الحافلة التي تنقل طلاب القرية للدراسة في البلدات المجاورة معطلة منذ نحو شهر. (عكاظ)
الحافلة التي تنقل طلاب القرية للدراسة في البلدات المجاورة معطلة منذ نحو شهر. (عكاظ)
-A +A
عبداللطيف زيد السلمي (النبهانية)
حين يئس سكان قرية الجرارية الشمالية التابعة لمحافظة النبهانية (غرب منطقة القصيم)، من تحرك الجهات المختصة لافتتاح مركز صحي يضمد جراحهم وينهي معاناتهم بحثا عن العلاج في المناطق البعيدة، ومدارس لأبنائهم وبناتهم، قرروا التبرع بمبانٍ خاصة تؤسس فيها تلك المرافق الحيوية، منتظرين من وزارتي الصحة والتعليم التفاعل مع مبادرتهم سريعا، إذ تعاني البلدة من غياب الخدمات الطبية، ونقص حاد في

المدارس، فطلاب الابتدائية يضطرون لقطع 20 كيلومترا ذهابا وإيابا يوميا للدراسة في قرية المرموثة، وكثيرا منهم ينقطع عن التعليم لعدم توافر مواصلات، بينما تكتفي الطالبات بالمرحلة الابتدائية، لعدم وجود مدرسة متوسطة رغم أنه بالإمكان استحداث فصول لها في مبنى الابتدائية الكبير والواسع.


ويتساءل أهالي قرية الجرارية عن تأخر إنجاز المشروع السكني العام، على الرغم من أن البلدية حددته على مساحة تتجاوز مليون متر مربع، وسلمته لوزارة الإسكان التي تأخرت في البت فيه.

وانتقد محمد بن فليح المظيبري نقص الخدمات الطبية في القرية، مشيرا إلى أن مطالباتهم المتكررة بافتتاح مركز صحي في الجرارية لم تجد نفعا، لافتا إلى أن الأهالي لديهم الاستعداد بالتبرع بعدد من المباني الخاصة، لافتتاح المرافق الحكومية التي تحتاجها القرية وفي مقدمتها مركز صحي والمدارس.

وذكر أن مطالبتهم بافتتاح مستوصف امتدت لعشرات السنين، دون جدوى، مشددا على أهمية أن تتحرك وزارة الصحة ومديرية الشؤون الصحية في القصيم بالنظر في معاناتهم باهتمام، خصوصا أن قريتهم تنطبق عليها جميع المواصفات التي تمنحها مركزا صحيا، منها الكثافة السكانية العالية.

ورأى مفلح الرشيدي أن الجرارية في أمس الحاجة لإيجاد الكثير من الخدمات الضرورية ومن أبرزها إنشاء مدرسة ابتدائية للبنين، لافتا إلى أن الصغار يقطعون يوميا 20 كيلومترا للتعليم في أقرب مدرسة لهم في مركز المرموثة، ما يعرضهم لكثير من الأخطار.

وأفاد أن كثيرا منهم ينقطعون عن التعليم لعدم توافر وسائل المواصلات في حال تعرضت حافلة النقل للأعطال، مبينا عدم وجود متوسطة للبنات مع إمكانية افتتاحها بمدرسة البنات الابتدائية المرفق التعليمي الوحيد في القرية.

وتذمر فالح بن فليح من تأخر وزارة الإسكان عن البدء في المشروع السكني العام والذي تم تحديده من قبل البلدية على أرض ذات مساحة كبيرة بالقرية تتجاوز مساحتها مليون متر مربع، مشيرا إلى أنه جرى تسليم الموقع لوزارة الإسكان والأهالي ينتظرون تسليمه بفارغ الصبر.

وناشد عبدالله المظيبري وزارة النقل بإكمال الطريق الرابط بين القرية ومحافظة النبهانية عبر بلدة خيطان ومن ثم إلى مركز الزهيرية وصولا إلى النبهانية مباشرة، موضحا أن الطريق في حال اكتماله يختصر المسافة لتصبح 35 كيلو مترا، بدلا من 70 كيلو مترا، لافتا إلى أن اختصاره إلى النصف ينهي معاناة العابرين ويحد من نسبة الحوادث.

وشكا عبدالرحمن الرشيدي من العزلة التي تعانيها قريتهم بافتقادها لشبكة الاتصالات، ما يجبرهم على الخروج منها قاطعين عشرات الكيلومترات لإنجاز معاملاتهم اليومية عبر الإنترنت في المناطق المجاورة، متمنين إنهاء معاناتهم في أسرع وقت.