-A +A
«عكاظ» (الدمام)
أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أن المواطن أظهر استشعارا كبيرا للمسؤولية وشكل مع قيادته سداً أمام الحاقدين والطامعين وأفشل الكثير من المخططات ضد الوطن.

وقال خلال حضوره (الخميس) حفلة الاستقبال في إمارة المنطقة الشرقية: «نحن بمثابة الأسرة الواحدة نتكاتف ونتعاون لخدمة ديننا ووطننا. المملكة شرفها الله باحتضان أقدس بقعتين وخدمة ضيوف الرحمن، ومنهجنا ثابت ومتواصل نحو التنمية الشاملة المتكاملة وإتاحة الفرصة لتحقيق تطلعاتهم وأمانيهم المشروعة».


وفيما يلي نص كلمة الملك سلمان:

«بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

إخواني وأبنائي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

يطيب لي في هذا اليوم أن أتحدث معكم، ونحن نتطلع جميعا إلى غد مشرق مزدهر بإذن الله تعالى.

لقد قامت بلادنا على أسس راسخة وثوابت أصيلة، عمادها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وشرفها الله باحتضان أقدس بقعتين - الحرمين الشريفين -، وأكرمنا بخدمتهما وقاصديهما من الحجاج والمعتمرين والزوار، فنحن بحمد الله بمثابة الأسرة الواحدة نتكاتف ونتعاون خدمة لديننا ووطننا، والتطوير سمة لازمة للدولة بما يتفق مع ثوابتنا وقيمنا، سعيا لرسم مستقبل واعد للوطن والمواطنين.

أيها الإخوة الحضور:

لقد تبنينا رؤية المملكة 2030 التي تعكس قوة ومتانة الاقتصاد السعودي، والتي من شأنها الانتقال بالمملكة إلى آفاق أوسع وأشمل، ولابد من تضافر جهود المجتمع لإنجاحها، وعلى الدوام أظهر المواطن السعودي استشعارا كبيرا للمسؤولية، وشكل مع قيادته وحكومته سدا منيعا أمام الحاقدين والطامعين، وأفشل - بعد توفيق الله - الكثير من المخططات التي تستهدف الوطن في شبابه ومقدراته.

أيها المواطنون والمواطنات:

إن منهجنا ثابت ومتواصل في السعي نحو التنمية الشاملة المتكاملة والمتوازنة في مناطق المملكة كافة، وإتاحة الفرص للجميع لتحقيق تطلعاتهم وأمانيهم المشروعة في إطار نظم الدولة وإجراءاتها.

إخواني وأبنائي:

من هذه المنطقة التي يسرني دائما وجودي معكم في ربوعها أشكركم من الأعماق على هذه الحفاوة البالغة، وأدعو الله أن يديم على هذا الوطن أمنه ورخاءه، وأن يرحم شهداءنا الذين استشهدوا فداء لدينهم ووطنهم، وأن يمدنا بالعون والتوفيق لخدمة بلادنا الغالية.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

وكان في استقبال خادم الحرمين الشريفين لدى وصوله مقر إمارة المنطقة الشرقية -يرافقه أمير منطقة المدينة المنورة الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، والأمير راكان بن سلمان بن عبدالعزيز-، أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز.

فيما ألقى أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، كلمة أعرب فيها عن سعادته بتشريف خادم الحرمين الشريفين للمنطقة الشرقية وقال «إن ليلتنا هذه ليست كغيرها من الليالي، بل هي استثنائية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، فهي نور يتلألأ، ومكارم تتوالى، ومواطن عز وفخر تتنادى».

وأضاف «في هذه الليلة تلتقي المنطقة الشرقية، منطقة الخير والنماء، والتميز والعطاء، والمساهمة والبناء، بقائد المسيرة وصانع الإنجاز، سلمان العزم والحزم، سلمان الشهامة والوفاء، سلمان العلم والثقافة، سلمان الإرث والحضارة، سلمان التأريخ والرؤية، سلمان المملكة العربية السعودية. فأكرم بها ليلة، وأكرم به من محفل».

