الملك سلمان والشيخ محمد بن زايد.. لقاء الإخوة والمحبة في خليج الخير.   (تصوير: بندر الجلعود)
الملك سلمان والشيخ محمد بن زايد.. لقاء الإخوة والمحبة في خليج الخير. (تصوير: بندر الجلعود)
-A +A
«عكاظ» (عمان)
لا تكمن أهمية الجولة الخليجية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز قبيل القمة الخليجية في مضمونها فقط، أو في محتوى الملفات التي تحملها، بل تكمن في توقيتها، إذ تتزامن مع حدثين مهمين؛ الأول هو تحصين الأمن القومي الخليجي لمواجهة الإرهاب الإيراني الذي يستهدف المنظومة الخليجية والمنطقة بشكل عام، والثاني إبراز أهمية مجلس التعاون الخليجي ومدى تأثيره في القضايا السياسية والاقتصادية على المستوى الدولي، وهي أهمية يجب إبرازها قبل تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب مهماته يناير القادم.

وعلى نحو واضح يمكن القول إن التحرك السعودي داخل المنظومة الخليجية له علاقة بمحورين أساسيين على أغلب تقدير، أولهما إعادة ترتيب البيت الخليجي، والثاني هو الملف الإيراني، والتمحور في مواجهته خصوصا بعد أن بات هذا الملف يشكل خطرا كبيرا في منطقة الشرق الأوسط، ولا بد من التحرك لمواجهته سياسيا، وأمنيا، واقتصاديا.


ولم يعد سرا وجود دعوة لبناء وتأسيس محور عربي إسلامي لمواجهة تنامي النفوذ الإيراني في المنطقة، وهو التحالف الذي قادته السعودية لمواجهة التمدد الإيراني في اليمن التي تنظر إليها طهران أنها بوابتها إلى المنطقة، ومن هنا فإن جولة خادم الحرمين الشريفين تحمل في طياتها ليس فقط تعزيز الأمن القومي الخليجي بل تسعى لبلورة موقف موحد ليكون في إطار الخطاب الذي يجب أن تسمعه الإدارة الأمريكية الجديدة.

ولا شك أن تحرك خادم الحرمين الشريفين داخل المنظومة الخليجية سيحظى باستعداد أمريكي للاستماع ويحفز ماكينة البيت الأبيض لكي تتحرك باتجاه تقديم منجز على الأرض في قضايا اليمن، وسورية، والعراق التي مزقتها إيران بهدف السيطرة عليها، وهو ما يتطلب تحركا دوليا، وليس أمريكيا فقط.

التحرك السعودي داخل المنظومة الخليجية وإن كان هدفه التنسيق والتوافق في الرؤى تجاه العديد من القضايا والتحديات الإقليمية والدولية التي تحتاج توحيد الصف الخليجي، إلا أنه يبقى مهما أن المملكة صمام الأمان والاستقرار لما تبذله من جهود للدفاع عن مصالح دول المنطقة، ففي عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز أتت واحدة من أكبر المبادرات الدولية، والإسلامية في مكافحة الإرهاب بتشكيل التحالف العربي الإسلامي لمحاربة هذه الآفة بقيادة المملكة وإقامة مركز عمليات مشتركة في الرياض لتنسيق ودعم العمليات العسكرية لمكافحة الإرهاب وتطوير البرامج والآليات اللازمة لدحر الأخطار.

ويبقى مهما أن تحرك خادم الحرمين الشريفين لن يبقى محصورا داخل المنظومة الخليجية، فالسعودية تسعى إلى بناء تحالف عربي وإسلامي متين هدفه الأول حماية أمن المنطقة من تصاعد نفوذ التنظيمات الإرهابية ومن الأجندة الإيرانية التي تهدف إلى تفتيت دول المنطقة على حساب توسع نفوذها، كما أن الاضطرابات الأمنية التي تمر بها بعض البلدان العربية كسورية، والعراق، واليمن تدفع السعودية إلى تحمل مسؤوليتها تجاه المنطقة لما تمثله من ثقل ديني اقتصادي وسياسي.