في الحلقة الأولى رصدت عكاظ مرحلة هامة أسست للخديعة الكبرى التي قادت إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى التي أشعل فتيلها هتلر وفريقه المكون من جوبلز وزير الدعاية ومخابرات الجستابو التي كانت تنقل نصف الحقائق حيث وصلت طموحات الفوهرير إلى حد غزو فرنسا وبريطانيا وحتى الاتحاد السوفييتي السابق.و مع تواصل النصر الهتلري على الساحة الحربية لم يتحقق شيء من ادعاءات القضاء على البطالة داخل ألمانيا فالأوضاع الاقتصادية للبلاد أخذت تسير فى تدهور مستمر.. الشباب والرجال كلهم تم تجنيدهم فى الجيش النازي لتحقيق أحلام العظمة والجبروت التى كان يتطلع لها الفوهرير..
فى نفس الوقت شهد مبنى الرايخستاج لقاءات مستمرة بين هتلر ورجاله لا سيما ألبرت شبير الشاب الوسيم الذى أعجب هتلر به واستدعاه ليكون أقرب المقربين اليه.
«شبير» كان يعمل فى الهندسة والانشاء المعماري وكان هتلر قد طلب منه أن يجهز له رسما شاملا لبرلين - كأم العواصم -اذ كان هتلر يريد لبرلين أن تكون أعظم وأجمل من باريس ورأى شبير المهندس الشاب فرصته لا سيما حين عينه هتلر وزيرا للمصانع الحربية.
كان هتلر دائم الاجتماعات مع جنرالاته وجوبلز وشبير ورودلف هيس الذى عينه سكرتيرا خاصا، وبدأت هذه اللقاءات بالترتيب لغزو الجبهة الغربية لأوروبا أى الدخول الى فرنسا والاستعداد عبر مواني فرنسا للضربة الجوية على بريطانيا.. كما جاء على لسان البروفوسور نوربرت فراي أستاذ التاريخ فى جامعة يينا الألمانية الذي قال لـ عكاظ أن التاريخ لا يذوب فى حكايات تاريخية وانما اذا تحدثنا عن حقبة الحرب العالمية الثانية فأنا أفضل أن أصفها بأنها سياسة الماضي.
خط ماجينو ومعركة الدردان
يقول شاهد عيان حول معركة الدردان على الحدود البلجيكية الفرنسية الهولندية ان قوات الجيش الألماني كانت تستعد للضرية القاضية لعواصم أوروبا الغربية فجرت استعدادات للتحرك عبر بلجيكا وهولندا ولوكسمبورج وخرق خط الدفاع على الحدود البلجيكية والمعروفة بالدردان أو خط ماجينو .
ويبدو أن الحظ كان يرافق قوات هتلر اذ أن القوات تمكنت من خرق جزء من خط اجينوت وتواصلت مع قوات ألمانية جاءت عبر منطقة بريمن الى لوكسمبورج ولم تشهد هذه المعارك مقاومة تذكر اذ فى يوم 10 مايو 1940 استسلمت كل من بلجيكا وهولنده وامارة لوكسمبورج ودخلت القوات الألمانية بروكسل.. ويتابع: فى العاصمة برلين كان جهاز البروباغندا ينقل خطوة بخطوة تحركات المعارك والنصر فى هذه المنطقة، الأمر الذى كان له رد فعل المخدر على المواطنين الألمان.
سقوط باريس
وصلت القوات الألمانية فى معركة «بليتس» الى العواصم القريبة من باريس ليكون ضم العاصمة الفرنسية الى أحضان الرايخ الثالث مسألة وقت أو أيام ذلك أن باريس سقطت فى يوم 14 يونيو فى يد النازية بعد أن كانت القوات الألمانية قد عبرت نهر السين فى يوم 5 يونيو
و حين اشتد الضغط من الجيش الألماني الزاحف الى فرنسا قرر القائد شارل ديجول التراجع مع قواته، أما القوات الجوية البريطانية فقد تحركت بشكل سريع وقامت بهجوم جوي على ميناء مرسى الكبير فى الجزائر (أيام الاحتلال الفرنسي) وتدميره حتى لا تصل اليه البحرية الألمانية لتدمر البحرية الفرنسية، ولتبدأ من هناك حملة جوية على بريطانيا.
