تخيلوا أعزائي القراء... ندوة علمية صغيرة جدا وعلى نطاق ضيق جدا عن الكراسي وإجلاس المعوقين أقامتها مدينة الملك فهد الطبية وتحديدا قسم التأهيل بمستشفى التأهيل ودعي لها 15 خبيرا من أمريكا وبعض الدول الأوروبية واستمرت لمدة خمسة أيام كانت كفيلة بصناعة 15 سفيرا جديدا للمملكة وهو ما لم تفعله ولن تفعله الكثير من النشاطات والبرامج والمؤتمرات والمعارض الدعائية الرسمية عن المملكة وشعبها.
لقد أدت زيارة هؤلاء الخبراء إلى المملكة ومشاركتهم في الندوة العلمية بدعوة من قسم التأهيل إلى تكوين انطباعات جميلة لديهم عن المملكة وشعبها لم يقولوها لي شخصيا حتى لا تظنون أنها مجاملة منهم لشخص ينتمي إلى ذات البلد وإنما عبروا عنها لأحد الإخوة العرب القائمين على الندوة فما كان منه إلا أن جاءني مسرعا لينقلها لي وعلامات الابتهاج والسرور بادية على محياه. تساءلت حينها بيني وبين نفسي: كم هي المعارض والمؤتمرات والندوات والمحاضرات الدعائية ذات الصبغة الرسمية التي أقامتها الحكومة في كثير من بلدان العالم المختلفة وصرفت عليها ملايين الريالات من أجل توضيح الصورة الحقيقية عن المملكة وشعبها لكنها لم تؤت ثمارها لأن الشعوب تأنف من الجهود الدعائية للحكومات ولا تثق بها، بل وتستهجنها حتى وإن أظهرت بعض المجاملات تجاهها؟ ثم ألا يدفعنا مثل هذا الموقف إلى المطالبة بدعم الحكومة وجهودها ومبادراتها التي تهدف إلى توضيح صورة المملكة وصورة شعبها عن طريق مؤسسات المجتمع المدني حتى نبتعد بهذه الجهود والمبادرات عن الصبغة الرسمية والدعائية؟
خمسة أيام أمضاها سفراؤنا الجدد في مدينة الرياض تحاوروا فيها مع نظرائهم السعوديين وغير السعوديين في ذات التخصص وزاروا الأسواق التجارية وتناولوا الوجبات المحلية واستمتعوا برؤية الناس على طبيعتهم فوجدوا شعبا مضيافا ومسالما ومتطلعا للنمو والتطور كغيره من الشعوب. لم يسع أحد إلى إعطائهم محاضرات ممجوجة عن الشعب السعودي وسجاياه ولا عن المنجزات الحضارية للمملكة وإنما تركنا هذه الأمور لأبصارهم وأسماعهم كي يستنتجوها بأنفسهم بعيدا عن الخطب العصماء والعبارات الرنانة. الانطباعات الجميلة لسفرائنا الجدد عن المملكة وشعبها جاءت عفوية ولم يطلبها منهم أحد... فاستجداء الانطباعات من الآخرين أسلوب أخرق عفى عليه الزمن ولكن حين تأتي الانطباعات الجميلة عفوية ومن دون استجداء فإنها أكثر صدقا وموضوعية. من المؤكد أن الصورة النمطية المغروسة في أذهان سفرائنا الجدد عن المملكة وشعبها قبل مجيئهم إلى هنا هي ذات الصورة التي تحملها غالبية شعوب دول الغرب بكوننا نفتقد إلى الأمن والاستقرار وبأننا عبارة عن مجموعة من الارهابيين والقتلة ومتجهمي الوجوه والمهووسين جنسيا والقامعين للمرأة والمتخلفين حضاريا لكنهم يقيمون إلى جوار مجموعة من آبار النفط المتناثرة في الصحراء. هل تصدقون إذا قلت لكم إن سفراءنا الجدد اندهشوا من حجم المعلومات المغلوطة التي كانت راسخة في أذهانهم حيث وجدوا عكسها تماما من حيث الامن والاستقرار والأخلاق النبيلة للشعب السعودي ووجود المرأة الفاعل في المجتمع والانجازات الحضارية المبهرة... تلك كانت استنتاجاتهم هم وأسروا بها لصديقي العربي لتعبر عن تغير كبير في قناعاتهم السابقة قبل مجيئهم وسوف ينقلونها لأهلهم وزملائهم في بلدانهم.
تقول إحدى هؤلاء السفراء: وجدت في لبس العباءة شيئا رائعا أخرجني عن المألوف في وطني ولم يعوقني عن الحركة والاسهام في مهمتي التي قدمت من أجلها ولم يزعجني أن أجد من يقود المركبة نيابة عني أثناء تنقلاتي.
