-A +A
علا الله طاهر*
رغما عن الأمواجِ.. رغمَ شَتَاتِهِ

يتـتـبَّعُ الملَّاحُ ضوءَ جِهاتِهِ


يرمي شباكَ اليأْسِ نحْوَ محيطهِليصيد درَّ الحلمِ منْ ظلماتِهِ

مذْ ضمَّهُ قلقُ السماءِ تبعثرتْكلُّ النجوم.. فتاهَ عنْ ميقاتهِ

ترنو العواصفُ.. لانفراد شراعِهِفتحيلهُ مِزَقا برغمِ ثَبَاتِهِ

فأصابهُ سهمُ المساءِ وغادرتْ..أحلامُهُ البيضاء من جَنَبَاتِهِ

مُتَحَطَّمَ المجدافِ.. يدْخلُ لجَّهُفيضيقُ صدرُ البحرِ عن مرسَاتِهِ

حتَّى السواحلُ أنْكرتْهُ وغادرتْلمَّا تَعَثَّرَ في خِضَمِّ حياتِهِ

الليل يرسو حولهُ.. والضوءُ يجْــحَدُ زيتَهُ.. فيغيبُ عن مشكاتِهِ

خوفاً على الإنسان.. أشْعَلَ قلْبَهُللمعتمين.. فذاب في مرآتهِ

لمَّا اسْتضاؤوا واسْتفاقوا.. غادرواشطَّ الغريبِ وخلفوه لذاتِهِ

لمْ يمْسحوا دمْعَ النهايةِ عندمارسمَ المساءُ جراحهم برفاتِهِ

سلّوا من الملاحِ ضِحْكَةَ فَجْرِهِكلٌّ مضى والخوفُ بين سباتِهِ

يدنو من الشطآنِ تنأى رُوحُهُويعُودُ مُمْتلئا بدمعِ نُعَاتِهِ

عمرٌ من الترحال يذوي خلفهمُتخفِّفاً يمضي لبرِّ نجاتِهِ

أقسى من الأمواجِ نبذُ سفينهِوأشدُّ منه السجنُ في خَيْبَاتِهِ

القيدُ لم يدْمِ انتشاء عروقِهِلكنَّهُ صفَّى جميع صفاتِهِ

لم يرتقبْ وردا يفوح بكفهلم يبتكرْ قمرا على شرفاتِهِ

ومضى وحيدا نحْوَ بحْرٍ آخرٍقلقا يفـتـش عن بقايا ذاتِهِ

سيظل يبحر في الحياة وكلمااقــترف الرحيل يذوق طعم وفاتِهِ

عارٍ من الدنيا.. يلوذ بما تبقَّــى من بريقٍ ظلَّ في صدفاتهِ

* شاعر يمني