كان بإمكان روسيا وقوات النظام ومعها الميليشيات الإيرانية الطائفية أن تكمل العمليات العسكرية في حلب، ما دام الغطاء الروسي الجوي المدمر قيد الاستعمال وما دامت «نشوة» النصر في أوجها بعد أن تحولت المدينة إلى «غروزني» ثانية، غير قابلة للحياة.
لكن على ما يبدو، فإن روسيا -اللاعب الأكبر في الصراع السوري- فضلت أن تتيح هامشا من المساومات على المستوى الإقليمي والدولي حول حلب، وكسب المعركة السياسية إلى جانب العسكرية دون أن تخوض حرب استنزاف مع الفصائل التي اختارت معركة الموت في أحياء متواضعة في حلب الشرقية.
وسرعان ما أعادت روسيا والنظام معا إلى قاموس الأزمة السورية «عبارة» الحل السياسي الذي يعني في ضوء خسارة المعارضة لحلب دفع هيئة التفاوض والائتلاف إلى حل سياسي «مُذل» يبقى فيه الأسد القوة الراجحة في الميزان السياسي والعسكري.
لم يعد خافيا أن الصراع في سورية تحول في الآونة الأخيرة إلى ساحة تصفية حسابات للقوى العظمى، خصوصا بين روسيا من طرف والولايات المتحدة وأوروبا من طرف آخر، لذا فإن الأسئلة الجوهرية في معركة حلب تعني بالدرجة الأولى الغرب وروسيا، ومن ثم المعارضة والنظام بالدرجة الثانية، باعتبارهما بشكل من الأشكال يمثلان قطبي الصراع الأساسيين في سورية (المعارضة والنظام).
ما آلت إليه الأوضاع في حلب من انكسار لقوة المعارضة، يعود بالدرجة الأولى لإدارة الغرب «الناعمة» للصراع في سورية، ولمن لا يعرف تفاصيل الأزمة السورية، فلا بد من القول إن إدارة أوباما منذ أواخر العام 2015 «حرمت» السلاح على المعارضة بذريعة الخوف من وصوله إلى جماعات متطرفة، بينما أغدقت أفضل أنواع السلاح على الأكراد. ولمن لا يعرف أيضا فإن المعارضة المعتدلة مضت تقاتل بسلاح قديم استحوذت عليه من النظام في بدايات الأزمة طوال عام ونصف العام ومما تبقى من سلاح الدول الداعمة في بداية الازمة، مادفع بعض هذه الفصائل القبول بالقتال إلى جانب جهة النصرة. إن «ضربة» حلب تتجاوز البعد السوري إلى البعد الدولي، لتضع الغرب «الديموقراطي» أمام خيار قبول ديكتاتور هجّر أكثر من 10 ملايين سوري وقتل نحو 700 ألف شخص، فيما أجهز على أقدم مدن التاريخ..!؟. بالنسبة للأسد، فهو يقطف ثمار الصراعات الدولية حول سورية ليس إلا، وحتى بسيطرة ميليشياته على المدينة فإنه غير قادر على «إحياء الميت»، وهو لا يملك سوى مشاهد الدمار والخراب في مدينة بلا بشر، بل ستتحول حلب المنكوبة إلى عبء على هذا النظام.
كان ثمة اتفاق «جنتلمان»، يحكم العلاقة الروسية الغربية على ألا يكون هناك منتصر في سورية، لكن ومع نهاية حقبة أوباما «المتلكئة» حيال كل قضايا الشرق الأوسط، ومع وضوح الرؤية بوصول دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، قررت روسيا القفز على هذا الاتفاق، وحشدت كل الإمكانات العسكرية لإنهاء الوضع في حلب، موجهة بذلك صفعة لأوباما أولا ولأوروبا ثانيا ليكون العام 2017 عام المساومات التاريخية بين الغرب وروسيا على كل التاريخ منذ سقوط الاتحاد السوفييتي إلى هذه اللحظة.. إن رضوخ أوروبا للدب الروسي لن يكون في حلب، بل ستصل تداعياته إلى أوكرانيا وحتى رفع العقوبات الاقتصادية التي فرضتها عقب ابتلاع موسكو للقرم.. فهل تقبل أوروبا الواقع الجديد؟.
