-A +A
خالد السليمان
أصبت بالذهول عندما اتصل بي صديق كان يحضر مزاد اللوحات المميزة أمس الأول ليخبرني أن المزاد على إحدى اللوحات وصل حتى تلك اللحظة إلى أكثر من مليون ونصف المليون ريال، إلا أن الذهول تحول إلى صدمة عندما اتصل بعد أقل من ساعتين ليقول لي إن المزاد على نفس اللوحة انتهى إلى مبلغ 6.5 ملايين ريال!! كنت وقتها ما أزال أعيش أجواء ردود الفعل على المقال الذي كتبته في اليوم السابق حول أوضاع الفقر في محافظة الليث ومعاناة بعض الفقراء في تأمين السكن والكساء والغذاء، وبالتالي فقد كان طبيعياً أن يكون الوقع مؤلماً وثقيلاً عندما يقدم شخص على دفع أكثر من 6 ملايين ريال في قطعة معدنية لا قيمة فعلية لها في الوقت الذي لا يجد فيه بعض إخوانه المواطنين ما يسدون به جوعهم.
وأفهم أن يركب الإنسان سيارة فارهة أو يسكن بيتاً فخماً أو يرتدي أجمل وأفخر الحلل والحلي من باب التمتع بنعم الله التي وهبه الله إياها، و لكن ما لا يمكن أن أفهمه أو أحاول فهمه هو أن يتحول التمتع المشروع بنعم الله إلى تبذير.
أما الأكثر إيلاماً فهو أن تساهم إدارة حكومية في إبراز مثل هذه الظاهرة الاجتماعية السلبية وإشباع مثل هذا الهوس عند أهل «الفشخرة» عبر طرح مثل هذه المزادات على مثل هذه اللوحات التي لا قيمة أو ميزة نظامية لها، وكنت قد دعوت مراراً وتكراراً الإدارة العامة للمرور إلى حجب الأرقام المميزة لأن آخر ما يحتاجه مجتمعنا هو أن نغذيه بمقومات عناصر الغرور والتعالي والفشخرة.

Jehat5@yhaoo.com