-A +A
عبدالله بيلا *
صحوتُ وحيداً

أفيضُ بكلِّ السديمِ المبدَّدِ حولي


وأُطلقُ سربَ الأساطيرِ

من قفصِ الذاكرةْ.

كنتُ أفتحُ للا مكانِ وللا زمانِ

جفونَ الطريقِ.. فتنأى

وتعمى

وتشربُ عتمَتَها

وتغورُ بعيداً.

أمرُّ على جثةِ الصبحِ

وهي تنزُّ دماً طازجاً في عيوني

أمرُّ سريعاً

أفرُّ

أشيحُ بوجهي إلى عدمٍ هازئٍ

لا أراهُ.. وليس يراني.

تباغتني في خُطايَ الهياكلُ

تنزَحُ من كهفِ ليلي الغزيرِ

وترصدني في ارتيابي.

فأمضي أجسُّ لليليَ نبضاتِهِ

وهي تخفِتُ..

تخفِتُ..

مُحتَضَرٌ هو ليلي الغزيرُ

وصبحي الرماديُ جثةُ دهرٍ

تفتِّشُ عن مقبرة.

كلما سال نهرُ خطايَ انحدرتُ

إلى هُوَّةٍ ساحقة

لا نهايةَ فيها

لتنسى انبثاقَ البداياتِ

إذْ لا بدايةَ إلاّ لوهمٍ بريءٍ

يشِفُّ بياضاً كأزمِنةِ الخُلدِ

والحُلمِ

واللا زمانْ.

وما زلتُ أهوي

وتهوي الحياةُ التي التَمَعت مرةً

في سديمي

وغامَت طويلاً..

لتُمطرَ بالعتمةِ الخالدة.

ألهذا المدى أمدٌ؟

وهذا السدى أبدٌ شاخصٌ لا يشيخُ

ووحدي سأحملُ جثةَ هذا الصباحِ

وأمضي..

لأرقُبَ آخرَ أنفاس ليليْ

أعبُّ انتظاريْ الطويلَ هناكَ

لنرقدَ في حفرةِ واحدة.

* شاعر