لكن على ما يبدو، فإن روسيا -اللاعب الأكبر في الصراع السوري- فضلت أن تتيح هامشا من المساومات على المستوى الإقليمي والدولي حول حلب، وكسب المعركة السياسية إلى جانب العسكرية دون أن تخوض حرب استنزاف مع الفصائل التي اختارت معركة الموت في أحياء متواضعة في حلب الشرقية.
وسرعان ما أعادت روسيا والنظام معا إلى قاموس الأزمة السورية «عبارة» الحل السياسي الذي يعني في ضوء خسارة المعارضة لحلب دفع هيئة التفاوض والائتلاف إلى حل سياسي «مُذل» يبقى فيه الأسد القوة الراجحة في الميزان السياسي والعسكري.
لم يعد خافيا أن الصراع في سورية تحول في الآونة الأخيرة إلى ساحة تصفية حسابات للقوى العظمى، خصوصا بين روسيا من طرف والولايات المتحدة وأوروبا من طرف آخر، لذا فإن الأسئلة الجوهرية في معركة حلب تعني بالدرجة الأولى الغرب وروسيا، ومن ثم المعارضة والنظام بالدرجة الثانية، باعتبارهما بشكل من الأشكال يمثلان قطبي الصراع الأساسيين في سورية (المعارضة والنظام).
ما آلت إليه الأوضاع في حلب من انكسار لقوة المعارضة، يعود بالدرجة الأولى لإدارة الغرب «الناعمة» للصراع في سورية، ولمن لا يعرف تفاصيل الأزمة السورية، فلا بد من القول إن إدارة أوباما منذ أواخر العام 2015 «حرمت» السلاح على المعارضة بذريعة الخوف من وصوله إلى جماعات متطرفة، بينما أغدقت أفضل أنواع السلاح على الأكراد. ولمن لا يعرف أيضا فإن المعارضة المعتدلة مضت تقاتل بسلاح قديم استحوذت عليه من النظام في بدايات الأزمة طوال عام ونصف العام ومما تبقى من سلاح الدول الداعمة في بداية الازمة، مادفع بعض هذه الفصائل القبول بالقتال إلى جانب جهة النصرة. إن «ضربة» حلب تتجاوز البعد السوري إلى البعد الدولي، لتضع الغرب «الديموقراطي» أمام خيار قبول ديكتاتور هجّر أكثر من 10 ملايين سوري وقتل نحو 700 ألف شخص، فيما أجهز على أقدم مدن التاريخ..!؟. بالنسبة للأسد، فهو يقطف ثمار الصراعات الدولية حول سورية ليس إلا، وحتى بسيطرة ميليشياته على المدينة فإنه غير قادر على «إحياء الميت»، وهو لا يملك سوى مشاهد الدمار والخراب في مدينة بلا بشر، بل ستتحول حلب المنكوبة إلى عبء على هذا النظام.
كان ثمة اتفاق «جنتلمان»، يحكم العلاقة الروسية الغربية على ألا يكون هناك منتصر في سورية، لكن ومع نهاية حقبة أوباما «المتلكئة» حيال كل قضايا الشرق الأوسط، ومع وضوح الرؤية بوصول دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، قررت روسيا القفز على هذا الاتفاق، وحشدت كل الإمكانات العسكرية لإنهاء الوضع في حلب، موجهة بذلك صفعة لأوباما أولا ولأوروبا ثانيا ليكون العام 2017 عام المساومات التاريخية بين الغرب وروسيا على كل التاريخ منذ سقوط الاتحاد السوفييتي إلى هذه اللحظة.. إن رضوخ أوروبا للدب الروسي لن يكون في حلب، بل ستصل تداعياته إلى أوكرانيا وحتى رفع العقوبات الاقتصادية التي فرضتها عقب ابتلاع موسكو للقرم.. فهل تقبل أوروبا الواقع الجديد؟.