ظلت معركة «بليتس» تشغل بال البريطانيين لا سيما تشرشل الذى تولى بعد تشميرلين منصب رئاسة الوزراء . أما فرنسا فقد وقعت مع هتلر اتفاقية وقف اطلاق النار فى يوم 21 يونيو 1940 وانقسمت الى شمال وغرب فى يد الألمان وجنوب وشرق فى يد هنرى فيليب بوتان وكون شارل ديجول قوات معارضة من منفاه فى لندن واعتبر بوتان خائنا. أستاذ التاريخ البروفوسور فراي يقول: «إن نرجسية هتلر فاقت كل الحدود لا سيما حين جاء بسيارته ومعه جوبلز وشبير الى باريس الخالية تماما من السكان.. هتلر كان منبهرا بالعمارة الفرنسية وكان يحدث شبير عنها ويطلب منه أن تكون برلين أعظم وأجمل».
الرايخستاج الإغريقي
وفى الوقت الذى نقلت فيه وسائل الاعلام نصر القوات الألمانية الى داخل المدن فى الرايخ الألماني كان جوبلز يبني مؤسسة اعلامية تعتبر الاولى من نوعها فى القرن العشرين، مهمتها تجنيد الألمان شبابا ونساء وأطفالا لخدمة الرايخ والفوهرير.. بجانب هذه المؤسسة كان مشروع شبير لأشادة عاصمة لم يشهدها العالم حسب ما ذكر فى كتب التاريخ على أن يقام مبنى للرايخستاج على شكل البناء الأغريقي القريب من المعابد وكان شبير قد استغل امكانياته كوزير للتسلح باشادة نموذج كامل لمبنى الرايخستاج مع استغلال – كلوبات – الانوار للتسليط على هذا النموذج.
تشرشل.. العدو اللدود
يقول البروفوسور فراي: كتب سبستيان هافنر (ولد فى عام 1858) فى ألمانيا أحد كتاب التاريخ المعروفين عن تشرشل أنه أسطورة يصعب فهمها ولا يمكن فهمها اذا وضعناه فى موقع الرجل السياسي فقط ورئيس الحكومة لأنه كان أكثر من ذلك فهو كان محاربا يستغل السياسة والدبلوماسية لكي يكسب الحرب.
وعرف أيضا عبر الاحداث التاريخية أن العدو اللدود لتشرشل هو أدولف هتلر والعكس بالطبع. تشرشل بدأ يخطط فى كيفية ايقاف هتلر عند حده بينما هرمان جورينج القائد العام لقوات الزعيم النازي وضع خطة محكمة لضرب الامبراطورية البريطانية من الهواء بسلاح الطيران الألماني ويعتبر تاريخ 10 مايو 1940 موعدا لبدء الحملة العسكرية الألمانية على دول أوروبا الغربية هو بداية الحقد والكراهية التى كانت تملأ قلب تشرشل رئيس وزراء بريطانيا فى هذا الوقت تجاه هتلر.على الصعيد الداخلي فى الامبراطورية تمتع هتلر باحترام كبير لا سيما حين وصفه جوزيف كندي سفير الولايات المتحدة فى لندن فى ذلك الوقت بأنه الذى سيخلص أوروبا من حكم البولشوفي الماركسي.. أما لورد هاليفاكس وزير الخارجية البريطاني فكان أيضا من المعجبين بهتلر وجوبلز وجورنج وانتقد مؤرخو هذه الحقبة موقف السياسي البريطاني وسفير الولايات المتحدة وصنفا بأنهما من المعادين للسامية. كان هتلر يفكر فى أن تتراجع بريطانيا قبل الحملة الجوية الألمانية.. والفكرة كانت تنطوي على ضرب القوات الجوية البريطانية علما أن السلاح الجوي البريطاني كان متطورا ويملك في أسطوله 1400 طائرة حربية، وقد استعانت بريطانيا بطيارين حربيين من دول الكومنولث (الدول الخاضعة للأمبراطورية البريطانية) ومن فرنسا والولايات المتحدة وبولنده وتشيكوسلوفاكيا الأمر الذى أدى فى النهاية الى هزيمة القوات الجوية الألمانية.
