-A +A
عبدالله ابو السمح
شاهدت قبل أيام برنامجاً في إحدى القنوات لمناقشة ما صار يعرف بقضية «فتاة القطيف» بحضور أحد القضاة لشرح جوانب القضية، ورغم أن المتحدثين الحضور أو عبر الهاتف كانوا يمثلون وجهة نظر واحدة، وكان كلامهم ولاسيما بعض «الدكاترة» من الجامعيين يتصف بالحدة والشجب، ولهذا تجاهلوا بعمد أو بدون عمد السبب الرئيسي الذي لفت الرأي العام للقضية وجعلها موضع تعليق ونقد واستياء، المتحدثون للبرنامج وهم أساتذة جامعيون اتهموا المعترضين على الحكم «بالمؤامرة» والتواطؤ مع الخارج وبصفة المنافقين، بل وذهب بعضهم إلى توجيه تهمة الخيانة العظمى، وهذه تهم لا يليق توجيهها إلى أحد بهكذا سهولة، وما الفرق بين تهمة التكفير وبين الخيانة؟ أمر غير مقبول من أساتذة جامعة مهما يكن اختلاف الرأي.
لو تطرق المناقشون إلى سبب الاستياء من الحكم وهو تعزير الفتاة المجني عليها بالاغتصاب لأنها كانت مع رجل غريب في سيارته بما اعتبر خلوة غير شرعية تستوجب التعزير وبعض العلماء المعاصرين الآن لم يعتبروا وجود امرأة مع رجل خلوة ممنوعة إلا بشروط ذكرها مفتي مصر وهي وجود رجل وامرأة منفردين في مكان يستأذن للدخول إليه (جريدة المدينة 18/11/2007)، المجتمع عندنا يأخذ فعلاً بهذا التعريف في حياتهم العملية باستخدام التاكسي وسواه، هذا التعزير للمرأة هو أساس الاستياء وتضخيم المشكلة، ولو أن المتحدثين من أساتذة الجامعة ناقشوا هذا الأمر لوصلوا إلى توضيح معقول، إن هذا العصر الذي نعيشه يتطلب فهماً معاصراً يتفق وضروريات العصر المعاش وليس الحدة والاتهامات.

فاكس 2630571