-A +A
محمد العبدالله، انتصار أبو ادريس (الدمام)
ضجت صالة القدوم بمطار الملك فهد الدولي بالدمام في الساعة الثامنة والنصف من مساء أمس الاربعاء بمجرد الظهور الاول للغائب عن الوطن فرج البنعلي الذي وصل على متن طائرة الخطوط السعودية القادمة من دبي بعد غياب استمر قرابة 40 عاما.. فقد انطلقت الزغاريد من افواه النسوة اللائي احتشدن في صالة القدوم منذ الساعة السابعة مساء.. احتفاء بالغائب عن احضان الوطن.. كما اطلقت بعض الالعاب النارية ابتهاجا بعودته سالما من غيابه الطويل. كريمتا فرج وصفتا تلك اللحظة بالتاريخية والتي يصعب وصفها.. كما ذرفت النسوة اللائي يتجاوز عددهن 30 امرأة الدموع. وقد زف فرج البنعلي على كرسيه المتحرك منذ وصوله الى سيارته وسط حشد كبير من الاهل والاقرباء بالاضافة الى عدد من موظفي المطار والمسافرين من الجنسيات المختلفة. وحرص فرج على التلويح بيديه كتعبير عن امتنانه وفرحته بعودته سالما للوطن بعد الفترة الطويلة التي قضاها في دولة الامارات.. كما حرص على تقبيل الاطفال قبل الكبار الذين قدموا للسلام عليه.. وهم في ابهى زينتهم وفرحهم.
وامتزج الشعور بالفرج والبكاء لدى فرج البنعلي بمجرد رؤية الاهل والاقرباء في انتظاره فاخذ يعبر بشكل عفوي من خلال الابتسامة التي يطلقها امام الجميع.واستأجرت جمعية دارين الخيرية حافلة لنقل اهالي واقرباء فرج البنعلي لمطار الملك فهد الدولي حيث وصلت الحافلة في الساعة السابعة مساء والتي تضم اكثر من 30 امرأة بالاضافة الى الاطفال.وقال فرج البنعلي لـ «عكـاظ» بأنه يشعر كأنه ولد من جديد فاليوم لا يوصف بالنسبة له بعد عودة شمل العائلة من جديد اثر تشتته في السنوات الماضية معبرا عن شكره لجميع من بذل جهودا لعودة شمل العائلة من جديد موضحا ان فترة بقائه في مستشفى راشد بامارة دبي وصلت الى 9 أشهر تقريبا.وقالت كريمته خديجة: ان عملية استكمال اجراءات سفر والدها لم تستغرق سوى يوم واحد فقد وصلت برفقة شقيقتها الى دبي يوم الاثنين الماضي وقامتا في اليوم التالي «الثلاثاء» بتقديم كافة المستندات والاوراق الثبوتية الى القنصلية السعودية في دبي.. والتي بذلت جهودا كبيرة في عملية تسهيل الاجراءات اذ استكملت جميع الترتيبات يوم امس الاربعاء حيث قامت القنصلية بحجز تذكرة السفر على الخطوط السعودية.

وعبرت عن شكرها للقنصلية السعودية في امارة دبي خلال الفترة السابقة والتي يسرت بوصول والدها الى ارض الوطن لتكتمل الفرحة ولتكون فرحة عيد الاضحى فرحتين.
بينما قال خليفة العميري «المرافق» ان خديجة وطيبة لم تواجها صعوبات خلال فترة تواجدهما في دبي منذ يوم الاثنين الماضي حيث سعت القنصلية السعودية منذ اللحظات الاولى لانجاز كافة الترتيبات اذ قامت بمتابعة ملف القضية منذ البداية الامر الذي اوجد هذه النهاية السعيدة.
واعتبر علي حسن اليامي «زوج خديجة» ان لحظة وصول عمه «فرج» بعد هذه الفترة الزمنية من اسعد اللحظات فالجميع كان ينتظرها بفارغ الصبر، مشيرا الى ان اولاده حرصوا على التواجد في المطار منذ الساعة السادسة مساء.. وقال الشيخ سلمان البنعلي «قريب العائلة» ان العم فرج يبلغ حاليا نحو 80 سنة قد امتهن حرفة الصيد منذ الصغر كغيره من اهالي دارين حيث سافر الى البحرين في بداية غيابه في رحلة صيد.. وبعدها استقل مركبا اخر الى امارة دبي اذ عمل فيها فترة طويلة في مهنة الصيد عند عائلة تعرف بـ «الشاعر» وبعد تقادمه في السن عمل في احد المطاعم في امارة دبي.. واخيرا عمل كأجير في احد المزارع..
موضحا ان زوجته انتظرت لفترة سنوات قبل تطليقها غيابيا.وحول عدم عودته مجددا لاسرته اوضح انه تخوف من العودة بعد فقدان وثائقه الرسمية مما دفعه للبقاء في دبي طوال هذه الفترة الزمنية.واضاف ان الاستقبال الرسمي بعودته سيقام مساء اليوم الخميس في دارين حيث سيتم نصب خيمة كبيرة في حي «شرق» لاستقبال الاهالي من المنطقة.