ماريتا.. غزو البلقان
هتلر ورغم الضربة التي تعرض لها سلاحه الجوي من الانجليز بدأ يفكر فى غزو يوغوسلافيا ولكن لهذه المأمورية كان لا بد من الاستعانة بموسوليني الذى كان قد دخل ألبانيا ولكن الزعيم الايطالي الفاشي لم يتمكن من كسب بلغاريا لعلمه أن الملك بوريس الثاني رفض الانضمام الى محور الشر ألمانيا وايطاليا. فى هذا الوقت بدأ هتلر فى تخطيط مأمورية – ماريتا – وهى غزو دول البلقان وفى 6 أبريل من عام 1941 دخلت القوات الألمانية الحدود اليوغوسلافية وقامت ايطاليا وألمانيا بتحويل العاصمة بلجراد الى رماد.وتحركت القوات باتجاه تثسالونيكي فى اليونان ثم شرق مقدونيا الى أن وصلت الى العاصمة أثينا. قوات الحلفاء لم تتمكن من مواجهة القوات الألمانية واضطرت الى ترحيل 50 ألف جندى عبر البحر الابيض الى الاسكندرية، ومرة ثانية حاول هتلر انزال قوات من الجو على جزيرة كريتا اليونانية الا أن قوات الحلفاء تصدت له واستعانت بقوات من أستراليا ونيوزلنده وبناء عليه قرر هتلر عدم المغامرة مرة ثالثة بالانزال أو بالغزو من الجو. ومع الأحداث الأخيرة يقول أحد الضباط السابقين فى عهد هتلر ( فيلهالم أرتور) لـ عكاظ إن النظام النازي أصيب بجنون العظمة.. الشعب الألماني والمواطنون كانوا مشغولين بمطالب الحياة اليومية لا سيما أن كل شيء كان يحدث تحت صفارات الانذار والملاجئ تحت الأرض. فى نفس الوقت بدأ ت عملية جمع اليهود وكل من هو ليس من أصل آري وترحيلهم الى معسكرات خاصة وبدا فى الأجواء قلق كبير مما يحدث لا سيما حين طلب هتلر توفير مساكن للمواطنين الألمان فقام شبير وزير المصانع الحربية والمهندس المعماري فى عهد هتلر بمطالبة اليهود باخلاء مساكنهم التى تم اعطاؤها للألمان.
ثعلب الصحراء بين طبرق وسيدي عمر
اذا كان العصر الهتلري عملة ذات وجهين فلا شك أن هتلر هو الوجه الاول ورومل هو الوجه الثاني لهذه العملة رغم أن شخصيات أخرى اشتهرت فى العهد النازي ولكن رومل ولأنه خاض معركة شمال أفريقيا ووصل الى العلمين فى مصر باتت له شهرة واسعة لا سيما وأن الاحتلال البريطاني والفرنسي كان يثقل كاهل دول شمال أفريقيا وكان هناك اعتقاد سائد أن قوات رومل ستحرر هذه الدول من الاستعمار غير أن هذا التصور بعيد كل البعد عن الحقيقة كما يقول البروفوسور فراي اذ أن رومل – ثعلب الصحراء - تلقى أمرا من القائد الأعلى لقوات الفيرماخت – هتلر – بالتحرك لمساعدة قوات موسوليني فى شمال أفريقيا وعلى الحدود مع ليبيا اذ جرت معركة حول ميناء طبرق فى الوقت الذى سارعت فيه قوات الحلفاء بما فيها الولايات المتحدة التى أنزلت قوات فى الدار البيضاء والجزائر الأمر الذى جعل قوات هتلر تواجه حرب الجبهتين.
تحركت القوات الألمانية بقيادة رومل ومعها القوات الايطالية وتمكنت من الاستيلاء على مدينة- بير هاشم – فى الصحراء الغربية لتبدأ منها التحرك الى طبرق وتمكن رومل من الاستيلاء على طبرق ورقي الى رتبة فريق، كان ذلك حسب أقوال ابنه مانفريد رومل يوم 21 يونيو 1942. وكانت الخطة والحديث ما زال للأبن مانفريد رومل تستهدف التحرك عبر الصحراء الغربية للوصول الى الاسكندرية ووضع اليد على قناة السويس... ولكن ظهور الجنرال البريطاني مونتجومري غير مسار فرقة أفريقيا بقيادة ثعلب الصحراء اذ حسمت المعركة فى العلمين وسقطت طبرق فى يد البريطانيين فى 13 نوفمبر.