فيا وزارة الخارجية... أرجوكم ثم أرجوكم ثم أرجوكم أشركوا في مهمة نقل الصورة الحقيقية عن المملكة وشعبها مؤسسات المجتمع المدني وشجعوها على ذلك.. وأبشروا بصورة زاهية وجميلة جدا عن المملكة وشعبها... هذا وللجميع أطيب تحياتي.
Dr_Fauzan_99@hotmail.com
لقد أدت زيارة هؤلاء الخبراء إلى المملكة ومشاركتهم في الندوة العلمية بدعوة من قسم التأهيل إلى تكوين انطباعات جميلة لديهم عن المملكة وشعبها لم يقولوها لي شخصيا حتى لا تظنون أنها مجاملة منهم لشخص ينتمي إلى ذات البلد وإنما عبروا عنها لأحد الإخوة العرب القائمين على الندوة فما كان منه إلا أن جاءني مسرعا لينقلها لي وعلامات الابتهاج والسرور بادية على محياه. تساءلت حينها بيني وبين نفسي: كم هي المعارض والمؤتمرات والندوات والمحاضرات الدعائية ذات الصبغة الرسمية التي أقامتها الحكومة في كثير من بلدان العالم المختلفة وصرفت عليها ملايين الريالات من أجل توضيح الصورة الحقيقية عن المملكة وشعبها لكنها لم تؤت ثمارها لأن الشعوب تأنف من الجهود الدعائية للحكومات ولا تثق بها، بل وتستهجنها حتى وإن أظهرت بعض المجاملات تجاهها؟ ثم ألا يدفعنا مثل هذا الموقف إلى المطالبة بدعم الحكومة وجهودها ومبادراتها التي تهدف إلى توضيح صورة المملكة وصورة شعبها عن طريق مؤسسات المجتمع المدني حتى نبتعد بهذه الجهود والمبادرات عن الصبغة الرسمية والدعائية؟
خمسة أيام أمضاها سفراؤنا الجدد في مدينة الرياض تحاوروا فيها مع نظرائهم السعوديين وغير السعوديين في ذات التخصص وزاروا الأسواق التجارية وتناولوا الوجبات المحلية واستمتعوا برؤية الناس على طبيعتهم فوجدوا شعبا مضيافا ومسالما ومتطلعا للنمو والتطور كغيره من الشعوب. لم يسع أحد إلى إعطائهم محاضرات ممجوجة عن الشعب السعودي وسجاياه ولا عن المنجزات الحضارية للمملكة وإنما تركنا هذه الأمور لأبصارهم وأسماعهم كي يستنتجوها بأنفسهم بعيدا عن الخطب العصماء والعبارات الرنانة. الانطباعات الجميلة لسفرائنا الجدد عن المملكة وشعبها جاءت عفوية ولم يطلبها منهم أحد... فاستجداء الانطباعات من الآخرين أسلوب أخرق عفى عليه الزمن ولكن حين تأتي الانطباعات الجميلة عفوية ومن دون استجداء فإنها أكثر صدقا وموضوعية. من المؤكد أن الصورة النمطية المغروسة في أذهان سفرائنا الجدد عن المملكة وشعبها قبل مجيئهم إلى هنا هي ذات الصورة التي تحملها غالبية شعوب دول الغرب بكوننا نفتقد إلى الأمن والاستقرار وبأننا عبارة عن مجموعة من الارهابيين والقتلة ومتجهمي الوجوه والمهووسين جنسيا والقامعين للمرأة والمتخلفين حضاريا لكنهم يقيمون إلى جوار مجموعة من آبار النفط المتناثرة في الصحراء. هل تصدقون إذا قلت لكم إن سفراءنا الجدد اندهشوا من حجم المعلومات المغلوطة التي كانت راسخة في أذهانهم حيث وجدوا عكسها تماما من حيث الامن والاستقرار والأخلاق النبيلة للشعب السعودي ووجود المرأة الفاعل في المجتمع والانجازات الحضارية المبهرة... تلك كانت استنتاجاتهم هم وأسروا بها لصديقي العربي لتعبر عن تغير كبير في قناعاتهم السابقة قبل مجيئهم وسوف ينقلونها لأهلهم وزملائهم في بلدانهم.
تقول إحدى هؤلاء السفراء: وجدت في لبس العباءة شيئا رائعا أخرجني عن المألوف في وطني ولم يعوقني عن الحركة والاسهام في مهمتي التي قدمت من أجلها ولم يزعجني أن أجد من يقود المركبة نيابة عني أثناء تنقلاتي.
فيا وزارة الخارجية... أرجوكم ثم أرجوكم ثم أرجوكم أشركوا في مهمة نقل الصورة الحقيقية عن المملكة وشعبها مؤسسات المجتمع المدني وشجعوها على ذلك.. وأبشروا بصورة زاهية وجميلة جدا عن المملكة وشعبها... هذا وللجميع أطيب تحياتي.
Dr_Fauzan_99@hotmail.com