-A +A
عبدالله العريفج (الرياض)
علمت عكاظ ان الـ 208 من عناصر الفئة الضالة ممن ألقت أجهزة الأمن القبض عليهم خلال الأشهر القليلة الماضية كانوا يشكلون ست خلايا إرهابية ممن اعتنقوا فكر التكفير والتفجير وخططوا للقيام بعمليات ارهابية داخل المملكة وخارجها.ولم تشأ المصادر التي كانت تتحدث لـ «عكاظ» هاتفيا ليلة البارحة الاولى الكشف عن طبيعة المنشأة النفطية المساندة التي كانت الخلية الأولى والتي تضم ثمانية اشخاص توشك على استهدافها، لكنها أكدت ان الهدف لم يكن كمعامل تكرير النفط في محافظة بقيق بالمنطقة الشرقية التي فشل ارهابيون في استهدافها يوم الرابع والعشرين من فبراير 2006م. وعلمت «عكـاظ» ان قوات الأمن ألقت القبض حينئذ على موظف يعمل في احدى المنشآت الحيوية بالمنطقة الشرقية اخفى «90» قنبلة يدوية بمنزله ولم تشأ وزارة الداخلية الكشف عن هذه الحادثة لمسببات أمنية وقتها.
هدف قديم

واشارت مصادر أمنية ان استهداف علماء ورجال أمن لم يكن هدفا جديدا لعناصر الفئة الضالة، فقد سبق لقوى الأمن ان احبطت مخططات ارهابية كانت وشيكة للقيام بعمليات اغتيال تطال علماء وضباط أمن كخلية حي النخيل التي اجهزت عليها قوى الأمن شمالي مدينة الرياض أوائل يونيو 2006 بعدما قتلت ستة من عناصرها وألقت القبض على السابع بعد اصابته.
وكانت الخلية قد وضعت من احدى غرف فيلا كانت تقطنها استديو تصوير بدائياً و احاطوا جدرانها بأطباق بيض فارغة حتى لا تتسرب اصوات ضباط أمن كانوا يخططون لاختطافهم وتصويرهم مكبلين بالسلاسل وبثها كمشاهد في مواقع إلكترونية متطرفة.
استهداف الطائرات
وكشفت المصادر ان الخلية الثالثة التي تضم ثمانية عشر عنصراً كانت تخطط لتهريب ثمانية صواريخ من النوع المحمول على الكتف من اليمن الى اراضي المملكة، مبينة ان الفئة الضالة خططت لاستهداف مواقع حيوية حساسة وطائرات ركاب عند اقلاعها من مطارات في المملكة وهي اهداف لا يمكن بلوغها بالسيارات المفخخة او الاسلحة والقنابل.
ويعتقد ان خبير اطلاق الصواريخ يحمل الجنسية اليمنية وهو الذي كان يقود هذه الخلية.
وكان من بين المخططات الارهابية التي افشلتها وزارة الداخلية على مدى الاعوام السابقة والتي تلت تفجر احداث العنف والارهاب في الثاني عشر من مايو 2003م، استهداف مطار الملك خالد الدولي بالرياض خصوصا بعد الاجهاز على خليتين ارهابيتين في الرياض والمدينة المنورة في اغسطس 2005م اللتين شهدتا مقتل صالح العوفي في المدينة وماجد الحاسري في الرياض في عمليتين متزامنتين شكلتا ضربة موجهة للتنظيم الارهابي.
التجنيد للعراق
وافادت المصادر ان الخلية الرابعة التي تضم مائة واثني عشر عنصرا تخصص افرادها في تجنيد الشباب والمراهقين واستدراجهم للانخراط في التنظيم الارهابي والسفر الى العراق للتدرب في معسكرات تنظيم القاعدة وغيرها من العصابات والتنظيمات المسلحة للقيام بعمليات انتحارية في العراق والمملكة لنشر الفوضى فيها والاخلال بأمنها، مؤكدة ان عناصر هذه الخلية التي يتوزع اعضاؤها في عدد من مناطق المملكة كانوا على اتصالات مشبوهة بجماعات ارهابية وتنظيمات تكفيرية في العراق والمناطق المضطربة التي تؤمن بفكر التكفير والتفجير.
التمويل المشبوه
ولفتت المصادر الى ان خلية التمويل المادي للانشطة المشبوهة ومنها الارهاب والتي تضم اثنين وثلاثين عنصرا كانت تستعطف الناس بالتبرع لمناصرة اخوانهم المسلمين المضطهدين بحسب مزاعمهم، فضلا عن قيامهم بعمليات جمع اموال تحت غطاء اعمال وانشطة تجارية كحال خلية فككتها اجهزة الامن قبل عدة اشهر كانت تجمع الاموال بغطاء مساهمات بطاقة «سوا» مسبوقة الدفع ليتضح انها لدعم وتمويل الانشطة الارهابية، حيث اعلنت وزارة الداخلية يوم السابع والعشرين من ابريل الماضي عن تفكيك سبع خلايا ارهابية وتحفظها على مبلغ عشرين مليون ريال كشفت مصادر «عكـاظ» انها جمعت بمساهمة وهمية لبطاقة «سوا» في مدينة جدة.
نافذة إعلامية
واوضحت المصادر ان الخلية السادسة التي تضم ستة عشر عنصراً وتقوم بنشاط اعلامي هدام في الترويج لافكار الفئة الضالة هي امتداد لنشاط مقيم قبضت عليه اجهزة الامن بالمدينة المنورة كان يهمُّ بنشر مطبوعة عبر شبكة الانترنت تدعو الى التكفير والتفجير جعل منها نافذة اعلامية للتنظيم الارهابي اطلق عليها «صدى الجهاد» مشيرة الى ان الخلية عملت على اصدار نشره اسمتها «صدى الرافدين». وكان التنظيم الارهابي في بداية ظهوره علناً قد اطلق نشرة «صوت الجهاد» لبث نشاطه الاعلامي وعملياته الاجرامية عبر شبكة الانترنت كان يتضمن لقاءات مع ابرز عناصر التنظيم ومخططاتهم الارهابية.
أسف و انزعاج
ولم يخف مسؤول امني كبير بوزارة الداخلية كان يتحدث لـ «عكـاظ» قبل ايام من بيان الوزارة امس الاول بشأن القبض على 208 اشخاص انزعاجه واسفه لتورط شبان سعوديين في الانخراط في التنظيم الارهابي برغم المكاسب الامنية الكبيرة التي حققتها اجهزة الامن من خلال ضرباتها الاستباقية لفلول معتنقي فكر التكفير والتفجير.