فى نفس الوقت شهد مبنى الرايخستاج لقاءات مستمرة بين هتلر ورجاله لا سيما ألبرت شبير الشاب الوسيم الذى أعجب هتلر به واستدعاه ليكون أقرب المقربين اليه.
«شبير» كان يعمل فى الهندسة والانشاء المعماري وكان هتلر قد طلب منه أن يجهز له رسما شاملا لبرلين - كأم العواصم -اذ كان هتلر يريد لبرلين أن تكون أعظم وأجمل من باريس ورأى شبير المهندس الشاب فرصته لا سيما حين عينه هتلر وزيرا للمصانع الحربية.
كان هتلر دائم الاجتماعات مع جنرالاته وجوبلز وشبير ورودلف هيس الذى عينه سكرتيرا خاصا، وبدأت هذه اللقاءات بالترتيب لغزو الجبهة الغربية لأوروبا أى الدخول الى فرنسا والاستعداد عبر مواني فرنسا للضربة الجوية على بريطانيا.. كما جاء على لسان البروفوسور نوربرت فراي أستاذ التاريخ فى جامعة يينا الألمانية الذي قال لـ عكاظ أن التاريخ لا يذوب فى حكايات تاريخية وانما اذا تحدثنا عن حقبة الحرب العالمية الثانية فأنا أفضل أن أصفها بأنها سياسة الماضي.
خط ماجينو ومعركة الدردان
يقول شاهد عيان حول معركة الدردان على الحدود البلجيكية الفرنسية الهولندية ان قوات الجيش الألماني كانت تستعد للضرية القاضية لعواصم أوروبا الغربية فجرت استعدادات للتحرك عبر بلجيكا وهولندا ولوكسمبورج وخرق خط الدفاع على الحدود البلجيكية والمعروفة بالدردان أو خط ماجينو .
ويبدو أن الحظ كان يرافق قوات هتلر اذ أن القوات تمكنت من خرق جزء من خط اجينوت وتواصلت مع قوات ألمانية جاءت عبر منطقة بريمن الى لوكسمبورج ولم تشهد هذه المعارك مقاومة تذكر اذ فى يوم 10 مايو 1940 استسلمت كل من بلجيكا وهولنده وامارة لوكسمبورج ودخلت القوات الألمانية بروكسل.. ويتابع: فى العاصمة برلين كان جهاز البروباغندا ينقل خطوة بخطوة تحركات المعارك والنصر فى هذه المنطقة، الأمر الذى كان له رد فعل المخدر على المواطنين الألمان.
سقوط باريس
وصلت القوات الألمانية فى معركة «بليتس» الى العواصم القريبة من باريس ليكون ضم العاصمة الفرنسية الى أحضان الرايخ الثالث مسألة وقت أو أيام ذلك أن باريس سقطت فى يوم 14 يونيو فى يد النازية بعد أن كانت القوات الألمانية قد عبرت نهر السين فى يوم 5 يونيو
و حين اشتد الضغط من الجيش الألماني الزاحف الى فرنسا قرر القائد شارل ديجول التراجع مع قواته، أما القوات الجوية البريطانية فقد تحركت بشكل سريع وقامت بهجوم جوي على ميناء مرسى الكبير فى الجزائر (أيام الاحتلال الفرنسي) وتدميره حتى لا تصل اليه البحرية الألمانية لتدمر البحرية الفرنسية، ولتبدأ من هناك حملة جوية على بريطانيا.
