصدر إلى أن اللاعب اطلع المفاوضين الهلاليين على رقم رئيس النادي المتصل ليؤكد لهما انه لا يساوم من أجل رفع قيمة عقده لكنهما أكدا له بأن الهلال لن يوافق أي حال من الأحوال على قيمة العقد المبالغ فيها.

وعلق عضو الشرف الهلالي على قفل ملف المفاوضات مع كالون آنذاك قائلا : مستوى اللاعب جيّد لكن المبلغ الذي طرحه أمام الهلال مبالغ فيه ويمكننا التعاقد مع لاعبين أفضل منه مستوى بأقل من هذا الرقم بكثير.
واستغرب اتصال أحد رؤساء الأندية باللاعب اعتقادا منه بأنه سيؤثر على سير المفاوضات وقال ان هذا أسلوب لم نتعوده في الهلال الذي يحترم جميع الأندية السعودية ولا يمكن أن يدخل في مفاوضات مع أي لاعب وهو يعلم أن أي ناد شقيق يسعى للتفاوض معه.
عودة المفاوضات
فجأة أعاد الهلاليون المفاوضات من جديد مع اللاعب بعد مفاوضات أفضت إلى اللعب للنادي 18 شهرا مقابل أربعة ملايين وخمسمائة ألف يورو والخضوع للكشف الطبي وبالفعل طار إلى المنامة وفد الهلال لاستقبال كالون وعادوا به إلى الرياض. إلا أن اللاعب فرض شروطا أخرى وافق عليها المفاوضون وكان من أهمها استلام اللاعب مبلغ مليون يورو قبل الخضوع للكشف الطبي إلا أن اللاعب لم يستلم المبلغ فرفض الخضوع للكشف الطبي بحجة أن البنوك مقفلة ولا يمكن تدبير المبلغ وهو ما دعاه إلى التفكير بالسفر إلى جدة.
المفاجأة غير المتوقعة
ولم يتخيل الهلاليون أن اللاعب جاد في رفضه للفحص ما لم يستلم المليون ففوجئوا بمغادرته لفندق الماريوت في الرياض متوجها إلى جدة وبعد الاستفسار وتفتيش غرفته تبين لهم بأنه سافر برفقة عدد من الأشخاص الذين يرون بأنهم محسوبون على رئيس نادي الاتحاد منصور البلوي فرفعوا خطابا لشرطة جدة طالبوا من خلاله بالقبض على اللاعب حتى إعادة مبلغ مليون ريال الذي استلمه لكنهم عادوا وأرسلوا خطابا تعقيبيا أكدوا من خلاله أن اللاعب لم يستلم مبالغ مالية وبالتالي العدول عن شكواهم.
سرعة اتخاذ القرار
في نفس الليلة عقد نائب رئيس الهلال عبد الرحمن النمر مؤتمرا صحفيا أوضح من خلاله ملابسات سفر كالون إلى جدة ووجه أصابع الاتهام علنا للاتحاديين وتم رفع شكوى للرئيس العام لرعاية الشباب مرفقة ببعض الأدلة التي يرى الهلاليون انها تدين البلوي وتم تشكيل لجنة عاجلة لدراسة الشكوى لكنها بلّغت أثناء اجتماعها بأن قرارا صدر بقبول استقالة البلوي لكنها توصلت إلى حرمان اللاعب من الاحتراف في المملكة مع بعض القرارات الأخرى التي تكفل عدم تكرار سيناريو كالون في السعودية.
كالون يحذّر الهلال
ووجد السيراليوني كالون نفسه في قبضة رجال الأمن وأنه ملاحق بحجة هروبه من الرياض واخلاله باتفاقياته مع الهلاليين فبعث بخطاب لادارة نادي الهلال يحذرها من أنه في حالة عدم إنصافه من التهم الموجهة له سيلجأ لتقديم شكوى للاتحاد الدولي.
وقال كالون في الخطاب : إشارة إلى الاجتماع الذي عقدته مع ممثلي الهلال بحضور وكيل أعمالي سامويل أوربونان يومي 21 – 22 نوفمبر في مدينة الرياض بخصوص تعاقدي مع نادي الهلال.
كما تعلمون وصلت إلى الرياض قبل يومين من أجل التفاوض حول بنود وشروط العقد الذي قد يتم إبرامه مع إجراء الفحوصات الطبية اللازمة .. وكما هو معلوم أيضا أن نادي الهلال لم يف بعد بالشروط التي اتفق عليها معي مسبقا (شفهيا) وقد فشل تنفيذ تطبيق الاتفاق حتى قبل إجراء الفحوصات المشار اليها مسبقا. وبما أن الأطراف المعنية لم تتوصل إلى اتفاق فقد سافرت برفقة وكيل أعمالي إلى جدة خلال نهاية الأسبوع لزيارة بعض الأصدقاء علما بأنه سبق لي اللعب والإقامة في جدة وباعتباري مسلما انتهزت الفرصة لأداء العمرة.
لم اخضع للفحوصات الطبية
وقال : أكد نادي الهلال أمام الصحافة السعودية أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي معي بناء على الفحوصات الطبية السلبية ومن ثم أعلن نادي الهلال رغبته في عدم إبرام أي عقد رسمي معي ومثل هذه المعلومات غير صحيحة لأنني لم أخضع لأي فحوصات طبية.
وأوضح اللاعب في خطابه أن اتهامه بالحصول على مليون ريال لا يحمل أي أسس قانونية أو واقعية لأن ذلك يجافي الحقيقة فلم أستلم أي مبلغ مالي وهذه مخالفة صريحة بحقي وباعتباري لاعبا دوليا أحترم بنود المادة الثانية والعشرين لأنظمة الفيفا الخاصة بحالات الانتقال فان الاتحاد الدولي هو المخوّل بتحليل أي سوء نية أو مخالفة يرتكبها الهلال ضدي. فالفيفا يتحمل مسؤولية خاصة بحماية سمعة كرة القدم في أنحاء العالم ويبذل كل ما في وسعه لصون سمعة الكرة ضد أي أذى أو تجريح أخلاقي أو ممارسات غير نظامية.
التهم أضرت بمسيرتي
لذا فإنني ألفت انتباهكم إلى أن التهمة الموجهة ضدي تلحق الضرر بمسيرتي الكروية للأبد ولا بد من تراجع الهلال عنها بصفة رسمية في غضون 24 ساعة لأنني لم أخفق في الفحوصات الطبية ولم أستلم مبالغ مالية وأن يكون الخطاب موجها للاتحاد الدولي (الفيفا) وفي حالة رفض النادي إرسال خطاب التراجع رسميا فإنني سأضطر الى رفع دعوى إلى لجنة التحكيم التابعة للفيفا للفصل بيني وبين الهلال.
النهاية المأساوية
ولأن الأمور لم تدر من قبل الهلاليين كما يجب نتيجة التردد في قبول شروط اللاعب والاختلافات الشرفية حول التعاقد معه من عدمه ومن ثم سفره إلى جدة كانت النتيجة مأساوية حيث خسرت الرياضة السعودية على ضوء هذه الأحداث منصور البلوي رئيس نادي الاتحاد الذي قدم استقالته وهو الرجل الذي خدم المجال الرياضي بالمملكة بصفة عامة ونادي الاتحاد بصفة خاصة.