أحمد محمد أبو الخير
أحمد محمد أبو الخير
-A +A
أحمد محمد أبو الخير
أثلج صدري خبر توقيع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية على يد مشرفه العام الدكتور عبدالله الربيعة، برنامجا تنفيذيا مع منظمة الهجرة الدولية؛ لتقديم العون الإنساني للمستضعفين في إقليم أركان، وتعزيز التنمية الزراعية بهدف التخفيف من معاناة شعب مسلم يحتضر هناك، بسبب عمليات الاضطهاد والتهجير القسري الجماعي الذي ظل مستمرا على مدى سبعة عقود مضت، وحتى اللحظة.

البرنامج المرتقب والذي سيستفيد منه 17.500 فرد في 35 قرية، في مشروعات زراعية؛ يحقق العديد من فرص طلب الرزق والعيش الكريم للمنكوبين، الذين حرموا فرص التوظيف ومزاولة الأعمال لأسباب دينية وعنصرية لعقود من الزمان، كما أنه سيحد من معدلات الفقر وسوء التغذية، ويرمم البنيان المجتمعي المتهالك بسبب الأحداث الدموية، ويسهم في حصول شيء من السكينة والاستقرار المجتمعي والحد من الهجرة إلى المجهول.


ونطمح أن يكون أيضا نواة لفتح آفاق مستقبلية جديدة في التعامل مع الحكومة الميانمارية وبناء جسر من التواصل الإيجابي في سبيل إنهاء الصراع في الإقليم الذي يضم الأقلية الإسلامية.

وإذا كانت المملكة هي أول من يبادر إلى مثل هذه الأعمال، فإن ذلك لن يعذر باقي الدول الإسلامية عن التعاون والتكاتف لرفع المعاناة عن هذا الشعب المكلوم.

والنظرة الإنسانية من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – يحفظه الله – لهي مدعاة للفخر والاعتزاز بهذا القائد العظيم وهذا الكيان الشامخ، الذي يضع جراح وآلام الأمة الإسلامية في مقدمة الاهتمامات في كل الظروف والأحوال.

وعناية المملكة بقضية مسلمي الروهنجيا ليست وليدة اليوم؛ بل هي سياسة دائمة، تولى غراسها المؤسس العظيم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن – طيب الله ثراه – حين أمر باحتضان طلائع المهاجرين البرماويين إلى المملكة خلال عامي 1365-1373هـ ولا زالت مستمرة حتى اللحظة بفضل الله.

وهي ممارسة عملية لكل ما يخدم الإنسان المسلم ويحميه في دينه ونفسه وعرضه وماله وكرامته، ويحقق له السكينة في أرضه، ويدفع عنه الأذى والظلم، وهي تطبيق نابع عن أخلاقيات هذه الدولة، ومن روح المبادئ المنبثقة من سماحة الإسلام.

لن يكون هذا البرنامج الذي نتمنى له النجاح، هو آخر ما تقدمه المملكة للقضية الأركانية، بل هو بداية عطاء من نوع آخر، وفقا للحكمة الدارجة «بدلا من أن تعطيني سمكة علمني كيف أصطاد».