تحجب مرايا دولاب الملابس عن أعيننا تفاصيل محتوياته (كل موجوداته)، وتعكس لنا صورتنا لحظة وقوفنا أمام المرايا، واقعنا في تلك اللحظة (طبعا بغض النظر عن تصنيف هذا الواقع)، ثم إذا رحلنا عنها لم نبق فيها، ولم يهتز لها سطح على فراقنا، ماذا تريد أن تقول يا خالد؟ أود أن أمنح المرايا ثلاثة أثواب، الأول عن وسائل إعلام، الثاني عن وسائل التواصل الاجتماعي، والثالث عن حالات نفسية كثيرة تعكس فقط واقعنا الآني، وتحجب عنا تفاصيل دولاب حياتنا.
تخلو أغلب وسائل الإعلام المحلي من قدرات على منحنا تفاصيل وافية وكافية عن تفاصيل دولاب قرارات سيادية، اقتصادية، أو غيرها، مما يمنح ردود الأفعال حالة من عدم الانضباط، يسبقها عدم استيعاب واضح ناتج عن خلو القرارات من تفسيرات كافية، فالتفسيرات مسؤولية الإعلام الواعي - إذا أغفلها صانع القرار نتيجة تشبعه بها أثناء ورش صناعة القرار، معتقدا بأن تشبعه بها يلغي جوع العقل الجمعي للمواطن.
تفتح وسائل التواصل الاجتماعي حناجر النباح، وتبني مضارب بكائيات لقبائل ردود الأفعال غير المنضبطة، وتعكس فقط صورة القرار على مراياها، حاجبة عن جهل أو عمد تفاصيل دولاب القرار، ولأن وسائل التواصل الاجتماعي تخلو من ضوابط المؤسسات الإعلامية، والأمانة الصحافية (غالبا)، فإن مراياها تألبية، تتعمد تعكير الماء ثم الاصطياد فيه.
يأتي الثوب الثالث عن مرايا دولاب الحالة النفسية، وهي في غاية التعقيد، و ممارسة إخفاء تفاصيل دولاب حياتنا، تمنحنا انعكاسا فقط لواقع حالتنا في لحظات اليأس، البطالة، الإفلاس، أو الديون القاصمة للظهر، بما فيها ديوننا العاطفية، والوحدة، خاصة الوحدة العائلية، حاجبة عنا تفاصيل رائعة من حياتنا، بما فيها معاطف دفء الأب، شال حنان الأم، أثواب حنو الأخ، وفساتين بهجة وجود الأخت.
بات الفرد منا يجالس سواد الحياة أكثر من بياضها، ينظر إلى «حال واقعه» فقط، دون أن يفتح درفة دولاب حياته، ويتعمق في تفاصيل محتوياته، متناسيا ذكرياته عن قصص سعادة كثيرة مرت به، تماما كما ينسى أغلبنا تفاصيل سعادته بحيازة محتويات دولاب ملابسه (بعضنا لم يلبس جزءا من ملابسه الموجودة في الدولاب، مكتفيا فقط بجرعة سعادة أثناء شرائها)، وقد يمر الشتاء دون أن نستمتع بدفء معطف فاخر، لكن لا نرميه ذات صيف، لأن مواسم الشتاء لا ترحل إلى الأبد.
يجلس أحدنا أمام مرايا دولاب حياته، باكيا، شاكيا، متأملا وغارقا في صورته الآن، واقعه الآني، (بغض النظر إذا كان واقعه حالك السواد فعلا، أم أن هشاشة روحه تدفعه للانهزام والاستسلام)، بينما لو مد يده وفتح دولاب حياته، ثم مسك بيد قلبه محتويات دولاب حياته، لوجد أنها (كخامة، ألوان، وذائقة) تحتوي عطف أب، حنان أم، محبة زوج، اهتمام أخ، حنو أخت، ووقفات أصدقاء، وفوق كل ذلك كرم رب (أطعمنا من جوع، وآمننا من خوف)، وكذلك «مطارح» نجاح حققناها خلال حياتنا، دراسيا، مهنيا، وعاطفيا.