ظلت معركة «بليتس» تشغل بال البريطانيين لا سيما تشرشل الذى تولى بعد تشميرلين منصب رئاسة الوزراء . أما فرنسا فقد وقعت مع هتلر اتفاقية وقف اطلاق النار فى يوم 21 يونيو 1940 وانقسمت الى شمال وغرب فى يد الألمان وجنوب وشرق فى يد هنرى فيليب بوتان وكون شارل ديجول قوات معارضة من منفاه فى لندن واعتبر بوتان خائنا. أستاذ التاريخ البروفوسور فراي يقول: «إن نرجسية هتلر فاقت كل الحدود لا سيما حين جاء بسيارته ومعه جوبلز وشبير الى باريس الخالية تماما من السكان.. هتلر كان منبهرا بالعمارة الفرنسية وكان يحدث شبير عنها ويطلب منه أن تكون برلين أعظم وأجمل».
الرايخستاج الإغريقي
وفى الوقت الذى نقلت فيه وسائل الاعلام نصر القوات الألمانية الى داخل المدن فى الرايخ الألماني كان جوبلز يبني مؤسسة اعلامية تعتبر الاولى من نوعها فى القرن العشرين، مهمتها تجنيد الألمان شبابا ونساء وأطفالا لخدمة الرايخ والفوهرير.. بجانب هذه المؤسسة كان مشروع شبير لأشادة عاصمة لم يشهدها العالم حسب ما ذكر فى كتب التاريخ على أن يقام مبنى للرايخستاج على شكل البناء الأغريقي القريب من المعابد وكان شبير قد استغل امكانياته كوزير للتسلح باشادة نموذج كامل لمبنى الرايخستاج مع استغلال – كلوبات – الانوار للتسليط على هذا النموذج.
تشرشل.. العدو اللدود
يقول البروفوسور فراي: كتب سبستيان هافنر (ولد فى عام 1858) فى ألمانيا أحد كتاب التاريخ المعروفين عن تشرشل أنه أسطورة يصعب فهمها ولا يمكن فهمها اذا وضعناه فى موقع الرجل السياسي فقط ورئيس الحكومة لأنه كان أكثر من ذلك فهو كان محاربا يستغل السياسة والدبلوماسية لكي يكسب الحرب.
وعرف أيضا عبر الاحداث التاريخية أن العدو اللدود لتشرشل هو أدولف هتلر والعكس بالطبع. تشرشل بدأ يخطط فى كيفية ايقاف هتلر عند حده بينما هرمان جورينج القائد العام لقوات الزعيم النازي وضع خطة محكمة لضرب الامبراطورية البريطانية من الهواء بسلاح الطيران الألماني ويعتبر تاريخ 10 مايو 1940 موعدا لبدء الحملة العسكرية الألمانية على دول أوروبا الغربية هو بداية الحقد والكراهية التى كانت تملأ قلب تشرشل رئيس وزراء بريطانيا فى هذا الوقت تجاه هتلر.على الصعيد الداخلي فى الامبراطورية تمتع هتلر باحترام كبير لا سيما حين وصفه جوزيف كندي سفير الولايات المتحدة فى لندن فى ذلك الوقت بأنه الذى سيخلص أوروبا من حكم البولشوفي الماركسي.. أما لورد هاليفاكس وزير الخارجية البريطاني فكان أيضا من المعجبين بهتلر وجوبلز وجورنج وانتقد مؤرخو هذه الحقبة موقف السياسي البريطاني وسفير الولايات المتحدة وصنفا بأنهما من المعادين للسامية. كان هتلر يفكر فى أن تتراجع بريطانيا قبل الحملة الجوية الألمانية.. والفكرة كانت تنطوي على ضرب القوات الجوية البريطانية علما أن السلاح الجوي البريطاني كان متطورا ويملك في أسطوله 1400 طائرة حربية، وقد استعانت بريطانيا بطيارين حربيين من دول الكومنولث (الدول الخاضعة للأمبراطورية البريطانية) ومن فرنسا والولايات المتحدة وبولنده وتشيكوسلوفاكيا الأمر الذى أدى فى النهاية الى هزيمة القوات الجوية الألمانية.
