الأمير سلطان بن سلمان مع الفقيد في صورة أرشيفية.
الأمير سلطان بن سلمان مع الفقيد في صورة أرشيفية.
-A +A
«عكاظ» (الرياض)
عدّ رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز وفاة الأمير تركي بن عبدالعزيز خسارة كبيرة للوطن؛ لما يمثله من قامة وطنية عرفت بالأصالة ونبل الخلق والشيم، مما ورثه من والده الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن وكسبه بطول ملازمته له، وما اكتسبه من والدته الأميرة حصة السديري من حرص على التقارب ورجاحة عقل وحب للخير وتفقد الجميع بالسؤال وتلمس حاجاتهم بما يبث الألفة ويحفظ الود، فلا غرابة أن يكون رمزاً لمن اتفق الجميع على محبته واحترامه ورجاحة عقله.

ووصف الأمير سلطان بن سلمان الفقيد الكبير بأنه «أكرم الناس خلقاً وأوسعهم قلباً، لم يسمع عنه يوماً أنه رد سائلاً أو محتاجاً في أي ظرف، وأشهد الله أني وقفت على حالات لا أحصيها قدم فيها حاجات الناس على حاجاته». وأضاف: «كنت محظوظاً أني عاصرت عمي الأمير تركي وشرفت بمعايشته عن قرب منذ طفولتي، فقد كان يرحمه الله قبل أن يتم تعيينه نائباً لوزير الدفاع والطيران يسكن في محافظة جدة، واستثمر الوقت وإخواني فهد وأحمد رحمهما الله، وعبدالعزيز عندما يأتي للرياض ويسكن معنا في بيت الملك سلمان لنكون قريبين منه، فكانت أسعد الأوقات عندما نكون في معيته وملازمته في مجلسه بالرياض وداخل بيت الملك سلمان كونه أخاً من الرضاعة للوالدة الأميرة سلطانة بنت تركي السديري». وأوضح أن مجلس الأمير تركي في بيته بجدة كان عامراً برجالات المنطقة ومناطق المملكة كافة من كل اختصاص واهتمام، الذين يحرصون على حضور مجلسه العامر بكل خير وتقدير حتى يشعر كل حاضر على اختلاف أعمارهم واهتماماتهم أنه الضيف الوحيد من فرط وده مع الجميع وكرمه وتقديره وتفقده لحال من يعرف ومن لا يعرف مع حبور وسعادة فطرية بما يبذل.


واستذكر الأمير سلطان علاقته الأخيرة بالراحل الكبير بعد اختياره العيش في القاهرة، بأنه يتوق للاتصال الهاتفي الذي يحافظ عليه بشكل دوري فكان يرحمه الله يطيل المكالمة، ويشعرك بالود، ويؤكد لك أنه مطلع على كل المستجدات، ويسأل عن الأحوال العامة والخاصة، ولا يختم مكالمته الا بالدعاء، ويؤكد على اللقيا، ولا يتردد أن يبدي للشخص محبته واشتياقه رغم كبر قدره وعلو شأنه وفضله.

ورفع الأمير سلطان التعزية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولإخوان الفقيد وخص منهم الأميرين عبدالرحمن وأحمد، وأبناء الفقيد الذي برحيله نفقد قامة كبيرة ورمزاً لا ينسى، مبتهلاً إلى الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويلهم محبيه الصبر والسلوان.