أقوى سلاح أكرم الله به الإنسان عن باقي مخلوقاته هو العقل؛ أي الفكر، وجعله بهذا مخيرا ومسخرا. فبالفكر يستطيع الإنسان أن يفرق بين الحلال والحرام وبين الصواب والخطأ. يعيش الإنسان ويحاسب على أفكاره ومن ثم على أعماله. لذلك خلق الله جهنم وأوجد الجنة. يقول الله عز وجل لكل إنسان: (بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره).. الآية. معنى ذلك أن الله خلق الإنسان بكرم؛ أي البصيرة، أي العقل، أي الفكر، وجعل الإنسان بصيرا على نفسه. اكتب هذا اجتهادا مني فقط ولا أدعي العلم والمعرفة في هذه الأمور، فهناك من هم فقهاء وعلماء في هذا العلم والتخصص. اهتم بأفكارك لأنها ستصبح كلماتك واهتم بكلماتك لأنها ستصبح أعمالك، واهتم بأعمالك لأنها ستصبح عاداتك، واهتم بعاداتك لأنها ستصبح شخصيتك، واهتم بشخصيتك لأنها ستصبح مستقبلك. فبهذا يتضح لنا أن أفكارنا هي في النهاية التي ستحدد مصيرنا ومستقبلنا، لذلك علينا أن نهتم كثيرا فيما نفكر به، فالفكر هو الدليل على أن الإنسان موجود حي يرزق مثل ما قال العالم رينيه دسيكارت René Descartes في مقولته المشهورة: «أنا أفكر إذن أنا موجود» (العالم هو عالم وفيلسوف فرنسي وهو مؤسس الرياضيات الحديثة). أفكارك هي التي تحدد مستقبلك فإن كانت أفكارك سلبية ومتشائمة أصبحت حياتك سلبية ومستقبلك ضئيل النجاح، ولكن عندما تتذكر أنتوني روبنز وتوقظ العملاق الفكري الذي بداخلك تأكد أنك حددت مستقبلك بأفكارك الإيجابية مثل ما فكر بها أنتوني روبنز. كان انتوني روبنز حارسا لعمارة ولم يكن هناك من يساعده في تحقيق أمنياته وعانى في هذه الحياة وطئتها، لكن قرر في يوم ما أن تتغير حياته تماما نحو الأفضل وبالشكل الذي يحلم به؛ تمنى أن يكون له مكتب في أفضل بنايات أمريكا مطل على البحر وتخيله بالصورة التي يبتغيها وأن وأن. فبدأ بكتابة أفكاره على الورق، وما الذي يستطيع أن يقوم به الآن أو بعد عشر سنوات. تحولت حياة توني روبنز بشكل مغاير جدا؛ فهو الآن يمتلك أكبر مكاتب استشارية في الولايات المتحدة الأمريكية، يمتلك طائرة خاصة وهو من أشهر المحاضرين بأمريكا. عندما كان يقود طيارته الخاصة في اتجاهه لتقديم دورة عن البرمجة اللغوية العصبية للناس قال: شاهدت طوابير السيارات والازدحام المروري، وكنت أخشى أن المشاركين لن يستطيعوا الحضور بسبب هذا الازدحام، وتفاجأت أن هذا الازدحام بالواقع هو للمشاركين الذين حضروا للمشاركة في الدورة، فتذكرت كيف كنت قبل اثنتي عشرة سنة، فقط حارسا لعمارة لا أملك شيئا، والآن ها أنا أتنقل في طيارتي الخاصة قادما من القلعة الأثرية التي أشتريتها لي ولعائلتي، كيف أن الإنسان يبحث دائما عما يريده وهو لا يعلم بالحقيقة أن لدى الإنسان القدرة على فعل المستحيل. فحياتك هي «الفكر» دواؤك أم داؤك. فتذكر أن صلاتك اهم شيء في حياتك لأنها تحدد أفكارك؛ فالصلاة هي عمود الدين، وهي التي تنهى عن الفحشاء والمنكر، ومرتكز الإسلام الأساسي، فوالله إنها السعادة نفسها فلا تتهاون فيها. فهذا هو الفكر كدواء، ولكن عندما يكون داء فيصبح ضلالات الغيرة المرضية (infidelity delusion) ويشتهر حدوثها مع فصام الشك ومع الذهان الذي سببه تعاطي المخدرات وهو كبقية أنواع الضلالات الفكرية من الممكن أن يحدث بشكل مستقل بدون وجود مشاكل نفسية. فاهتم بأفكارك فهي دواء أو داء.
للتواصل (فاكس 0126721108)
للتواصل (فاكس 0126721108)