وتابع «أهلا بكم سيدي في منطقة تحبونها وتحبكم، ببحرها وسهلها ونخلها ونفودها ومصانعها وقبل ذلك إنسانها.. أهلا بكم سيدي في منطقة تفخر بأنها جزء من المملكة العربية السعودية تسهم بعطائها مع مناطق المملكة الأخرى - بصدق وحماس وثبات - منذ أن وضع الملك الموحد طيب الله ثراه لبنات وحدتها المباركة، وسار على ذلك أبناؤه الأوفياء من بعده، في الأخذ بيد المملكة إلى المكانة التي تليق بها لتصبح منارة إشعاع وحضارة وخير وعطاء للعالم أجمع، نصيرة للحق، مرسخة للعدل لم ولن نتراجع عن ذلك أبدا بحول الله».

وأضاف أمير المنطقة الشرقية «أهلا بكم سيدي بين رجال ولاؤهم لوطنهم ولقيادتهم راسخة فقد توارثوه كابرا عن كابر، ورسخوه جيلا بعد جيل، حتى كان الملك الموحد طيب الله ثراه يصفهم بقوله أنا لست من رجال القول الذين يرمون اللفظ بغير حساب، أنا رجل عمل إذا قلت فعلت وعيب علي في ديني وشرفي أقول قولا لا أتبعه بالعمل.. وهذه هي وطنية شعبكم يا سيدي، أقوالا وأفعالا، ومواطن شرف كرامة، يعملون بجد واجتهاد من أجل هذا الوطن الذي أكرمهم الله به ويتسابقون بأرواحهم للفداء عنه والجود بالنفس وهو أقصى غاية الجود، فلا مكان بيننا لمن تخاذل أو ضل السبيل وسعى في الفرقة والشتات وعبث بالمكتسبات، بل هي مشاركة في البناء وسعى نحو العلياء، ومحافظة على مجد تليد ومكارم راسخة».

ومضى قائلا: «تعجز الكلمات ياخادم الحرمين الشريفين أن تصف مشاعرنا في هذه الليلة التي ازدانت بتواجدكم بين أبنائكم ولاعجب فأنتم من قلتم حفظكم الله أبوابنا مفتوحة، وآذاننا مفتوحة، وهواتفنا مفتوحة، لمن له منكم رأي أو حاجة، فحياه الله، لقد رسختم هذا النهج بسياسة إدارية بدت آثارها جليلة ولله الحمد والمنة، تتقاصر الكلمات أن تحتوي ما تتميز به قيادتكم الرشيدة، فالمنجزات تترى وتشهد وولاء شعبها يتجذر.. ورسوخ الأمن والأمان ينعم به ولله الحمد كل مواطن ومقيم على أرض المملكة.. وصفحات البطولات التي سطرها الشهداء في ميادين العز والشرف خير دليل.. والآمال والطموحات قائمة في مستقبل واعد متجدد من خلال رؤية المملكة 2030.. وخطط البناء العمل الطموح واقع نعيشه ويشهده العالم من حولنا ونحن على العهد».

وتابع الأمير سعود بن نايف «سيروا ونحن معكم نحافظ على مكتسباتنا، ونبني نهضة بلادنا بكل الثبات والثقة والاعتزاز..سيدي إن بعض رجال الأعمال ولرغبتهم الصادقة في التعبير عن سعادتهم بمقدمكم الميمون بالاحتفال بما يتناسب مع هذه الزيارة، إلا أنه وامتثالا لرغبتكم بإقامة احتفال تقتصر بهجته في وجوه الحاضرين. ولمعرفتهم بشغفكم ومحبتكم ودعمكم للعلم والمعرفة، فإنهم يستأذنون المقام الكريم بالموافقة على إنشاء مكتبة الملك سلمان بالمنطقة الشرقية لتكون أحد روافد العلوم والمعرفة والحضارة بتقنيات حديثة».