عندما تغيب المهنيّة الإعلامية الواعية المثقفة، يبقى السؤال الذي يُطرح على جمهور وسائل الإعلام، عبئاً وعالة عليه وعلى الوسيلة والمتلقي معاً، وعجائبياً، وينبئ عن واقع إعلامي مُهين، إذ لا أرضية للسؤال تنبع من واقع المجتمع، وهُنا يصبح عديم القيمة، ومجرد ورطة تجعل السائل والمسؤول يستغلان الوقت المتاح بالمجان، في كلام غير ذي نفع، ثم تغدق عليه جوائز مالية لتسويق ثقافة، أطلق عليها بعض المشاهدين «ثقافة التفاهة».
ظهرت في السنوات الأخيرة فضائيات عربية، تطرح أسئلة ليست لها أصالة تاريخية، أو دينية، أو ثقافية، بل هي انقطاع عن الوعي بالذات، تسمعها فإذا هي تمترست خلف منطقة منقطعة عن المراحل الثلاث للزمن (الماضي، والحاضر، والمستقبل) وتجاهلت بل أنكرت الضرورات الإعلامية والثقافية للجمهور، وابتعدت عن الهُوِيّة الاجتماعية للمجتمع، بينما السؤال الذي يُطرح على جمهور وسائل الإعلام هو: منطقة إبداعات لا منطقة مغالطات أو تجاوزات، داخل مشهد إعلامي يستند إلى سياق اجتماعي، ويكتسب ديمومته بالاستناد إلى خلفية ثقافية واضحة الكل والأجزاء.
هناك تجاوزات واضحة في بعض الأسئلة التي تُطرح على جمهور وسائل الإعلام، لا يمكن أن تصدر من إعلاميين وإعلاميات على وعي بالذات الاجتماعية، وهي ذات غير منقطعة عن إبداع الثقافة، والهوية، والصورة، فهذه الأسئلة آلية لنظام معرفي عام، ووعي موضوعي، فالسؤال والإجابة عليه نتاج فكر مجتمعي، تتلاقى فيه المعرفة الدينية، مع الحضارية، والجغرافية، والسياسية، والثقافية، لتؤلّف في النهاية النظام المعرفي العام لجمهور وسائل الإعلام.
من المتفق عليه إعلامياً أن السؤال والرد عليه، يؤهل الطرفين (السائل والمسؤول) للانخراط الأمني والفكري في المجتمع، في إطار المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام، والتلاقي عند وعي لا يغيب، والوقوف أمام حاضر لا يستلزم إلغاء الماضي، ولكنه يمكّن الإنسان من اقتحام المستقبل بفكر إعلامي رصين، يفسِّر الحاضر منطلقاً من الماضي، ويشرح تصورات المستقبل في ضوء المتغيرين (الماضي والحاضر) ويحترم وجود مؤسسات إعلامية وثقافية فاعلة، ولا يدعو للتخلص منها تحت ذريعة تخلفها، ولكنه يسعى لتأصيل حركتها في المجتمع، فهُما (الإعلام والثقافة) المنبع والمصب، وأيُّ محاولة لتعكير صفوهما تبوء بالفشل الذريع.
الأسئلة التي تطرحها وسائل الإعلام على جمهورها، ينبغي أن تحترم فكر وعقل المتلقي، ومن العبث أن تسأل سؤالاً لا جدوى منه، أو يطرح هو نفسه تساؤلات حوله، تنحو بعقل المتلقي مناحيَ مجهولة، أو تراهن اعتباطياً على مواجهة أصالة الماضي والحاضر، والإجابة الوحيدة المستدعاة على أسئلة: النوع، والشكل هي: ألا تكون منفذاً سهلاً لتلاعبات إعلامية أو ثقافية.
رحم الله زمن أسئلة «عمر الخطيب» و«عبدالله بن خميس» و«ماجد الشبل» فهي توغل في العلم، جرى على خلفية واقع ثقافي أصيل، ينسكب في الوجدان، والعقل، والفعل، ويؤسس لثقافة لم تتسم بالسطحية والنفعية.
فاكس: 014543856
badrkerrayem@hotmail.com
ظهرت في السنوات الأخيرة فضائيات عربية، تطرح أسئلة ليست لها أصالة تاريخية، أو دينية، أو ثقافية، بل هي انقطاع عن الوعي بالذات، تسمعها فإذا هي تمترست خلف منطقة منقطعة عن المراحل الثلاث للزمن (الماضي، والحاضر، والمستقبل) وتجاهلت بل أنكرت الضرورات الإعلامية والثقافية للجمهور، وابتعدت عن الهُوِيّة الاجتماعية للمجتمع، بينما السؤال الذي يُطرح على جمهور وسائل الإعلام هو: منطقة إبداعات لا منطقة مغالطات أو تجاوزات، داخل مشهد إعلامي يستند إلى سياق اجتماعي، ويكتسب ديمومته بالاستناد إلى خلفية ثقافية واضحة الكل والأجزاء.
هناك تجاوزات واضحة في بعض الأسئلة التي تُطرح على جمهور وسائل الإعلام، لا يمكن أن تصدر من إعلاميين وإعلاميات على وعي بالذات الاجتماعية، وهي ذات غير منقطعة عن إبداع الثقافة، والهوية، والصورة، فهذه الأسئلة آلية لنظام معرفي عام، ووعي موضوعي، فالسؤال والإجابة عليه نتاج فكر مجتمعي، تتلاقى فيه المعرفة الدينية، مع الحضارية، والجغرافية، والسياسية، والثقافية، لتؤلّف في النهاية النظام المعرفي العام لجمهور وسائل الإعلام.
من المتفق عليه إعلامياً أن السؤال والرد عليه، يؤهل الطرفين (السائل والمسؤول) للانخراط الأمني والفكري في المجتمع، في إطار المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام، والتلاقي عند وعي لا يغيب، والوقوف أمام حاضر لا يستلزم إلغاء الماضي، ولكنه يمكّن الإنسان من اقتحام المستقبل بفكر إعلامي رصين، يفسِّر الحاضر منطلقاً من الماضي، ويشرح تصورات المستقبل في ضوء المتغيرين (الماضي والحاضر) ويحترم وجود مؤسسات إعلامية وثقافية فاعلة، ولا يدعو للتخلص منها تحت ذريعة تخلفها، ولكنه يسعى لتأصيل حركتها في المجتمع، فهُما (الإعلام والثقافة) المنبع والمصب، وأيُّ محاولة لتعكير صفوهما تبوء بالفشل الذريع.
الأسئلة التي تطرحها وسائل الإعلام على جمهورها، ينبغي أن تحترم فكر وعقل المتلقي، ومن العبث أن تسأل سؤالاً لا جدوى منه، أو يطرح هو نفسه تساؤلات حوله، تنحو بعقل المتلقي مناحيَ مجهولة، أو تراهن اعتباطياً على مواجهة أصالة الماضي والحاضر، والإجابة الوحيدة المستدعاة على أسئلة: النوع، والشكل هي: ألا تكون منفذاً سهلاً لتلاعبات إعلامية أو ثقافية.
رحم الله زمن أسئلة «عمر الخطيب» و«عبدالله بن خميس» و«ماجد الشبل» فهي توغل في العلم، جرى على خلفية واقع ثقافي أصيل، ينسكب في الوجدان، والعقل، والفعل، ويؤسس لثقافة لم تتسم بالسطحية والنفعية.
فاكس: 014543856
badrkerrayem@hotmail.com