ماريتا.. غزو البلقان
هتلر ورغم الضربة التي تعرض لها سلاحه الجوي من الانجليز بدأ يفكر فى غزو يوغوسلافيا ولكن لهذه المأمورية كان لا بد من الاستعانة بموسوليني الذى كان قد دخل ألبانيا ولكن الزعيم الايطالي الفاشي لم يتمكن من كسب بلغاريا لعلمه أن الملك بوريس الثاني رفض الانضمام الى محور الشر ألمانيا وايطاليا. فى هذا الوقت بدأ هتلر فى تخطيط مأمورية – ماريتا – وهى غزو دول البلقان وفى 6 أبريل من عام 1941 دخلت القوات الألمانية الحدود اليوغوسلافية وقامت ايطاليا وألمانيا بتحويل العاصمة بلجراد الى رماد.وتحركت القوات باتجاه تثسالونيكي فى اليونان ثم شرق مقدونيا الى أن وصلت الى العاصمة أثينا. قوات الحلفاء لم تتمكن من مواجهة القوات الألمانية واضطرت الى ترحيل 50 ألف جندى عبر البحر الابيض الى الاسكندرية، ومرة ثانية حاول هتلر انزال قوات من الجو على جزيرة كريتا اليونانية الا أن قوات الحلفاء تصدت له واستعانت بقوات من أستراليا ونيوزلنده وبناء عليه قرر هتلر عدم المغامرة مرة ثالثة بالانزال أو بالغزو من الجو. ومع الأحداث الأخيرة يقول أحد الضباط السابقين فى عهد هتلر ( فيلهالم أرتور) لـ عكاظ إن النظام النازي أصيب بجنون العظمة.. الشعب الألماني والمواطنون كانوا مشغولين بمطالب الحياة اليومية لا سيما أن كل شيء كان يحدث تحت صفارات الانذار والملاجئ تحت الأرض. فى نفس الوقت بدأ ت عملية جمع اليهود وكل من هو ليس من أصل آري وترحيلهم الى معسكرات خاصة وبدا فى الأجواء قلق كبير مما يحدث لا سيما حين طلب هتلر توفير مساكن للمواطنين الألمان فقام شبير وزير المصانع الحربية والمهندس المعماري فى عهد هتلر بمطالبة اليهود باخلاء مساكنهم التى تم اعطاؤها للألمان.
ثعلب الصحراء بين طبرق وسيدي عمر
اذا كان العصر الهتلري عملة ذات وجهين فلا شك أن هتلر هو الوجه الاول ورومل هو الوجه الثاني لهذه العملة رغم أن شخصيات أخرى اشتهرت فى العهد النازي ولكن رومل ولأنه خاض معركة شمال أفريقيا ووصل الى العلمين فى مصر باتت له شهرة واسعة لا سيما وأن الاحتلال البريطاني والفرنسي كان يثقل كاهل دول شمال أفريقيا وكان هناك اعتقاد سائد أن قوات رومل ستحرر هذه الدول من الاستعمار غير أن هذا التصور بعيد كل البعد عن الحقيقة كما يقول البروفوسور فراي اذ أن رومل – ثعلب الصحراء - تلقى أمرا من القائد الأعلى لقوات الفيرماخت – هتلر – بالتحرك لمساعدة قوات موسوليني فى شمال أفريقيا وعلى الحدود مع ليبيا اذ جرت معركة حول ميناء طبرق فى الوقت الذى سارعت فيه قوات الحلفاء بما فيها الولايات المتحدة التى أنزلت قوات فى الدار البيضاء والجزائر الأمر الذى جعل قوات هتلر تواجه حرب الجبهتين.
تحركت القوات الألمانية بقيادة رومل ومعها القوات الايطالية وتمكنت من الاستيلاء على مدينة- بير هاشم – فى الصحراء الغربية لتبدأ منها التحرك الى طبرق وتمكن رومل من الاستيلاء على طبرق ورقي الى رتبة فريق، كان ذلك حسب أقوال ابنه مانفريد رومل يوم 21 يونيو 1942. وكانت الخطة والحديث ما زال للأبن مانفريد رومل تستهدف التحرك عبر الصحراء الغربية للوصول الى الاسكندرية ووضع اليد على قناة السويس... ولكن ظهور الجنرال البريطاني مونتجومري غير مسار فرقة أفريقيا بقيادة ثعلب الصحراء اذ حسمت المعركة فى العلمين وسقطت طبرق فى يد البريطانيين فى 13 نوفمبر.