يوجد في حياتنا تفاصيل (واقع أو ذكريات) كافية جدا لرؤية بياض داخل السواد، يقين داخل الشك، ثقة داخل الانكسار، فكما تعودنا استقبال البهجة عند الحديث عن كل قطعة ملابس اشتريناها، نستطيع حقن أنفسنا بمسببات بهجة، تفاؤل، طاقة، وابتسامة بالحديث عن كل قطعة ذكريات جميلة عشناها، عن كل تجربة ناجحة صنعناها، عن كل عاطفة صنعت فينا فرحا أو جرحا، فقط بمجرد فتح درفة دولاب الحياة والابتعاد عن المرايا.
تخلو أغلب وسائل الإعلام المحلي من قدرات على منحنا تفاصيل وافية وكافية عن تفاصيل دولاب قرارات سيادية، اقتصادية، أو غيرها، مما يمنح ردود الأفعال حالة من عدم الانضباط، يسبقها عدم استيعاب واضح ناتج عن خلو القرارات من تفسيرات كافية، فالتفسيرات مسؤولية الإعلام الواعي - إذا أغفلها صانع القرار نتيجة تشبعه بها أثناء ورش صناعة القرار، معتقدا بأن تشبعه بها يلغي جوع العقل الجمعي للمواطن.
تفتح وسائل التواصل الاجتماعي حناجر النباح، وتبني مضارب بكائيات لقبائل ردود الأفعال غير المنضبطة، وتعكس فقط صورة القرار على مراياها، حاجبة عن جهل أو عمد تفاصيل دولاب القرار، ولأن وسائل التواصل الاجتماعي تخلو من ضوابط المؤسسات الإعلامية، والأمانة الصحافية (غالبا)، فإن مراياها تألبية، تتعمد تعكير الماء ثم الاصطياد فيه.
يأتي الثوب الثالث عن مرايا دولاب الحالة النفسية، وهي في غاية التعقيد، و ممارسة إخفاء تفاصيل دولاب حياتنا، تمنحنا انعكاسا فقط لواقع حالتنا في لحظات اليأس، البطالة، الإفلاس، أو الديون القاصمة للظهر، بما فيها ديوننا العاطفية، والوحدة، خاصة الوحدة العائلية، حاجبة عنا تفاصيل رائعة من حياتنا، بما فيها معاطف دفء الأب، شال حنان الأم، أثواب حنو الأخ، وفساتين بهجة وجود الأخت.
بات الفرد منا يجالس سواد الحياة أكثر من بياضها، ينظر إلى «حال واقعه» فقط، دون أن يفتح درفة دولاب حياته، ويتعمق في تفاصيل محتوياته، متناسيا ذكرياته عن قصص سعادة كثيرة مرت به، تماما كما ينسى أغلبنا تفاصيل سعادته بحيازة محتويات دولاب ملابسه (بعضنا لم يلبس جزءا من ملابسه الموجودة في الدولاب، مكتفيا فقط بجرعة سعادة أثناء شرائها)، وقد يمر الشتاء دون أن نستمتع بدفء معطف فاخر، لكن لا نرميه ذات صيف، لأن مواسم الشتاء لا ترحل إلى الأبد.
يجلس أحدنا أمام مرايا دولاب حياته، باكيا، شاكيا، متأملا وغارقا في صورته الآن، واقعه الآني، (بغض النظر إذا كان واقعه حالك السواد فعلا، أم أن هشاشة روحه تدفعه للانهزام والاستسلام)، بينما لو مد يده وفتح دولاب حياته، ثم مسك بيد قلبه محتويات دولاب حياته، لوجد أنها (كخامة، ألوان، وذائقة) تحتوي عطف أب، حنان أم، محبة زوج، اهتمام أخ، حنو أخت، ووقفات أصدقاء، وفوق كل ذلك كرم رب (أطعمنا من جوع، وآمننا من خوف)، وكذلك «مطارح» نجاح حققناها خلال حياتنا، دراسيا، مهنيا، وعاطفيا.
يوجد في حياتنا تفاصيل (واقع أو ذكريات) كافية جدا لرؤية بياض داخل السواد، يقين داخل الشك، ثقة داخل الانكسار، فكما تعودنا استقبال البهجة عند الحديث عن كل قطعة ملابس اشتريناها، نستطيع حقن أنفسنا بمسببات بهجة، تفاؤل، طاقة، وابتسامة بالحديث عن كل قطعة ذكريات جميلة عشناها، عن كل تجربة ناجحة صنعناها، عن كل عاطفة صنعت فينا فرحا أو جرحا، فقط بمجرد فتح درفة دولاب الحياة والابتعاد عن المرايا.